شيخ الأزهر يكشف عن جرائم وحشية في غزة تجعل القرون الوسطى تبدو عادية؟!

منذ 17 ساعات
شيخ الأزهر يكشف عن جرائم وحشية في غزة تجعل القرون الوسطى تبدو عادية؟!

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، وفداً من الكلية الملكية للدراسات الدفاعية بالمملكة المتحدة، برئاسة السيد فيليب بارهام، المدير الأول للتوجيه بالكلية الملكية للدراسات الدفاعية بالمملكة المتحدة.

ورحب فضيلة الإمام الأكبر بوفد الكلية في مشيخة الأزهر الشريف، وأوضح أن الأزهر الشريف منذ إنشائه قبل أكثر من 1080 عاماً كان مسؤولاً عن تعليم الإسلام الصحيح لطلابه من جميع أنحاء العالم. وأشار إلى أن رسالة الأزهر الشريف تقوم على تحقيق السلام والتفاهم والإخاء. ونسعى إلى إيصال هذه الرسالة إلى طلبتنا من خلال المناهج المعتدلة التي نقدمها، والتي تعلمهم الدين الصحيح وتحميهم من الأفكار المتطرفة.

وأكد فضيلته أن الأزهر مفتوح للجميع، وله تعاون مع كافة المؤسسات الدينية في الداخل والخارج. وبدأ التعاون مع الكنيسة المصرية من خلال تأسيس “بيت العائلة المصرية” الذي يجمع كل الكنائس المصرية مع الأزهر الشريف. وهذا ما مكننا من مواجهة كافة أشكال التوتر الطائفي في المحافظات المصرية واحتوائها قبل أن تندلع. ومن نتائج تعاوننا البناء مع الكنيسة المصرية والكنائس الشرقية إلغاء مصطلح “الأقليات” وإدخال مصطلح “المواطنة” كأحد النتائج الرئيسية لمؤتمر الأزهر الدولي حول “الحرية والمواطنة… التنوع والشمول”. وأضاف أن الأزهر انفتح أيضًا على التعاون مع الكنائس الغربية. وقد زار كنيسة كانتربري والفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي، وأبرمنا معهم العديد من اتفاقيات التعاون البناءة. ومن أهم نتائجها “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي وقعناها مع البابا فرنسيس الراحل عام 2019، لأنها تقدم حلولاً فعالة لكل المشاكل التي يواجهها عالمنا اليوم، شريطة أن يتم تطبيق المبادئ التي وضعتها بشكل صحيح.

وأكد شيخ الأزهر أن الأزهر ينشر نهجه الوسطي المعتدل في العالم، وأن 60 ألف طالب وطالبة من 110 دولة يدرسون فيه. ويعودون إلى بلدانهم محملين بالمعارف القانونية السليمة والعلوم الإسلامية التي تساعدهم على بناء السلام في مجتمعاتهم ومواجهة الأيديولوجيات المتطرفة. وأشار إلى أن الجماعات التي نراها ترتكب العنف بناء على فهم خاطئ للدين لا تمثل الإسلام، بل تشبه نوعاً من “البنادق المستأجرة”، أحياناً تعمل لصالح طرف وأحياناً أخرى ضد الطرف الآخر.

كما أعرب فضيلة الإمام الأكبر لأعضاء الوفد عن أسفه العميق لما يشهده العالم حاليا من فوضى وحروب وعنف وموت غير مسبوق. وأشار إلى أن سبب كل ذلك هو التخلي عن القيم الإنسانية، مما حوّل العالم إلى غابة يلتهم فيها القوي الضعيف. والدليل على ذلك الجرائم الوحشية التي شهدناها في غزة خلال العام والنصف الماضيين. هذه جرائم لم نكن لنتصورها حتى في العصور الوسطى، وهي تحدث اليوم كل يوم في عالمنا أمام أعين العالم أجمع. وهذا صحيح حتى في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي وانتشار شعارات حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الرنانة التي أثبتت أن هذه الحرب لا معنى لها ولا فائدة منها.

من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم البالغة بالتواجد في الأزهر الشريف، وأشادوا بالدور المهم الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر في تعزيز العلاقات بين الشرق والغرب، وإرساء أسس الحوار، ونشر قيم السلام والتعايش بين جميع البشر، بغض النظر عن دينهم وثقافتهم.


شارك