المفتي يكشف عن السر وراء التغيرات الحادة في الواقع – اكتشف ماذا قال!

منذ 7 ساعات
المفتي يكشف عن السر وراء التغيرات الحادة في الواقع – اكتشف ماذا قال!

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نذير عياد مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، أن الفتاوى عنصر محوري في تنظيم حركة المجتمعات وتوجيهها نحو الاستقرار والوعي والاعتدال. وأشار إلى أن الفتاوى ليست منفصلة عن الواقع بل تنسجم معه وتساهم في التعامل معه والتفاعل مع تطوراته.

جاء ذلك خلال لقائه بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التنمية الاجتماعية وشؤون الأسرة بدولة قطر، على هامش اجتماعات مجمع الفقه الإسلامي الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة. تناول اللقاء العديد من المشاكل والقضايا المشتركة ذات الاهتمام المشترك.

وقال سماحة المفتي: “إن الواقع متغير بطبيعته، ولا بد أن تواكب الفتاوى هذا الواقع بعلم ورؤية واعية تراعي احتياجات الناس، وتعالج المشكلات الراهنة بلغة رصينة ومنهج سليم”. وأضاف أن الفتوى في فهمنا ليست مجرد إجابة على سؤال، بل هي عملية معرفية واجتماعية متكاملة تؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات وتوجه السلوك العام.

وخلال اللقاء، استعرض فضيلة المفتي عدداً من المبادرات والمشاريع المتميزة التي أطلقتها دار الإفتاء المصرية، ومن بينها مركز الاستشارات الزواجية الذي يهدف إلى إعداد المقبلين على الزواج، وإدارة الأزمات الأسرية، وتعزيز تماسك الأسرة من خلال الدعم المتخصص والمنهج الديني والإنساني الشامل. كما أشار إلى “وحدة الحوار” التي تعالج الأفكار الإلحادية والشكوك الفكرية بالحجج والمنطق والحوار الهادئ.

وتحدث سماحة المفتي أيضاً عن مركز السلام لدراسة التطرف، وهو مركز بحثي متخصص يدرس ظاهرة العنف والتطرف الديني. ويتناول قضايا الإسلاموفوبيا من خلال تحليل الخطاب الإعلامي العالمي وتقديم أدلة علمية سليمة تساعد في تصحيح المفاهيم العامة عن الإسلام والمسلمين.

وأشار سماحته إلى أن الدار أعدت “المؤشر العالمي للفتوى”، موضحاً أنه أداة تحليلية دقيقة تسهم في رصد التوجهات الفتوية عالمياً، وتقييم الخطابات الفتوية المختلفة، مما يسهم في صياغة توجيهات أكاديمية وإعلامية في مجال الفتاوى تتسم بالاعتدال والانضباط.

وأكد مفتي مصر أن دار الإفتاء المصرية قطعت شوطا كبيرا في المجال الرقمي، من خلال المنصات التفاعلية والتطبيقات الذكية والاستخدام المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي في عرض وصياغات الفتاوى بما يتوافق مع الفضاء الإلكتروني دون المساس بالضوابط الشرعية والعلمية.

نعم. وأضاف: “نسعى جاهدين لاستخدام هذه الموارد للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، وخاصة الشباب”.

وأشار سماحة المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية تولي اهتماماً خاصاً بتدريب كاتبات الفتوى، وتعمل على تأهيل كاتبات فتوى مؤهلات علمياً وعملياً ولديهن الأدوات اللازمة لفهم النصوص الإسلامية بعمق، والقدرة على التعامل مع الواقع المعاصر. ويأتي ذلك انطلاقاً من الإيمان بأهمية دور المرأة في الشأن الديني والاجتماعي، وحاجة المجتمع إلى صوت واعٍ وقوي في مجال إصدار الفتاوى.

وأشار سماحته إلى أن القاهرة ستستضيف المؤتمر الدولي العاشر للفتوى في أغسطس المقبل برعاية الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم وبمشاركة نخبة من كبار العلماء والوزراء والمفتين والباحثين. ودعا معاليه للمشاركة في المؤتمر.

ورحب سماحته بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية وشؤون الأسرة القطرية، مؤكداً على الحاجة الماسة إلى التكامل بين المؤسسات الدينية والاجتماعية في العالم العربي لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز قيم المواطنة والحوار والتسامح.

من جانبها أشادت معالي الوزيرة بثينة بنت علي الجبر النعيمي بالمبادرات التقدمية والجهود العلمية الرصينة التي تبذلها دار الإفتاء المصرية في تنظيم الخطاب الديني وتعزيز ثقافة التعايش.

وأشادت معالي الوزيرة بالمبادرات الرائدة لدار الإفتاء المصرية، والتي تعكس فكراً مستنيراً وفهماً عميقاً للتغير الاجتماعي. وقالت: “إننا ننظر باهتمام كبير إلى إمكانيات التعاون بين الوزارة ودار الإفتاء، وخاصة في مجالات الأسرة والتعليم ومكافحة الفكر المتطرف الذي يخدم مصالح المسلمين العرب”.

وأكد الوزير التزام الوزارة بالتعاون المؤسسي وتكامل المعرفة والمشاركة في المبادرات التوعوية والتثقيفية التي تعالج المشاكل الأساسية في حياة الأفراد والأسر.


شارك