مدبولي يكشف عن قرار الرئيس السيسي لتحسين طرق وأنفاق شرق قناة السويس!

تحدث رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اليوم على هامش توقيع اتفاقية بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبو ظبي. حضر حفل توقيع اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية واللوجستية نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل وعدد من الوزراء ومحافظي السويس وبورسعيد والإسماعيلية ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ورئيس اتحاد الصناعات المصرية.
ومثل الجانب الإماراتي معالي الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة. معالي محمد السويدي وزير الاستثمار بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ سعادة السفيرة مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة؛ وعدد من المسؤولين وممثلي مجموعة موانئ أبوظبي.
واستهل رئيس الوزراء كلمته بالترحيب بالوزراء والمسؤولين المشاركين في الفعالية. ووصف الحدث بأنه حدث هام ويمثل علامة فارقة في مسيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر والإمارات العربية المتحدة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: “لا شك أن اجتماعنا اليوم لإطلاق مشروع كيزاد شرق بورسعيد يجسد روح الشراكة الفاعلة بين بلدينا، ويعكس تطور ونمو علاقاتنا في مختلف المجالات”. وأضاف أن العلاقات بين مصر والإمارات ليست مجرد علاقات دبلوماسية أو اقتصادية، بل هي روابط أخوية متينة بين الشعبين الشقيقين والقيادة السياسية في البلدين. وترتكز هذه العلاقات على التقدير والاحترام المتبادل، وتتعزز بالروابط والمواقف التاريخية المشتركة. وتتجسد هذه العلاقات اليوم في مشاريع استراتيجية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة لشعبي البلدين الشقيقين.
وأشار رئيس الوزراء في الوقت نفسه إلى أن علاقاتنا التجارية والاقتصادية تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وأن دولة الإمارات أصبحت من أهم شركائنا الاستثماريين في المنطقة، وتغطي مختلف القطاعات، من البنية التحتية والصناعة إلى الخدمات اللوجستية ومشاريع التنمية. بلغ حجم التجارة بين البلدين نحو 6 مليارات دولار أمريكي في العام الماضي. وأكد أن هذا التعاون بين الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي يؤكد الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل اقتصادي ناجح.
وفي كلمته أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالتعاون البناء مع مجموعة موانئ أبوظبي والذي أثمر عن العديد من الاتفاقيات ومشاريع التنمية المختلفة. وأشار إلى أن مشروع كيزاد شرق بورسعيد الطموح الذي نطلقه اليوم هو أبرز هذه المشاريع. ومن المقرر أن يتم الإطلاق في المنطقة الصناعية المتكاملة شرق بورسعيد، التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. سيتم إنشاء منصة صناعية بمساحة 20 مليون متر مربع لتعزيز التجارة بين الشرق والغرب وتحسين خدمات الإنتاج والخدمات اللوجستية في هذا الموقع المتميز. وسيستفيد هذا المشروع من خبرة مجموعة موانئ أبوظبي في تطوير وإدارة المناطق الاقتصادية، فضلاً عن الإمكانات المتميزة التي تتمتع بها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن التطور المتزايد في حجم وتنوع الاستثمارات الإماراتية يعكس ثقة الإمارات في مناخ الاستثمار في مصر، فضلاً عن الجهود التي بذلتها وتبذلها الحكومة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار. وأشار إلى أن هذه الجهود الحثيثة لتحسين مناخ الاستثمار انعكست في تحسين ومراجعة السياسات المالية والضريبية والتشريعات المرتبطة بها، فضلاً عن تنفيذ عدد من المشروعات القومية الهامة في مجالات الطرق والكباري والأنفاق والمطارات والموانئ، مضيفاً: كان من أهم توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في هذا الإطار إنشاء شبكة متكاملة من الطرق والأنفاق تربط شرق قناة السويس بغربها، بما يحقق التنمية في منطقة محور قناة السويس، نظراً للأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة ليس فقط لمصر. ولكن لخدمة حركة التجارة العالمية.
وفي هذا السياق أشار رئيس الوزراء إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت خلال السنوات الأخيرة ليس فقط أحد أهم روافد التنمية الاقتصادية في مصر، بل أصبحت أيضا وجهة للاستثمارات العالمية. لقد قدمت نموذجًا للتعاون الناجح في مجال التنمية الاقتصادية الدولية، بالإضافة إلى تقديم نموذج أعمال يرتكز على دمج البنية التحتية المتقدمة والموقع الجغرافي الفريد ورؤية استراتيجية للتنمية. علاوة على ذلك، نجحت الدولة في جذب استثمارات ضخمة، وخلق عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب، والمساهمة في إحلال الواردات وتوطين الصناعات الاستراتيجية.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: “كما تدعم المنطقة الاقتصادية سلاسل التوريد، وتعزز التجارة، وتوفر تسهيلات إنتاجية لمختلف الأسواق الإقليمية والدولية. ويتحقق ذلك من خلال أربع مناطق صناعية بسعات مختلفة، مما يسمح لها باستيعاب مختلف القطاعات الصناعية والخدمية، بالإضافة إلى ستة موانئ بحرية مجهزة بالكامل، تخضع للتطوير المستمر وتحسين الكفاءة”.
وأكد رئيس الوزراء أننا على قناعة بأن مشروع كيزاد شرق بورسعيد سيكون إضافة نوعية للمنطقة الاقتصادية، ويساهم في زيادة تنافسيتها الدولية، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون المشترك في مجالات التصنيع والصادرات والخدمات. علاوة على ذلك، فهو يوفر الفرصة لجذب المزيد من المستثمرين لموقع الإنتاج عند المدخل الشمالي لأحد أهم طرق الشحن في العالم.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بتقديم خالص الشكر والامتنان لأشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسهم معالي الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي محمد السويدي وزير الاستثمار في دولة الإمارات، ومجموعة موانئ أبوظبي، على هذه الشراكة الرائدة. وأشاد بالجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإنجاح هذا المشروع وغيره من المشاريع التي تمثل تنفيذاً لرؤية مصر 2030.
وتمنى رئيس الوزراء أن تكلل هذه الخطوة بالنجاح وأن تحقق أهداف المشروع في التنمية الاقتصادية لمصر.