مدبولي يوجه المحافظين: “متابعة الأسواق والاستعداد للانتخابات”

ترأس اليوم رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اجتماع مجلس المحافظين. بحضور الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والمحافظين ومديري الأمن بالمحافظات وبمشاركة عدد من المحافظين عبر تقنية الفيديو كونفرانس؛ ويهدف هذا إلى متابعة عدد من المواضيع والملفات.
التنسيق الكامل بين المحافظين
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بتقديم خالص التهاني بمناسبة عيد العمال، وتحياته لكافة عمال مصر في كافة المحافظات. وأكد أنهم يساهمون بكل قوتهم في النهضة التنموية التي تشهدها البلاد حالياً من أجل مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة وشعبنا العظيم.
ورحب الدكتور مصطفى مدبولي بالمشاركين، الذين ضموا اليوم مديري الأمن بالمحافظات؛ ومن أجل العمل على زيادة التنسيق مع المحافظين بشأن عدد من القضايا الهامة، تم التأكيد على ضرورة التنسيق اليومي على كافة المستويات. هناك قضايا مهمة تحتاج إلى التعاون والتنسيق بين المحافظين ومدراء الأمن، منها مخالفات البناء والتعديات على الأراضي الزراعية. يشار إلى أن الدولة أحرزت تقدماً في هذا الملف وتستمر في منع مخالفات البناء. سيتم متابعة أي تدخلات في الأراضي الزراعية بقوة.
وأضاف رئيس الوزراء: “لدينا نظامٌ للمتغيرات المكانية يكشف أي مخالفات بناء أو تعديات على الأراضي الزراعية في مرحلة مبكرة، وبعد إقرار قانون تسوية مخالفات البناء، لن تُضبط أي حالة مخالفة. وأكد على ضرورة معالجة جميع المخالفات المكتشفة فورًا وبشكل منسق”. إما من قبل السلطات المحلية إذا كانت المخالفة في بدايتها، أو بالتنسيق مع الجهات الأمنية إذا تطلب الوضع ذلك.
وشدد رئيس الوزراء على أن معالجة مخالفات البناء والتعديات على الأراضي الزراعية جزء من تقييم أداء كل محافظ، ولن نسمح باستمرار الحلقة المفرغة من مخالفات البناء ثم المصالحة ثم المخالفات ثم المصالحة. سيتم إغلاق هذا الملف إلى الأبد؛ من أجل خير هذا البلد وشعبه.
وأضاف الدكتور مدبولي، مخاطبًا المحافظين وقادة الأمن: “نحن على أعتاب الانتخابات، لذا علينا توخي أقصى درجات اليقظة خلال هذه المرحلة، والتصدي لأي تجاوزات أو انتهاكات. كما يجب علينا التنسيق الكامل مع مختلف الجهات المعنية لضمان سير العملية الانتخابية على أكمل وجه، والإعداد والتنسيق الشامل فيما بينها”. وأكد أن الأرض الزراعية هي أغلى ما نملك ومن الصعب استعادة كل شبر منها. ولذلك أود أن أؤكد على أن اتخاذ خطوات استباقية والعمل المبكر من شأنه أن يحبط أي محاولة للانتهاكات، خاصة في ظل الانتخابات المقبلة.
في الوقت نفسه، قال رئيس الوزراء: “من القضايا المهمة التي تحتاج إلى تنسيق هي توافر السلع في الأسواق واستقرار الأسعار. ونحن نتعاون مع جميع الجهات الحكومية والجهات المعنية. وهدفنا المشترك الرئيسي هو ضبط الأسواق ومكافحة المخالفات ومحاولات الاحتكار أو إخفاء السلع. لذلك، فإن التنسيق المستمر بينكم وبين غرف التجارة والتجار عمومًا ضروري لضمان أكبر قدر ممكن من توافر السلع بأسعار معقولة”.
وفي هذا الإطار أكد الدكتور مصطفى مدبولي على أهمية إقامة سوق اليوم الواحد، خاصة خلال الاستعدادات الجارية لعيد الأضحى المبارك. – ضمان توفر مختلف أنواع السلع وخاصة الغذائية الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة ومراقبة الأسواق وجميع منافذ البيع الثابتة والمتحركة والمظلات في جميع المحافظات.
وتطرق رئيس الوزراء إلى قضية إمدادات القمح، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى إجراءات متابعة شاملة. لتسهيل على المزارعين معالجة شحنات القمح إلى الجهات المختصة.
وفي كلمته للمحافظين ومدراء الأمن، أكد رئيس الوزراء على ضرورة وجود آليات تنسيق يومية، وتنفيذها بمنتهى الدقة في كل ما يتعلق بالشأن العام ومصالح المواطنين في كل محافظة.
وخلال اللقاء قدمت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية عرضا لبعض القضايا والملفات الجاري العمل عليها حاليا مع المحافظين ومنها ضبط الأسعار وموقف نتائج ومعدلات أداء منظومة المتغيرات المكانية والتطورات في مجال التدخلات بالأراضي الزراعية وموقف تقنين أراضي الدولة وغيرها من الملفات الهامة.
وفيما يتعلق بضبط الأسعار، أوضح وزير التنمية المحلية أنه في إطار جهود الدولة لضبط الأسواق وتوفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة وتفعيل دور المحافظات في هذا الشأن، صدرت توجيهات بإنشاء ملاجئ ومعارض مؤقتة ومستدامة يتم تنفيذها بالتنسيق مع الشركة القابضة للصناعات الغذائية والجهات المعنية المختلفة. وبالإضافة إلى ذلك، يجري العمل على إعادة توزيع منافذ بيع الهواتف المحمولة جغرافياً. ولتحقيق هذه الغاية، سيتم مراجعة حركة هذه المنافذ داخل كل محافظة، مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجاً والتي تتميز بكثافة سكانية عالية. ولضمان وصول الخدمات للمواطنين، نعمل أيضًا على تفعيل المبادرات المجتمعية من خلال التنسيق مع منظمات المجتمع المدني.
وأشار الوزير إلى تشكيل لجان تفتيش ومتابعة تضم رؤساء الوحدات المحلية ومديريات التموين والجهات المعنية المختلفة. – القيام بجولات تفتيشية دورية على الأسواق والمظلات ومنافذ البيع الثابتة والمتحركة للتأكد من توفر السلع الاستراتيجية واتخاذ الإجراءات القانونية الفورية ضد التجار المخالفين للقانون والذين يمارسون عمليات الاحتكار أو تخزين السلع.
في هذه الأثناء، عرضت الدكتورة منال عوض حالة النفقات والاستجابات لمنظومة المتغيرات المكانية خلال شهر أبريل، مشيرة في هذا السياق إلى أن الوزارة تتلقى تقارير عن متابعة الإجراءات التي اتخذتها المحافظات لمكافحة المتغيرات المكانية غير القانونية. وقد قام القطاع بتحليل كافة الردود من المحافظات المقدمة للوزارة بهذا الخصوص وتحديد الأرقام الخاصة بهذه المتغيرات. ويأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء بتكثيف جهود الدولة لمكافحة ظاهرة البناء المخالف والتعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة من خلال تكثيف الحملات بالمحافظات وملاحقة المخالفين بكل حزم وحسم.
وفي هذا السياق أوضح وزير التنمية المحلية أنه تم تكليف لجنة من الوزارة للقيام بأعمال المتابعة الميدانية في المحافظات بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية. وقد أعدت اللجنة نموذجاً تجريبياً يتضمن مجموعة من المقترحات والحلول لتحسين آليات الرصد ومحاسبة المخالفين بشكل فوري، ومعالجة التغيرات المكانية، ومكافحة ظاهرة البناء غير القانوني والتعدي غير المشروع على الأراضي الزراعية.
وفي هذا الإطار أشار الوزير إلى أن النموذج يتضمن عدداً من الإجراءات والتوصيات التي يمكن تعميمها على كافة المحافظات. ويتضمن ذلك أتمتة جميع بلاغات المخالفات وربطها بمراكز التكنولوجيا في المحافظات لحرمان المخالفين من أي خدمات أو دعم حكومي. إلى حين تصحيح أوضاعهم وفقاً للقانون، سيتم ربط نظام المتغيرات المكانية بمركز السلامة العامة والسيطرة والطوارئ لضمان اتخاذ الإجراءات السريعة ضد المخالفات.
وقدم الوزير بيانا تضمن ترتيب المحافظات حسب معدل تنفيذ المتغيرات المكانية المحذوفة وترتيب المحافظات حسب معدل تنفيذ المتغيرات غير القانونية.
وأكد وزير التنمية المحلية أنه لن يكون هناك أي تسامح مع البناء غير القانوني والتعدي على الأراضي الزراعية والممتلكات العامة. وأشار إلى أن هناك متابعة ورقابة مستمرة ويتم التعامل مع كافة التعديات بكل حزم بما يضمن الحفاظ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة والحفاظ على الانضباط العمراني في كافة المحافظات.
وفي هذا السياق، قدم الوزير بيانا حول إجمالي عدد التعديات على الأراضي الزراعية التي تمت إزالتها خلال شهري مارس وأبريل 2025، وكذلك حول تنفيذ الموجة 26 من حملات إزالة التعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية. ويأتي ذلك في إطار الحملات المكثفة التي تقوم بها الدولة للقضاء على كافة أشكال التجاوزات وحماية حقوقها واستعادة حقوق المواطنين. كما يجب متابعة اجراءات الإزالة بشكل مستمر ووقف ظاهرة التعديات على الأراضي الزراعية في كافة المحافظات.