روايات لوفينو تبرز جوانب خفية من الحضارة الفرعونية بصالون الأوبرا على المسرح الصغير

منذ 2 شهور
روايات لوفينو تبرز جوانب خفية من الحضارة الفرعونية بصالون الأوبرا على المسرح الصغير

واصلت وزارة الثقافة المصرية إبداعها الفني والفكري بتنظيم أنشطة ثقافية متميزة من خلال دار الأوبرا المصرية بقيادة د. لمياء زايد التي تسعى في إطار أنشطتها الثقافية والفكرية إلى إثراء الساحة المصرية بأنشطة تحمل طابعاً ثقافياً راقياً، ونظمت بالتعاون مع مؤسسة مصر الآن للتنمية والثقافة صالوناً ثقافياً مرموقاً على الصعيد الصغير مسرحية بعنوان “مصر مسرح الأحداث في روايات لافينو” استضافت الكاتب الإيطالي المعروف ألفريدو لوفينو أستاذ علم المصريات بجامعة تورينو ونائب رئيس دار الحكمة بإيطاليا، ود. وسيم السيسي، باحث في مجال التاريخ المصري القديم، بحضور المترجم إسلام فوزي، ود. فوزي عيسى الاستاذ. بقسم اللغة الإيطالية بكلية الألسن جامعة عين شمس بحضور متميز بين جمهور الثقافة والفكر وعدد كبير من الجاليات الإيطالية بالقاهرة.دكتور. وافتتح فوزي عيسى الصالون بكلمة عبر فيها عن سعادته بتواجده في دار الأوبرا المصرية، هذه المنارة الثقافية العريقة. وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الثقافة في تنظيم هذا الحدث الفريد. ثم بدأ بمناقشة مواضيع الصالون، متطرقا إلى الرواية الأولى بعنوان “الشهر الثالث من الطوفان” والتي تدور أحداثها حول جريمة قتل في مصر القديمة يتم فيها اتهام وإدانة رجل بريء يحاول فقط إنقاذ زوجته. زوجة الأميرة. أعقب ذلك استعراض لأحداث الرواية الثانية انتقام الملكة، والتي تحكي قصة عالمة آثار تبحث عن والدها المفقود خلال مهمة أثرية، وتكتشف مقبرة نفرتيتي زوجة أخناتون خلال رحلتها. وروى عيسى كيف أنه عند اقترابهم من مقبرتها، أدت لعنة الملكة إلى إغلاق المقبرة أمام والدها وعالم الآثار، لافتاً إلى براعة التصميم الهندسي للمقبرة وحمايتها بحجر مغطى بالرمال الناعمة وباب مخفي بالرمال الناعمة. صخرة ضخمة. واختتم حديثه بشكر د. وسيم السيسي على حضوره الودي.وتميز اللقاء بمشاركة الباحث المتميز د. وسيم السيسي الذي أعطى للحوار بعدا أعمق من خلال نقاشاته الغنية عن تاريخ مصر القديمة وأهمية الانخراط فيه في الأدب العالمي، ووجه الشكر للجمهور من خلال التعبير عن إعجابه الكبير برواية “انتقام الملكة” وأشاد بقدرة لوفينو على حل لغز الجريمة ببراعة. وأشار إلى التصميم المبتكر للمقبرة الفرعونية.

 

اشرح تفاصيل الصخر والرمال الناعمة التي تغلق الباب المخفي. وأشار أيضًا إلى وجود خطأ تاريخي شائع وهو الاعتقاد بتعدد الآلهة في مصر القديمة، موضحًا أن أخناتون ونفرتيتي كانا من أوائل دعاة التوحيد. واستشهد بنقوش على هرم أوناس من الأسرة الخامسة، منقوشة بالهيروغليفية، وتشير إلى عقيدة التوحيد، وتعني: “الواحد الذي لا ثاني له”، لافتا إلى أن الخلافات كانت ذات طبيعة سياسية بالأساس وليس دينيًا، حيث يناقش العديد من الأقوال والكتابات من هذه الفترة التي أظهرت عظمة الإله الواحد. واختتم محاضرته بسرد مسجل لأقوال المفكرين وعلماء الآثار التي أكدت مفهوم التوحيد في مصر القديمة.

وفي نهاية الصالون تحدث الكاتب الإيطالي ألفريدو لوفينو الذي عبر عن عميق امتنانه للحاضرين وللدكتور. وسيم السيسي على تصريحاته القيمة، ود. فوزي عيسى على ترجمة رواياته إلى اللغة العربية، ووجه الشكر للمترجم أسامة فوزي، وأعرب عن سعادته الكبيرة بتواجده في مصر برفقة 25 من أصدقائه، معتبرا هذه اللحظات هي الأسعد في حياته. أعلن لوفينو عن مشروعه الجديد لإصدار كتاب يحتوي على دليل السفر باللغة الإيطالية عن مصر من العصر الفرعوني إلى العصر الحديث. وهذا يجعله الكتاب السادس والثلاثين في حياته المهنية. كما أشار إلى التحديات التي واجهها في كتابة رواياته التسع، مؤكدا أنه منذ السبعينيات كان هناك جدل حول وحدانية الإله في مصر القديمة، روح وفن الرواية التي تكون شخصياتها في المؤلف أو في المؤلف. وأعرب لنا عن سعادته البالغة بترجمة روايته إلى اللغة العربية، واختتم حديثه بالتأكيد على حبه لمصر وإيطاليا. وتفاعل الجمهور طوال الصالون مع مناقشات معمقة تناولت التاريخ المصري القديم وأسرار الحضارة الفرعونية، فيما وفرت الترجمة الدقيقة للإسلام فوزي جسرا موسعا بين ثقافتين قديمتين، ليستمتع الجمهور بالصالون مع من دواعي سروري أن أختتم أمسية فكرية غنية تعزز الروابط الثقافية بين مصر وإيطاليا.

وبهذا الصالون الثقافي تؤكد وزارة الثقافة من خلال دار الأوبرا المصرية على رسالتها المستمرة في مد جسور المعرفة بين الحضارات المختلفة لتبقى مصر دائما وأبدا وجهة للفكر والفن ومسرحا للأحداث العالمية سواء. في الماضي أو الحاضر.


شارك