وزير الزراعة يفتتح المؤتمر الدولي السنوي الواحد والثلاثون للأسمدة

وافتتح الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الحفل نيابة عن الدكتور. افتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر الدولي السنوي الحادي والثلاثين للأسمدة، الذي ينظمه الاتحاد العربي للأسمدة برئاسة المهندس سعد أبو المعاطي، وبحضور عدد كبير من رؤساء الشركات والمنظمات العربية والدولية.
وأعرب وزير الزراعة عن تقديره لجهود وأنشطة الاتحاد العربي للأسمدة، لما يمثله من منصة مهمة لصناعة الأسمدة في الوطن العربي والعالم تحت رعاية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، والذي يضم في عضويته 95 شركة عربية وأجنبية من 26 دولة حول العالم.
وقال فاروق إنه في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها القطاع الزراعي في المنطقة العربية فإننا نواجه العديد من التحديات الكبرى والمتنامية والتي تتطلب استجابات فعّالة وتوفير حلول مستدامة. وأشار إلى أن القطاع الزراعي يعد من أكثر القطاعات تأثراً بتغيرات المناخ، وهو ما ينعكس في ندرة الموارد المائية وتقلبات الطقس، ما يؤثر سلباً على إنتاجية الأراضي الزراعية. علاوة على ذلك، يعد تغير المناخ عاملاً ضاغطاً يعيق نمو القطاع الزراعي، وهو أحد ركائز الاقتصاد.
وأضاف أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب النمو السكاني السريع والطلب المتزايد باستمرار على الغذاء، تزيد من التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي، المسؤول عن إنتاج الغذاء الصحي والآمن للإنسان.
وأكد وزير الزراعة أن القطاع الزراعي رغم هذه التحديات يظل الركيزة الأساسية والداعم للتنمية المستدامة وتحسين الأمن الغذائي. وهذا يتطلب تكثيف وتوحيد الجهود والعمل على إيجاد حلول مبتكرة وسريعة تضمن استدامة عمل هذا القطاع الحيوي من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً لشعوبنا.
وشدد فاروق على أنه يجب إعادة النظر في الطرق التقليدية واتباع مسارات جديدة. وعلاوة على ذلك، يتعين علينا أن نلجأ إلى ممارسات أكثر ابتكارا تضمن الاستخدام الأكثر كفاءة للموارد الطبيعية مع حماية البيئة. وأكد أهمية الأسمدة كعامل أساسي في تحسين خواص التربة وخصوبتها وزيادة القدرة الإنتاجية الزراعية وضمان استدامتها.
وقال الوزير إن صناعة الأسمدة العربية تلعب دوراً استراتيجياً في دعم القطاع الزراعي على المستوى الإقليمي والعالمي من خلال توفير المدخلات الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الصناعة أن تساهم بشكل فعال في تحسين خصوبة التربة وزيادة إنتاج المحاصيل الإستراتيجية، وبالتالي زيادة معدل الإنتاج الزراعي، مما يساهم بدوره بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز التنمية المستدامة، وزيادة مستويات الإنتاج بما يتماشى مع الأهداف المستقبلية.
وأكد وزير الزراعة أن ضمان الأمن الغذائي لتلبية الاحتياجات الغذائية للسكان يمثل تحدياً كبيراً للمنطقة العربية والعالم أجمع. وهذا يؤكد ضرورة زيادة الإنتاج الزراعي المحلي من خلال استخدام أكثر كفاءة للموارد الطبيعية.
وأوضح فاروق أن مصر وحضارتها ترتبطان ارتباطاً وثيقاً بالزراعة، حيث كانت الزراعة ركيزة أساسية لنموها واستقرارها على مر العصور. وانطلاقاً من هذا الإرث العريق تواصل الدولة المصرية التزامها بتنمية القطاع الزراعي باعتباره حجر الأساس في تطوير ودعم محاور المنظومة الزراعية مثل: ب. محور التوسع الرأسي من خلال إنتاج أصناف عالية الإنتاجية ومتكيفة مع التغيرات المناخية وتطبيق الممارسات الزراعية التي تؤدي إلى زيادة إنتاجية الوحدات الأرضية والمائية، ومحور التوسع الأفقي لزيادة الرقعة الزراعية من خلال تنفيذ المشاريع القومية لاستصلاح وزراعة أراضٍ جديدة.
وقال وزير الزراعة إن مصر تشهد في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية نهضة غير مسبوقة في مجالات التنمية الزراعية المتكاملة والمشروعات القومية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، بهدف زيادة الرقعة الزراعية والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة وزيادة الإنتاج الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي، بما يعزز تحقيق رؤية الدولة المصرية في التنمية المستدامة والشاملة لتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأضاف أن الطريق لتحقيق أهداف الأمن الغذائي في منطقتنا العربية يتطلب جهوداً متواصلة وتعاوناً وثيقاً بين كافة الجهات المعنية. إننا بحاجة إلى العمل معا لتبني الممارسات الزراعية الجيدة والمستدامة، وتطوير استخدام الأسمدة بطريقة مسؤولة وزيادة كفاءة استخدام الأسمدة والمغذيات وأسمدة التربة، فضلا عن تطوير البنية التحتية الزراعية وتحسين مهارات المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة لمواجهة تحديات تغير المناخ والتصحر. ومن خلال هذا النهج الشامل، يمكننا تأمين مستقبل غذائي مستدام لمنطقتنا والعالم.
وأكد الوزير أنه في ظل الطلب المتزايد على الغذاء فإنه من الضروري العمل على زيادة نمو صناعة الأسمدة المعدنية والمغذيات، لأنها في ظل محدودية الموارد الزراعية هي الفاعل الرئيسي في تعظيم كفاءة هذه الموارد، بما يدعم محور التوسع الرأسي على الأراضي القديمة ومحور التوسع الأفقي من خلال استصلاح وزراعة الأراضي الجديدة.
وأشار فاروق إلى أن مصر تحتل مكانة عالمية مرموقة في إنتاج وتصدير الأسمدة المعدنية والمغذيات النباتية. تعتبر مصر من أهم منتجي الأسمدة وتحتل المرتبة الأولى عربياً والخامسة عالمياً بين أهم منتجي سماد اليوريا بإنتاج سنوي يزيد عن 7.6 مليون طن.
ودعا وزير الزراعة رجال الأعمال من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة للاستثمار في صناعة الأسمدة بجمهورية مصر العربية، حيث توفر مصر فرصاً استثمارية واعدة وفرصاً أخرى للشراكة والتعاون المثمر مع القطاع الخاص. كما تقدم الحكومة المصرية كافة أشكال الدعم والتسهيلات اللازمة للمستثمرين الراغبين في الاستثمار في صناعة الأسمدة في مصر.
وعلى هامش المؤتمر افتتح وزير الزراعة معرض منتجات شركات الأسمدة الأعضاء في الاتحاد، بمشاركة عدد من الشركات العالمية العاملة في صناعة الأسمدة. وقام بجولة في أجنحة المعرض والتقى بالعارضين الذين ناقشوا آخر التطورات في صناعة الأسمدة باستخدام التقنيات الحديثة والمتطورة.