وزيرة التخطيط والتعاون الدولي: لا بد من إعادة هيكلة النظام المالي العالمي ليكون أكثر تلبية لاحتياجات الدول الناشئة

منذ 3 ساعات
وزيرة التخطيط والتعاون الدولي: لا بد من إعادة هيكلة النظام المالي العالمي ليكون أكثر تلبية لاحتياجات الدول الناشئة

دكتور. واصلت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، حضورها الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” 2025، والذي ينعقد تحت شعار “التعاون من أجل العصر الذكي”، مما يعكس جهود الوزارة في إطار إطار الرؤية المصرية 2030 لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق التكامل بين الموارد المحلية والخارجية وحشد الشراكات الدولية لمواجهة تحديات التنمية.

تخفيف الديون

دكتور. شاركت رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في حلقة نقاشية حول “العودة إلى وضع مالي مستقر…كيفية تخفيف عبء الديون” مع السيد محمد أورنجزيب وزير المالية الباكستاني والسيد أندريه إستيفيز، رئيس مجلس الوزراء والشريك الرئيسي في بنك بي تي جي باتشوال البرازيل، والسيدة ريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، جنيف.

وأوضح وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن النمو الاقتصادي المستدام يتحقق من خلال عدد من العوامل. وأهمها استقرار الاقتصاد الكلي والمرونة المالية ووضع السياسات المحفزة للاستثمار، فضلا عن الإصلاحات الهيكلية التي تعزز هذا الاستقرار وتعمل على تحسين قدرة الدول على مواجهة التقلبات، بما في ذلك من خلال تعزيز مشاركة القطاع الخاص. ودعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

كما أشارت إلى أهمية التركيز على قطاعات محددة تساهم في زيادة معدلات النمو، وضربت على سبيل المثال قطاع السياحة في مصر الذي حقق تطورات إيجابية في الإيرادات والسياحة الوافدة العام الماضي على الرغم من التوترات الإقليمية. كما نعمل على اتخاذ إجراءات مستمرة مثل الحد من الاستثمار العام في العديد من القطاعات التي تعتبر محركات للنمو للسماح للقطاع الخاص بقيادة جهود التنمية.

وفي سياق مماثل قال د. وأشارت رانيا المشاط إلى أهمية تمويل التنمية وضرورة توفير الموارد اللازمة للتنمية الاقتصادية سواء من خلال التمويل المحلي أو المؤسسات الدولية، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي إعادة هيكلة النظام المالي لدعم الدول متوسطة الدخل من خلال المزيد من الابتكارات. أدوات التمويل في مواجهة الصدمات العالمية المتعاقبة وضيق الحيز المالي.

وناقشت شراكات مصر المتميزة مع شركاء التنمية وقدرتها على تعبئة التمويل المبتكر للتنمية في مصر من خلال العديد من الآليات مثل تبادل الديون من أجل التنمية، حيث يتم تنفيذ العديد من البرامج مع ألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى نشر إعلان النوايا مؤخرًا. مع الصين.

وأشار المشاط إلى أن الحكومة المصرية تتخذ خطوات جادة نحو الإصلاح المالي، بهدف خلق مساحة مالية لتمويل البرامج الاجتماعية للفئات الضعيفة والطبقة المتوسطة مع الحفاظ على القدرة على تحمل الديون.

وتابعت: “في خضم هذه الأزمات العالمية، يتحدث المجتمع الدولي عن نموذج النمو الجديد وضرورة تعزيز القطاعات الإنتاجية والقابلة للتصدير وزيادة استثمارات القطاع الخاص، لكن في الوقت نفسه يستعد العالم لسياسات حمائية جديدة”. الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي سيؤثر على جميع البلدان، بما في ذلك البلدان النامية والناشئة.

واختتمت كلمتها بالتأكيد على الدور الحاسم الذي تلعبه بنوك التنمية المتعددة الأطراف في تنويع الأدوات المالية المتاحة للبلدان، فضلا عن أهمية السندات الخضراء وآليات مبادلة الديون من أجل التنمية، مشيرة إلى أن تمويل التنمية أصبح أيضا من مسؤولية القطاع الخاص. بدلاً من الحكومة، ولأول مرة يفوق تمويل القطاع الخاص التمويل الحكومي في مصر.

وألقى المشاط الكلمة الافتتاحية في الجلسة رفيعة المستوى حول “مستقبل العمل المناخي” ضمن أنشطة مبادرة المناخ العالمية “سوانيتي” التي تهدف إلى العمل على تقاطع المناخ والحكومة والخدمات للوصول إلى المجموعات المستهدفة. كما حضر الاجتماع العديد من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص وشركاء التنمية، بما في ذلك ممثلون عن بنك أوف أمريكا وأمازون وصندوق بيزوس لاند ومجموعة آي إن جي وبنك اليابان للتعاون الدولي وغيرهم.

وسلط وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الضوء على المخاطر التي يسببها تغير المناخ العالمي ليس فقط على النظام البيئي بل على الحياة بشكل عام، الأمر الذي يتطلب تسريع وتيرة العمل الدولي لمكافحة الآثار السلبية لتغير المناخ من خلال تدابير مبتكرة يضع الحلول لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

دكتور. وشددت رانيا المشاط على ضرورة تعزيز الجهود من أجل التحول العادل إلى الطاقة النظيفة وتسريع وتيرة هذا التحول على مستوى العالم، رغم الجهود الكبيرة في هذا الصدد والزيادة العالمية في القدرة الكهربائية المولدة من الطاقة المتجددة. في إشارة إلى تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) التي تؤكد أن الطاقة المتجددة تمثل 70% من إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي ويجب أن تصل إلى 91% بحلول عام 2050. ومع ذلك، فإن تحقيق ذلك سيتطلب مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وتوسيع القدرات وتعبئة استثمارات بقيمة 4.5 تريليون دولار. سنوي.

وأوضحت أنه على الرغم من التقدم المحرز في بعض المناطق، إلا أن الجهود المبذولة من أجل التحول العادل إلى الطاقة المتجددة لا تزال متفاوتة على المستوى العالمي، حيث يواجه هذا التحول العديد من التحديات التي تتطلب توسيع نطاق الاستثمارات وحلول تخزين الطاقة وأنظمة الطاقة الذكية وغيرها. ويشكل التمويل تحديا رئيسيا آخر في هذا المجال. ورغم أن الاستثمار العالمي في تحول الطاقة سيصل إلى 1.7 تريليون دولار في عام 2023، فإن هذه المبالغ لا تزال أقل بكثير من الاحتياجات.

واستعرضت المشاط خلال اللقاء جهود الحكومة في التوسع في قطاع الطاقة المتجددة واعتماد الاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة وإطلاق المنصة الوطنية لبرنامج “نوفي” وخلق حوافز جاذبة للقطاع الخاص.


شارك