الدائرة تتسع.. شبح الإبادة بقطاع غزة يطارد جنود إسرائيل حول العالم
وعلى خلفية تورطهم في حرب الإبادة التي يشنها جيشهم في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، يتسع نطاق الملاحقات القضائية ضد الجنود الإسرائيليين في الخارج يوما بعد يوم.
وفي 6 يناير/كانون الثاني رصدت هيئة الإذاعة الإسرائيلية (رسميا) تزايدا في محاولات ملاحقة جنود إسرائيليين في الخارج، مشيرة إلى تقديم نحو 50 شكوى ضد جنود الاحتياط.
وقالت إنه تم فتح عشرة تحقيقات في هذه الشكاوى في الدول المتضررة، دون اعتقال أي شخص.
ولم تذكر هيئة الإذاعة أسماء الدول المعنية، لكن صحيفة هآرتس ذكرت في اليوم السابق أن هذه الدول هي جنوب أفريقيا وسريلانكا وبلجيكا وفرنسا والبرازيل.
شكوى في السويد
وآخر التطورات في هذا الصدد هو أن مؤسسة هند رجب لحقوق الإنسان تقدمت بشكوى إلى السلطات السويدية يوم الخميس ضد جندي احتياط إسرائيلي يعيش على أراضيها لتورطه في جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
وبحسب موقع الجزيرة نت الإخباري، فإن مؤسسة هند رجب تتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا رئيسيا لها منذ إنشائها في فبراير/شباط 2024.
وتقول المؤسسة إنها مكرسة في المقام الأول لتحقيق العدالة ردًا على الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
هند فتاة فلسطينية كانت في الخامسة من عمرها عندما قتلها الجيش الإسرائيلي في 29 يناير/كانون الثاني 2024، بقصف سيارة كانت تأوي فيها مع ستة من أقاربها في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.
رصد وتتبع
ومن خلال متابعة موقعها الإلكتروني وحساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، يمكن متابعة الشكاوى التي قدمتها المنظمة في المحاكم في العديد من الدول ضد جنود إسرائيليين للاشتباه في ارتكابهم جرائم حرب في غزة.
وتتتبع المؤسسة تحركات الجنود الإسرائيليين وتستخدم مقاطع فيديو وصور نشروها على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي أثناء مشاركتهم في حرب الإبادة في غزة والتي أصبحت دليلاً على إدانتهم.
وفي أحد الأمثلة، قالت المؤسسة: “في 31 ديسمبر 2023، نشر عمري نير – جندي في كتيبة المهندسين القتالية 601 التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية – صورة على إنستغرام”.
وقالت المؤسسة في الصورة، يقف نير في منزل في غزة كان يملكه في السابق عائلة فلسطينية قُتلت أو نزحت خلال الإبادة الجماعية التي لا تزال إسرائيل ترتكبها.
وتابعت: “الصورة التي تمثل تصويرًا صادمًا للإفلات من العقاب، تسلط الضوء على دوره (نير) في الإبادة الجماعية التي شهدتها غزة”.
وأضافت: “عندما يسافر عمري نير إلى تايلاند مرة أخرى هذا العام للاحتفال بليلة رأس السنة، يبدو العالم مختلفًا تمامًا بالنسبة له. واكتشفت مؤسسة هند رجب وجوده في تايلاند واتخذت إجراءات حاسمة”.
وذكرت المؤسسة أنها رفعت دعوى قضائية ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية، تتهمه فيها بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، وطلبت رسميا من السلطات التايلاندية اعتقاله.
وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت هذه المحكمة مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الفلسطينيين في غزة.
وبالإضافة إلى قضية نير، يحتوي الموقع الإلكتروني للمؤسسة على دعاوى قضائية ضد جنود إسرائيليين في دول مثل البرازيل وتايلاند وهولندا وسريلانكا وفرنسا.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت مؤخرًا إلى أن الجيش حث منذ فترة طويلة الأشخاص الذين خدموا في غزة على تجنب نشر صور أو مقاطع فيديو من الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي لأنها قد تستخدم كأدلة في التحقيقات في جرائم الحرب.