الأمتار الأخيرة إلى قصر بعبدا.. هل يصل جوزيف عون لرئاسة لبنان؟
تتجه الأنظار نحو لبنان غداً (الخميس) حيث يعقد مجلس النواب جلسة لانتخاب رئيس جديد، وسط ارتفاع حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي هزم رئيس تيار المردة مرشح الثنائي الشيعي، سليمان فرنجية يعلن انسحابه من حملة الانتخابات الرئاسية اليوم (الأربعاء).
بعد أيام من الأجواء الضبابية التي تخيم على لبنان بشكل عام وعلى طريق قصر بعبدا بشكل خاص، انحسرت الرؤية فجأة وسيطر اسم قائد الجيش على المشهد بسبب “القوات” الدولية والإقليمية أثناء مرور الوفود في أروقة العاصمة. بيروت، في الساعات القليلة التي سبقت صباح الخميس بعد تداول معلومات. ومن الواضح أن الكتل النيابية، مهما كانت توجهاتها، لا تأخذ اجتماع الخميس على محمل الجد ولن تصوت بالضرورة لجوزيف عون، وأنها ستعلن أسماء مرشحيها في الوقت المناسب.
اللقاءات المكوكية التي استمرت يومين بين المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين والمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، أعقبتها مباشرة تصريحات ومؤتمرات صحافية لرؤساء الكتل النيابية الذين أعلنوا الواحد تلو الآخر ترشيحهم لجوزيف عون، وبعضهم واكتفى بالإعلان أنهم لن يثيروا أي اعتراض على ترشيحه.
ويتطلب فوز عون الحصول على 86 صوتا للوصول إلى الرئاسة، حيث أن هذا العدد من الأصوات يعتبر أغلبية ثلثي مجلس النواب وبالتالي فإن هذا العدد يعد بمثابة تعديل للدستور استنادا إلى “المادة 49” التي تنص على أن “القضاة ولا يجوز انتخاب كتبة الفئة الأولى وما إلى ذلك لأي خدمة أو مؤسسة عامة قبل عامين من تاريخ استقالتهم والإنهاء الفعلي لوظائفهم.
أما إذا لم يحصل على 86 صوتاً فإن عون سينسحب من السباق كلياً ولن يتمكن من الفوز في الاقتراعات التالية بـ 65 صوتاً على الإطلاق، لأن ذلك من شأنه تكريس خرق للدستور ويعرض الانتخابات إلى تلاعب. التحدي في المجلس
وبلغت الأصوات لقائد الجيش، المؤكدة حتى وقت متأخر من المساء، 81 صوتا من أصل 128، فيما حصل من امتنع عن التصويت “تحت الطاولة وفوقها” على 52 صوتا، لكن موقف الثنائي الشيعي الجديد وموقفه الذي لا يتعارض مع الإجماع الوطني القائم بشأن اسم قائد الجيش، وانسحاب مرشحه سليمان فرنجية من حملة الانتخابات الرئاسية يمكن أن يساعد في الحصول على الأصوات اللازمة، ولا تعني مناصب جديدة بالضرورة أن يلتزم ممثلو هذه الكتل بإقراض أصواتهم لعون.
وامتنعت الكتل التالية عن التصويت:
الولاء لكتلة المقاومة (حزب الله): 16
كتلة التنمية والتحرير (كتلة نبيه بري): 15
كتلة لبنان القوي (التيار العوني): 13
الكتلة الوطنية (ممثل سليمان فرنجية): 4
ممثلو التغيير: 4
اللافت أن التواصل مع الثنائي الشيعي لن يتوقف إلا بعد حصول 86 صوتاً قبل أن تبدأ الجلسة عند الساعة 11 من صباح اليوم. فهل يفعلها نبيه بري ويأمر كتلته بالتصويت؟