دراسة تقدم توصيات للحكومة الألمانية القادمة لإعادة اقتصاد البلاد على المسار الصحيح
توصلت دراسة أجراها معهد أبحاث الاقتصاد الكلي ودورة الأعمال (IMK)، التابع لمؤسسة هانز بوكلر التابعة للاتحاد، إلى استنتاج مفاده أن هناك توصيات لاتخاذ تدابير سياسية تهدف إلى إعادة الاقتصاد الألماني إلى المسار الصحيح. وتضمنت هذه التدابير تحديد سقف لأسعار الكهرباء، وإطلاق حملة استثمارية وغيرها من التدابير.
وطالب الاقتصاديون في دراستهم الحكومة الاتحادية المقبلة بمواءمة سياستها الاقتصادية على ثلاثة محاور رئيسية: الأول، قيام الدولة باستثمارات كبيرة في السكك الحديدية والطرق وشبكات الكهرباء والمدارس من أجل تحديث البنية التحتية وزيادة الطلب المحلي. .
وفيما يتعلق بالمحور الثاني، رأى الخبراء أنه من المنطقي تحديد سعر انتقالي مدعوم من الدولة مؤقتًا للكهرباء، بما يعود بالنفع على الاقتصاد والأسر الخاصة، لمواجهة الأسعار المرتفعة والشديدة التقلب. وقال الخبراء إنه سيكون من الممكن على المدى الطويل تمويل توسيع شبكة الكهرباء من خلال القروض الحكومية.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث، أوصى الخبراء باعتماد سياسة صناعية منسقة على مستوى الاتحاد الأوروبي لدعم القطاعات الرئيسية مثل التنقل والطاقة وأشباه الموصلات والصحة في التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
من جانبه، قال سيباستيان دولين، المدير العلمي لمعهد MIK: “نحن في عالم جديد من حيث السياسة الاقتصادية ولهذا السبب بالتحديد نحتاج إلى حلول جديدة تتناسب مع حجم التحديات”. أن التحدي الأكبر للحكومة المقبلة هو أن الهدف هو منع “انهيار القطاعات الصناعية ذات الأهمية الاستراتيجية”. واستشهد بصناعة السيارات والقطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الصناعات الكيماوية والصلب كأمثلة.
ويفترض مؤلفو الدراسة أن النقص تقريبا في النمو في الاقتصاد الألماني في السنوات الأخيرة لا يرجع إلى ارتفاع تكاليف الأجور أو الإنفاق الاجتماعي، بل في المقام الأول إلى تغير الظروف والصراع من أجل الهيمنة بين أهم شريكين تجاريين، الصين وألمانيا. الصين الولايات المتحدة.
وأشار دولين إلى أن كلا البلدين زادا بشكل كبير أنشطتهما في مجال السياسة الصناعية والتجارية، على سبيل المثال من خلال دعم الشركات المحلية وفرض الرسوم الجمركية، وأشار إلى أن ذلك يضر بالاقتصاد الألماني الذي يعتمد على الصادرات. بالإضافة إلى ذلك، قال دولين إن صدمة أسعار الطاقة الناجمة عن الهجوم الروسي على أوكرانيا لا تزال تلقي بظلالها على الاقتصاد.
وتشير الدراسة إلى أن الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة يشكل ضغطا على الوضع الاقتصادي. وانتقد الخبراء حقيقة أن البنك المركزي الأوروبي لم يخفض سعر الفائدة الرئيسي إلا في الآونة الأخيرة بشكل طفيف.
وأبدى المعهد بعض التفاؤل بشأن تطور الوضع في ألمانيا، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يحقق أكبر اقتصاد في أوروبا نموا طفيفا بنسبة 0.1% في عام 2025.