دار الإفتاء تستعد لعقد جلسات للمراجعات الفكرية مع المتطرفين

منذ 3 أيام
دار الإفتاء تستعد لعقد جلسات للمراجعات الفكرية مع المتطرفين

طاهر زيد لـ«الشروق»: المراجعات تتم على أربعة محاور.. وتهدف إلى تصحيح المعرفة المشوهة

 

 

وأكد طاهر زيد مدير وحدة الحوار بدار الإفتاء عزم الوحدة عقد جلسات مراجعة فكرية من خلال الحوار المباشر مع المتطرفين الذين تجندهم بعض الجماعات المتطرفة في المرحلة المقبلة.

وأضاف لـ«الشروق»: «هناك فئة كبيرة جدًا من الشباب ينجذبون للتطرف اليميني، متمثلين في داعش وأخواتها، وجماعة الإخوان المسلمين، والجماعات المتطرفة التي حملت السلاح، والاجتماعات». وتشبه المقتنيات المخطط لها المراجعات الفكرية التي جرت في السجون المصرية عام 1997 مع الجماعة الإسلامية وحاملي السلاح في التسعينيات مثل ناجح إبراهيم وكرم زهدي. وغيرها.”

وأوضح زيد أن المراجعات الفكرية التي تهدف الوحدة إلى القيام بها ترتكز على أربعة محاور رئيسية. الأول: محاولة فهم الحالة النفسية والفكرية التي مر بها الإنسان قبل دخوله في دائرة التطرف، وتجربتها معرفياً وعلمياً، من أجل فهم سلوكه ونفسيته وطبيعة البيئة التي نشأ فيها. ومن ثم تبدأ مرحلة تحليل هذه النتائج وبداية رحلة التحول الفكري.

وتابع: “المحور الثاني هو إيجاد الإجابات المناسبة لأسئلة المتطرف ومشكلاته المعرفية، مؤكدا أن المعرفة المشوهة تؤدي إلى سلوك مشوه. ولذلك، إذا أردنا أن ننقل الإنسان من دائرة التطرف إلى دائرة السلام، علينا أن نجيب على أسئلته التي جعلته متطرفاً في المقام الأول”.

وفيما يتعلق بالمحور الثالث، أوضح زيد، أن ذلك سيتم من خلال تهيئة المناخ العلمي والمعرفي الذي يجذب هؤلاء الشباب، وذلك بالتنسيق مع قسم الوعظ بالأزهر الشريف، من خلال عقد جلسات حوارية وحشد مجموعات من الدعاة أيام الجمعة. لإلقاء محاضرات في القضايا التي يثيرها المتطرفون بالتنسيق بين دار الإفتاء والأزهر ووزارة الأوقاف.

وأوضح أن هذا المحور يعتبر علاجا ووقاية في نفس الوقت، لافتا إلى أن بعض الأشخاص في المجتمع يتأثرون بالفكر المتطرف، حتى لو لم يمارسوه بشكل واضح، وهو ما يدفع الوحدة لمحاولة الترويج لأفكارهم للوقاية منها. من الغوص في دوامة التطرف.

وأضاف: “المحور الرابع لاستراتيجية حوار الوحدة فيما يتعلق بالمراجعات الفكرية هو التكامل، أي أنه عندما يتخلى الإنسان عن أفكاره العنيفة ويصبح مسالماً، فإنه مرحب به في المجتمع ومؤسسات الدولة الأخرى”.

وأكد رئيس وحدة الحوار بدار الإفتاء أن المراجعات الفكرية التي ستواصل الوحدة تطويرها لها جانبان: أحدهما تجاه التطرف اليميني والآخر تجاه التطرف اليساري.

وأشار إلى أن د. تحدث نذير محمد عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عن المسارات الأربعة للدار خلال الفترة المقبلة وثالثها التوسع والتطوير في العمل من وحدة الحوار

وأكد أن هذا التطوير سيشمل توظيف متخصصين وباحثين لدعم الوحدة وترقية أعضاء جدد في الإدارة، فضلا عن وضع خطط سواء سنوية أو خمسية لتعزيز المواجهة الفكرية مع الملحدين والمتطرفين. بنفس القدر ويشير إلى أن جوهر عمل الوحدة هو مناقشة الأفكار الملحدة، إلا أنها انتقلت مؤخرا إلى مناقشة الأفكار المتطرفة.

وأضاف في السياق ذاته أن الفرق بين وحدة الحوار ومركز السلام لدراسة التطرف التابع للأمانة العامة لهيئات الدور والإفتاء في العالم، هو أن المركز يعتبر داعما للأبحاث. فهو يرصد الظواهر سواء التطرف أو الإسلام السياسي أو العنف ويحللها ويضع الخطط للتعامل معها.

وتابع: “أما الوحدة فتتعامل بشكل مباشر مع الجمهور من السائلين والمستجيبين وأصحاب المشكلة، بناء على دراسات المركز وتوصياته حول معظم الظواهر”.

وأشار طاهر زيد إلى أن الوحدة من أجل الحوار ودار الإفتاء لا تهدف إلى تدينين المجتمع، بل إلى تحقيق استقراره وتكوين وجهة نظر صحيحة حول الدين وحالة الميوعة الفكرية والمعرفية والدينية كوحدة لمواجهة. أحد الأسباب الرئيسية للتطرف.

واختتم كلمته بالإعراب عن رغبته في خلق تعاون شامل بين مركز السلام ووحدة الحوار ومركز الأزهر العالمي للإفتاء ومرصد الأزهر لمواجهة التطرف، باعتبارها وحدات فعالة في مجال مهم للغاية وهو وهذا يؤدي إلى استقرار المجتمعات.


شارك