خاص – مروان عبدالعال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية يكشف كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة

منذ 16 ساعات
خاص – مروان عبدالعال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية يكشف كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة

• رفضت إسرائيل إطلاق سراح سعدات وكبار القادة المعتقلين في المرحلة الأولى من الصفقة • اتفقنا على ألا يتجاوز عدد الأسرى المبعدين خارج فلسطين 50 شخصاً • أبو مازن يرفض أي دور لحماس في غزة.. ويعتقد أن لجنة الدعم المجتمعي تتدخل في دور حكومة رام الله. • مصر وقطر ستشرفان على تفتيش السيارات التي تقل العائدين إلى شمال قطاع غزة. وتحول دور البلدين من الوساطة إلى دعم الاتفاق وضمان تنفيذه. • المفاوضات في مرحلة البصمات.. وأمريكا وإسرائيل تؤيد التوصل إلى اتفاق • الوقت عندنا يستحق الدم.. ونتنياهو لا يزال متردداً في إقناع حلفائه بأنه حاول حتى اللحظة الأخيرة • الخلافات مستمرة حول قائمة الأسرى ووضع محوري فيلادلفيا ونيتساريم ومعبر رفح • أي اتفاق لا ينص على وقف إطلاق النار وخريطة الانسحاب من غزة لا قيمة له • تعتبر مبادرة مصر لتشكيل لجنة إدارة غزة خطوة حتمية لعرقلة خطط الاحتلال المشبوهة “لليوم التالي”.

 

ويسود ترقب في المنطقة نتائج جولة المفاوضات الجارية بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس التي تمثل فصائل المقاومة في قطاع غزة والتي تتوسط فيها مصر وقطر بعد تحذير الرئيس الأمريكي. المنتخب دونالد ترامب يؤكد على ضرورة التوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح السجناء قبل… 20 يناير هو اليوم الذي سيتولى فيه السلطة رسميا.

“الشروق” حاورت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير الفلسطينيين مروان عبد العال، للتعرف على سير المفاوضات الجارية لإنهاء الحرب في غزة وتشكيل مجتمع مجتمعي مساند لغزة وعقب ذلك عقدت لجنة إدارة القطاع اجتماعا حضره مؤخرا قيادات حركتي حماس والجهاد والجبهة. وفيما يلي نص المقابلة.

< أين وصلت مبادرة تشكيل لجنة دعم مجتمعي.. وما الذي يمنعها من الخروج إلى النور وتنفيذها؟

– على افتراض التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مع استمرار جهود الوسطاء الدبلوماسيين، هناك حديث كثير عن «اليوم التالي» لإنهاء الحرب، وهناك إجماع وطني على أنها حرب فلسطينية واحدة سيعكسها إعلان المصالحة. ضرورة التحرك الفوري لتشكيل حكومة توافقية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال التي ترفض السماح لسلطة بملء الفراغ حماس أو فتح، كما يروج قادتها، لأنهم لا يريدون عودة حماس بعد الحرب، ولا يريدون لها أن توحد الجسم السياسي الفلسطيني في غزة والضفة الغربية تحت راية لسلطة رام الله وبالتالي تقترح مشاريع بديلة وخطيرة. وكان لا بد من اتخاذ خطوة إلزامية وعلاجية من قبل الفلسطينيين لعرقلة المخططات المشبوهة التي كانت مخططة للمشهد الجديد بعد الحرب، ولذلك تمت مناقشة تشكيل لجنة الدعم المجتمعي. المبادرة التي طرحتها مصر لتشكيل لجنة دعم مجتمعي لإدارة قطاع غزة في إطار جهود إنهاء الحرب في قطاع غزة. وقدمت ورقة للفصائل الفلسطينية توضح الجدوى والهدف والمهام وتدعو إلى تعيين شخصيات وطنية مستقلة وذات كفاءة للقيام بالمهمة.

ومع إصرارنا على ربطه بمسار وطني شامل وفق أجندة واضحة، وليس بصيغة لجنة إدارية معزولة لا نريد قطعها عن الحكومة الفلسطينية، وفي حال لم يكن الأمر كذلك إذا أمكن تشكيل حكومة توافق وطني تقوم بالمهمة برمتها، فلا بد من وجود لجنة دعم، ولكن وفق المسار الوطني التدريجي والربط بين المسار الإداري والسياسي، وأن تكون الحكومة مرجعيتها وشخصية. المنصب الرئاسي هو قرار، ولم يتم اتخاذه بعد، ولأنه لم يتم فهو إشارة سلبية واضحة للرفض.

< ما هي برأيك الأسباب الحقيقية لرفض الرئيس محمود عباس تشكيل اللجنة؟

– السبب الواضح هو الاعتقاد بأن تشكيل اللجنة يمثل التنازل عن دور الحكومة الحالية، وهذا ليس عذرا، ولكن السبب الحقيقي هو رفضها لأي دور لحركة حماس في الإشراف على إدارة القطاع مباشرة، وهذا ليس ما تريده الحركة أيضاً، ولا من خلال التجاوز، ويمكن حل ذلك من خلال الشراكة في صياغته.

وتحقيقا لهذه الغاية، فإن مصر على تواصل مع حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية، ولن تتردد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في التواصل البناء لحل الأزمة والحصول على موافقة الرئيس أبو مازن.

< ومن ناحية أخرى: ما الذي يعيق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى الآن؟

– لقد أتقن الاحتلال سياسة فن المماطلة، لذلك ما زال يراوغ، يحاول فرض شروطه ويراهن على معادلة الزمن التي هي دم لنا أكثر من القضايا التي لا تزال مثيرة للجدل (ممر فيلادلفيا). والمرحلة الانتقالية ومحور نتساريم وقائمة الأسرى) تنحرف عن المواضيع المذكورة سابقًا. وإذا وافق على ذلك فإنه سيبرر لحلفائه في الائتلاف الحاكم ما حاول القيام به حتى اللحظة الأخيرة.

بالنسبة لنا، لا قيمة لاتفاق لا يوقف النار ولا يقدم خريطة للانسحاب من غزة، بما في ذلك نتساريم وفيلادلفيا.

<هل الجبهة معنية باتخاذ القرار في المفاوضات أم أنكم عهدتم حركة حماس باتخاذ القرار بشكل كامل؟

وكانت الجبهة الشعبية أول من اقترح تشكيل مجموعة وطنية لمفاوضات غير مباشرة حول مسألة إنهاء الحرب، لكن التعقيدات على الأرض حالت دون ذلك. وتم تناول الأمر من خلال المشاورات المباشرة حول القضايا المطروحة قبل وبعد جولات المفاوضات التي تمت، وتتم المشاركة فيها من قبل حماس والجبهة. وهي تعتبر هذا الأمر وطنيا وتسعى جاهدة إلى إبداء الآراء وتقييم المواقف التي تعتبرها في المصلحة الفلسطينية العليا، بعيدا عن المظاهر والشكليات.

< هل وضعت الجبهة شروطا خلال المفاوضات الجارية، خاصة فيما يتعلق بحيازة الأسرى الإسرائيليين؟

إن قضية الأسرى ليست قابلة للتجزئة ولا للانقسام، فهي الورقة الأقوى وتقع في أيدي حركة حماس حصراً ونتيجتها تحرير أسرانا في السجون الإسرائيلية من مختلف انتماءاتهم الوطنية. ويتم احتجاز الأسرى على الأرض من قبل كتائب القسام وتتم معالجتهم من قبل حركة حماس.

< بناء على ملاحظتك لسير المفاوضات، هل تشعر أن حكومة الاحتلال والحكومة الأمريكية جادة فعلا في التوصل إلى اتفاق؟

– تقديرنا أن الإسرائيليين لن يغلقوا الباب أمام المفاوضات، والمرحلة الآن تفرقع أصابعهم، خاصة أن الأميركيين موافقون على الاتفاق والصهاينة في الداخل مع الاتفاق، لكن الاحتلال يحاول الحصول على أقصى استفادة منه. فالتنازلات المحتملة هي جزء من لعبة التفاوض. بالنسبة لنا، الرابط الأساسي هو وقف الإبادة الجماعية في غزة.

< ما هو مصير أحمد سعدات في ظل محادثات صفقة تبادل الأسرى وهل تم إدراج اسمه في القائمة المقدمة للجانب الإسرائيلي؟

– نعم، إطلاق سراح قيادات وطنية مهمة سيكون له رمزية عالية، مثل القائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو ليس من أصحاب القرارات العليا، خاصة أنه تولى منصبه منذ عام عشر سنوات ولا يزال في حكمه، لكن حالياً يوجد فيتو إسرائيلي على إطلاق سراحه. أولاً، تصر المقاومة على إدراج أسماء القادة بأحكام مغلظة، وتسعى إلى تجاوز الفيتو عليهم من أجل إطلاق سراحهم.

< هناك التزام إسرائيلي بترحيل الأشخاص ذوي القناعات العالية من الأراضي المحتلة إلى دول مثل تركيا وقطر. فهل كان هناك اتفاق على هذا الشرط؟

وتم الاتفاق في الجولة الأخيرة من المفاوضات على ألا تشمل عملية الترحيل أكثر من 50 سجيناً.

< وفيما يتعلق بالسيناريو المقترح لوقف إطلاق النار.. هل سيكون للوسطاء في مصر وقطر دور في تنفيذ المطالبات على الأرض في مراحل تنفيذ الاتفاق أم أن دورهم سيقتصر على المراقب فقط؟

– سيتم متابعة حركة السيارات التي تقل العائدين من الجنوب إلى الشمال إلكترونيا من خلال أجهزة الفحص بالأشعة ومراقبتها بواسطة وسطاء مصريين وقطريين. وهم ليسوا مجرد مراقبين بموافقتهم في الجولة قبل الأخيرة على مبدأ اعتماد شركاء المراقبة المصرية والقطرية لفحص المشاة العائدين إلى شمال قطاع غزة. بل يتحول الدور من الوساطة إلى دعم الاتفاق وضمان تنفيذه. لقد تحملت الاتفاقية دائمًا تفسيرات مختلفة في تنفيذها، كما أن الطاقم ماهر في تفسير وترجمة نسخته الخاصة من الاتفاقية، كما هو الحال. مؤخرا في لبنان.

< ما هو الموقف النهائي من الوجود الإسرائيلي في محوري فيلادلفيا ونتساريم؟ فهل يتضمن الاقتراح الحالي انسحابا إسرائيليا كاملا من هذه المحاور؟

– وهذا ما تم الاتفاق عليه من قبل، انسحاب كامل، ثم في الجولة الأخيرة تم سحبه، قائلين إنهم لا يريدون الحديث عن الشمال من حيث حدود وجود الاحتلال، لكن في النهاية كانت هناك ورقة والتي تضمنت آليات التنفيذ.

< وهل من الممكن أن يؤدي موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض لمبادرة دعم المجتمع إلى عرقلة تشغيل معبر رفح الحدودي، خاصة أن المبادرة تنص على تشغيل المعبر وفق آلية 2005؟ الاتفاق الذي يتطلب وجود يوفر؟ السلطة على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي؟

وإننا على ثقة من أن مصر ستلعب دوراً حاسماً في إيجاد حل يعالج المخاوف والعقبات التي تراها حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية، خاصة وأن حل قضية معبر رفح ضرورة أساسية للقيام بعمليات الإغاثة العاجلة والتخلص من المحتجزين. ويشكل الجرحى علاجاً في الخارج، وفقاً لاتفاقية الحدود لعام 2005 والاتفاقيتين الفلسطينية والمصرية بشأن تشغيل المعبر الحدودي حسب الحاجة. انسحاب كامل للحامية من محور فيلادلفيا وتشكيل إدارة كفؤة ومهنية للمعبر الحدودي، مما قد يؤدي إلى حل مشكلة العبور. معبر رفح وإعادة تشغيله هما مرحلة أولى وأساسية وصعبة لأي اتفاق محتمل لإنهاء الحرب. ولوقف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، فإن المسؤولية تتطلب شجاعة اتخاذ موقف، والأمر اليوم أكثر من مجرد انتظار قرار الرئيس الذي يعلم أنها لحظة الحقيقة وأن وقت الحسم قد حان. لقد تم اتخاذ القرار الصحيح.


شارك