بطل سوري في الفروسية يروي محنة السجن بعد فوزه على شقيق بشار الأسد
روى بطل سوري سابق في الفروسية كيف تعرض للسجن والتعذيب لمدة 21 عاماً بعد تغلبه على الأخ الأكبر لبشار الأسد في إحدى المنافسات.
تحدث عدنان القصار، الذي كان شخصية شعبية في المشهد الرياضي في البلاد، لقناة سكاي نيوز البريطانية عن محنته لأول مرة منذ سقوط نظام عائلة الأسد الذي دام أكثر من 50 عامًا.
حصل على العديد من الميداليات الذهبية وكان قائداً للمنتخب الوطني للفروسية في أواخر الثمانينات. وصل إلى ذروة مسيرته عام 1993 في البطولة الدولية الثالثة للفروسية في اللاذقية، حيث أدى أدائه الرائع إلى ضمان فوز الفريق.
وكان القصار صديقاً مقرباً من باسل الأسد، إلا أن هذا النجاح أثار غضب زميله الفارس الذي تعثر خلال المنافسة.
وكان باسيل وريث الرئاسة السورية قبل وفاته بحادث سيارة عام 1994، مما أدى إلى عودة شقيقه بشار الأسد من لندن، حيث كان يعمل طبيب عيون، لتلقي التدريب لتولي الرئاسة، وتوفي عندما تولى والده المسؤولية.
وقال: “حملني الحشد على أكتافهم”. “لقد كانت لحظة فرح خالص، ولكن بالنسبة لباسيل لم تكن في نفس اليوم”.
وبعد وقت قصير من الحادثة، تم اعتقال عدنان بتهم غامضة، قال إنها تنبع من استياء باسيل.
وروى كيف تحول سجنه إلى محنة طويلة تميزت بالاستجوابات الوحشية وسنوات من الإيذاء الجسدي والنفسي.
وقال: “لقد ظللت تحت الأرض لمدة ستة أشهر، وتعرضت للضرب المستمر والاستجواب الذي لا نهاية له”.
ثم تم نقله إلى سجن صيدنايا سيء السمعة، الملقب بـ”المسلخ البشري”، حيث “تفاقم التعذيب”، على حد قوله. وقال عدنان إن معاملته أصبحت أكثر قسوة بعد وفاة باسيل.
وأضاف: “لقد لوموني على وفاته. وفي كل عام في ذكرى وفاته تشتد حدة التعذيب”.
كما احتُجز لمدة سبع سنوات ونصف في سجن تدمر، المعروف أيضاً بظروفه اللاإنسانية.
يتذكر قائلاً: “في صباح أحد الأيام، ثقبوا أذني، وفي ذلك المساء كسروا فكي”، قائلاً إن الأفعال البسيطة مثل الصلاة قوبلت بعقوبات شديدة.
قال: جلدوني ألف جلدة لأني صليت. وتشققت قدماي وانكشفت عظامي».
وقد أثارها العديد من الناشطين مراراً وتكراراً بعد اندلاع الثورة السورية، والتي دعت إلى إنهاء حكم عائلة الأسد.
ولكن على الرغم من المناشدات الدولية، تمت إزالة اسمه مرارا وتكرارا من مراسيم العفو أثناء وجوده في السجن.
وأخيراً، في 16 يونيو/حزيران 2014، وبعد ضغوط متواصلة من المنظمات الدولية، تم إطلاق سراح عدنان، بعد مرور 22 عاماً تقريباً على اعتقاله.
وقد التزم الصمت حتى الآن بشأن سجنه لأنه يخشى أن تؤدي أي محاولة لسرد قصته إلى إعادة اعتقاله وإعادته إلى السجن. ومع ذلك، فقد تحدث بعد الإطاحة بالأسد كرئيس لسوريا.
وأضاف: “بعد سنوات من السجن والتعذيب والظلم، أسقطت الثورة أخيراً النظام الدكتاتوري”.