إمام الحرم المكي: الرسل بعثوا دعاة إلى الخير وهداة للبشر

منذ 7 ساعات
إمام الحرم المكي: الرسل بعثوا دعاة إلى الخير وهداة للبشر

إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. ونصح ماهر بن حمد المعيقلي المسلمين بتقوى الله وعبادته والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه واجتناب مكروهته ونواهيه.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم: “إن مهمة الرسل هي دعوة الله تعالى وتوحيده واصطفائه للعبادة وتبليغ الرسالة وإعلان الشرع لهم”. الخير وقادة الناس للتبشير لمن أطاع الله بالأجر العظيم والفضل، والتنبيه على أنه إن عصاه فله عذاب شديد وشر القصاص: “رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل”. وقد بلغ نبينا صلى الله عليه وسلم، خاتم المرسلين وسادة بني آدم، الرسالة وتممها، وتوكل، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق حقه، حتى كان وأكد أنه أعطيت لسيده. فكان يدعو صلى الله عليه وسلم ليلاً ونهاراً سراً لأمته، ومن الواضح أنه لم يفوت فرصة إلا واستغلها في تبليغ الرسالة. فذهب صلى الله عليه وسلم إلى المشركين في أسواقهم وفي مجالسهم، فصبر عليهم إلى ربهم على أذاهم وسفههم ونفورهم وإعراضهم.

وأضاف أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان مدفوعاً بأمله ومثابرته ورحمته ورأفته حتى يعيش الناس حياة طيبة في الدنيا ونعيماً مقيماً في الآخرة، لذلك كان رسوله الكريم وكان همهم على أمته أعظم من همهم على نفسه، حتى أنه حزن وحزن على فراقهم، حزناً كاد أن يدمره ويهلكه. فنهاه ربه ورحمه قائلاً: “لعلك تخون نفسك حتى لا يؤمنوا”. أي ربما تهلك نفسك لأنك تريد هدايتهم كثيرا يا محمد. وقال له ربه في آية أخرى: “فلا تترك نفسك حدادا” بل شبه الله عز وجل حداده عليها برجل انفصل عنه أحبابه، فهو يسير على خطاهم حتى وكاد أن يموت، وكان في غاية الحزن ورغبة شديدة في الانفصال عنهما، فقال الله تعالى: “لعلك عار على نفسك إن لم يؤمنوا بهذا الحديث، مع”. ندم.” وبين له الله تعالى أن التوفيق في القيادة من عنده وحده، فقال: “إنك لا تقود من أحببت، ولكن الله يقود من يشاء، وهو أعلم بمن يكون”. يسترشد أفضل.

وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أنه من الغريب كم من الناس رغم غيرته -صلى الله عليه وسلم- يهديهم لكنه يستجيب بالإعراض والتكذيب كما قال الله تعالى: “وسوف يستجيب الناس لهم” ولا تكثروا ولو جاهدتم في المؤمنين.” والحقيقة أن غيرته صلى الله عليه وسلم، وسلامه على قوم لم يعرفوا بأذيته وسلامه. وإحداث الشر هم أكثر اهتماما بإيذائه بل وقتله، إلا إذا أرادوا قتله، وهو صلى الله عليه وسلم أكثر اهتماما بقتلهم لقيادتهم ونفعهم.

إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. ومن جانبه تحدث عبد الباري بن عوض الثبيتي عن فعل الخير والسعي لإسعاد الناس ونفعهم وتيسير الأمور على الناس ودفع الضرر عنهم. والسعي إلى توفيق العلاقات بين الناس وفق ما يقتضيه دين الإسلام وما جاء في كتاب الله عز وجل وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً.

الشيخ د. وأوضح عبد الباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي أنه في ظل هدي النبوة وفي ضوء الرسالة تصبح الحياة ذات قيمة ويعطى المسلم قدرا وهدفا ويرتبط المسلم بمجتمعه ويجعل له تحت الفاعل فيهم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، أنفعهم من الله). عمل محبوب.) سرور يدخلونه على المسلم، يفكوا عنه كربة، أو يقضوا عنه دينا، أو يدفعوا عنه جوعا) رواه الطبراني.

وأوضح أن كل هذه المواقف جلبت على الآخرين منافع عدة، وأنها إن شاء الله تحميه من أن يصيبه عار أو حزن أو أذى، كما تعلم الصحابة هذا الدرس من نبيهم وتعلموه جيدا. وضربوا أروع الأمثلة النافعة، واستثمر كل منهم المهارات والمواهب التي وهبه الله إياها في مشاريع حياتية تركت أثرا خالدا في الأمة الإسلامية.

وأوضح الشيخ الثبيتي أن خير الأمة يأتي بأشكال عديدة، تارة من خلال نشر الإسلام وبناء قيمه السامية، وتارة من خلال تقديم المساعدة للمحتاجين ومساندة الفقراء والمحتاجين، وتارة من خلال بناء المساجد ودعمها. حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات الخيرية، ثم بإفادة الأمة التي عاشت على ترابها وتنفست هوائها وشربت من مصدرها بالمساعدة في بناء مؤسساتها ساهمت وعملت على ازدهارها ورفعت مكانتها، وشاركت في تطويرها وعملت على تثبيتها وتعزيز تماسكها.

ونوه إلى أن من بين الناس من يجعل من حياته مشروعا يجلب الخير للناس، ويهدف إلى تجاوز حدود الزمان والمكان ويكون بذلك سببا في استفادة الأجيال اللاحقة حتى بعد وداعهم لهذه الدنيا. مما يدل على أنهم أشخاص أصحاب عزيمة كبيرة وطموحات كبيرة، يكرسون حياتهم لمشروع عظيم وهدف سامي عظيم يحقق حياتهم وحياة الناس من بعدهم، فيستفيد منهم الناس استفادة كاملة وتسعى دائمًا إلى تحسين المجتمع من خلال خدماتها في العلوم والأعمال والصحة وغيرها من المجالات. مجال الخير والتطوع والتنمية والبناء.

وأشار إلى أن مشروع الحياة قد يستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، لكن أصحاب الهمم العالية لا تثبطهم العقبات ولا يحبطهم الفشل، بل يتعلمون ويتقدمون بالصبر والعمل المتواصل والعطاء وعمل الخير وتذكر أنهم ساهموا. إلى رفاهية الناس وتنمية المجتمعات من خلال تأسيس المدارس والجامعات والمستشفيات وتطوير العلوم والمعرفة ونشر المعرفة ونقل القيم والدعاء إلى الله ليكون للتاريخ أسمائهم خلّدهم الرب وحفظ أجرهم، ليس لأنهم طلبوا المجد الشخصي، بل لأنهم اختاروا مساعدة الشعب والنهوض بأمتهم ووطنهم، ولا تنتهي مكافأتهم بموتهم.

واختتم الخطبة بالدعوة إلى إدراك هذه المفاهيم العظيمة في المجتمع النامي وإقامة المبادرات التي من شأنها النهوض بالوطن وتعزيز قوة الأمة، لافتاً إلى أن الأمة بحاجة اليوم إلى كل جهد ومشروع نافع يعود بالخير إلى المستقبل. أجيال.


شارك