إن غاب القط.. كوميديا سينمائية قصيرة عن نظرة الوصاية على الفتيات المستقلات
وتقام خلال هذه الفترة عروض سينمائية متنوعة على قاعة سينما الهناجر ضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، وتسيطر أفكار العقول الشابة بقوة على هذا الحدث، حيث تقدم الأفلام ما يعكس الأفكار والموضوعات بطابع خاص. البعد الشبابي على مستوى الأفلام المصرية وغير المصرية. وفي هذه السطور نسلط الضوء على إحدى هذه التجارب، ألا وهي فيلم «عندما تغيب القطة».
فأر أزعج وكلاء العقارات
تدور أحداث الفيلم الروائي القصير “إذا ذهبت القطة” حول إطار اجتماعي كوميدي، شابة تعيش بمفردها في منطقة شعبية، مما يجعل أعين من حولها مركزة بشدة على تصرفاتها. في هذا السياق، توضع الفتاة في موقف وجود فأر في شقتها حيث تحتاج إلى المساعدة وهي في الواقع تطلب المساعدة من زميل لها، لكن هذا الموقف يثير غضب السكان وحارس أمن العقار وتتحول الأحداث إلى حدث واحد. التصعيد إلى مواجهة مباشرة بين الطرفين.
فيلم “لو ذهب القط” تأليف محمد حسن عجيلة وماريان حنا، إخراج ماريان حنا، بطولة فرح عناني، أحمد عصام السيد، نشوى طلعت، محمد حسن ود. حسام أبو العلا.
استخدمت ماريان أدواتها السينمائية على كافة الأصعدة، من الحوار إلى تنوع طاقم الممثلين وتعابير وجوه الممثلين إلى الشريط، لخدمة فكرتها. يبدأ الفيلم بأبرز تعبير قصير يتوجه فيه إلى الفتيات اللاتي يعشن نفس الظروف. إنها لقطة تجمع بطلة الفيلم وهي تعود في المساء، وحارس المنزل الذي يجلس أمام البوابة وهو يدندن بكلمات يبدو أنه يقصدها لأنها تأخرت هذا المساء. هذا هو الوضع الذي يمكن أن تشعر به أي فتاة مستقلة بمفردها، لأنها على الأرجح واجهت شخصًا مشابهًا.
لماذا الكوميديا؟
وفي مقابلة على هامش عروض الأفلام في المهرجان، تحدثنا مع المخرجة ماريان حنا عن كواليس صناعة الفيلم. وقالت: “الفيلم مستوحى من تجربة مررت بها كمغتربة، أعيش وحدي منذ 7 سنوات، ولذلك أتعرض للكثير من المضايقات وفي أغلب الأحيان لتدخل الجيران وحارس المنزل”. والأحكام الموجهة ضدنا كفتيات مستقلات أو حتى شباب”.
ورغم أن موضوع الفيلم جدي للغاية ويعبر عن معاناة نسبة كبيرة من الفتيات اللاتي يعشن بمفردهن، إلا أن المخرجة اختارت القالب الكوميدي، وهو ما أوضحت في حديثها أنه سبب الاختيار: «أنا القالب الكوميدي المنتخب، محمد حسن عجيلة الكاتب، وأنا كاتب كوميدي جيد جدًا بالمناسبة.” إن رغبتنا في تقليل خطورة المشكلة، فهي بالفعل مشكلة مهمة للغاية، وقد ظهرت مرات عديدة وأدت إلى مثل هذه المشاكل. أدت حوادث العنف إلى وفي أحيان أخرى قررنا أن نروي القصة بطريقة خفيفة، والحمد لله أن أمنيتنا تحققت. ليترك الجمهور الفيلم سعيدًا وبالطبع فرح عناني وأحمد عصام السيد ساعدا في جعل روح الفيلم أحلى مع ظهورهما الكوميدي.
وقالت ماريان حنا إن كتابة العمل وتصويره ومونتاجه استغرقت ثلاثة أشهر، ثم جاءت مرحلة الترجمة وبدء رحلة التوزيع. والفيلم هو مشروعها الأخير في المعهد العالي للسينما التابع لأكاديمية الفنون المصرية.
كمخرجة، لا تزال ماريان في بداية مشوارها السينمائي، لكن فيلمها عُرض في أكثر من مهرجان حتى الآن، فتحدثنا معها عن أولى تجاربها والعقبات التي تراها بنفسها كمخرجة شابة في مجال السينما قالت: «أعتقد أن صناعة الأفلام تواجه حالياً العديد من التحديات، أهمها صعوبة.. اجتياز مرحلة الإنتاج والحصول على تمويل للفيلم، إضافة إلى ارتفاع أسعار التصاريح. وهذا بدوره يجعل الإنتاج صعبًا، “وهذا الأمر أصبح أكثر صعوبة، خاصة بالنسبة للشباب يجب على الدولة تعزيز المزيد من دور السينما وتبسيط عملية الموافقة وخفض تكاليفها من أجل النهوض بالصناعة محليا. في جميع أنحاء العالم وبالطبع التغيير في سياسات الحظر التي تمنع الكثيرين من عرض أفلامهم للجمهور.
وأضافت: “مازلت أعمل على تجربتي، لكن أتمنى من الجميع في المراحل الأولية أن يجتهدوا ويدرسوا ويشاهدوا ويصبروا، لأن الطريق طويل. والأهم أنه يحاول ويعمل بيديه لأنه هو الذي يعرف، حتى لو كان لديه مهارات بسيطة أو حتى كاميرا موبايل”.
لفيلم «لو ذهب القط» عمل خلف الكاميرا فريق: المصور مهاب الفقي، مونتاج مي سعيد، ديكور رحمة عادل، تصميم البوستر سمير الباري، مديرة الإنتاج منار نصر، ترجمة عبد الرحمن. عمران وهندسة الصوت لنور عباس.
ماريان حنا هي مخرجة ومخرجة مصرية. تخرجت من المعهد العالي للسينما قسم إخراج عام 2021. عملت كمساعد مخرج في العديد من الأفلام والمسلسلات. عُرض فيلمها القصير “سعاد” في مسابقة الأفلام الطلابية بمهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية عام 2019، كما عُرض فيلمها الوثائقي الأول “كشك بشاي” في مسابقة الأفلام الطلابية بمهرجان الإسماعيلية عام 2021. حصل الفيلم على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية بمهرجان القاهرة للأفلام القصيرة في دورتها الرابعة.
عُرض فيلمها القصير “لو رحل القط” في دورته السابعة في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة. كما عُرض في مهرجان زاوية ومهرجان منصات للفيلم القصير. عُرض فيلم ماريان في دورته الأولى في مهرجان أيام قنا السينمائية، كما عُرض في الدورة الخامسة في مهرجان من خلال عيونهم بتونس. حصلت ماريان أيضًا على منحة تطوير وإنتاج من حاضنة أفلام Her Story Films لفيلمها القصير “حجاب مريم”.