برتقالة تكسر نقاط تفتيش الاحتلال.. ما قصة الفيلم الفلسطيني «برتقالة من يافا»؟
مرت أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا تزال في كل الفعاليات السينمائية في مصر محاولات لإحياء ذكرى أعمال الاحتلال، فلا يمر افتتاح دون تحية للشعب الفلسطيني ونضاله ضد الشعب الفلسطيني. هم المحتلون، وفي حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، تم توجيه تحية خاصة إلى أكثر من مجرد مستوى.
وتم تكريم الفنان الفلسطيني كامل الباشا خلال حفل الافتتاح وسلمه الجائزة المنتج صافي الدين محمود. وبدا معجباً بالجائزة، كما حظي باستقبال الجمهور في قطاع غزة.
أما فيلم الافتتاح فكان فيلما فلسطينيا وهو الفيلم الروائي الطويل “برتقالة من يافا” إنتاج عام 2023، تأليف وإخراج محمد المغني وتدور أحداثه حول شاب في حوالي 30 دقيقة يتحول، الذي يحاول التغلب على أحد الحواجز “”الحواجز”” التي أقامتها إسرائيل بين مدن فلسطين، فيشق طريقه إلى مدينة يافا للقاء والدته، لكنه ينجح ليس من السهل عليه.
ولعب الممثل سامر بشارات شخصية الشاب محمد، الذي يحاول المرور عبر حاجز حزما، وهو حاجز أمني أقامه الاحتلال وسط قرية حزما شمال شرق مدينة القدس، والشخصية قصة سائق التاكسي فاروق من تأليف الفنان كامل الباشا، الذي يشتبك معه على نفس الحاجز أثناء محاولته القيام بعمله ونقل محمد إلى يافا.
وتحكي القصة عن محنة استمرت أكثر من 14 ساعة، حيث قضى كل من محمد وفاروق وقتا طويلا في السيارة عند التقاطع بعد أن تم مصادرة بطاقتيهما الشخصية، ودون السماح لهما بالخروج أو التحرك، تشاجرا بسرعة وتصالحوا بسرعة. سائق التاكسي لديه خمس فتيات ويخشى من مصادرة سيارته ومصير بناته، خاصة بعد خضوعه لعملية قلب مفتوح من العمل في مهنة أخرى، بينما يشعر محمد بالقلق على والدته التي تنتظره على الجانب الآخر من نقطة التفتيش بعد عودته من بولندا.
يسلط الفيلم الضوء على سيطرة المحتلين الإسرائيليين وسيطرتهم على الفلسطينيين الذين يملكون الأرض والحقوق، وحتى قمعهم وعنادهم تجاههم في إنفاذ أبسط حقوقهم في التنقل داخل أرضهم، فنحن محاصرون في السيارة الصغيرة مع محمد وفاروق نستخدم أدواته السينمائية في اللقطات القريبة واللقطات القريبة من داخل السيارة، مما يجعلهما في بعض الأحيان في حالة جدال دائم لأنهما يشعران بالاختناق، ونفعل معهم نفس الشيء مثل المخرج ويظهر العمل في لقطات سينمائية الجنود الإسرائيليين يحتلون زوايا الصورة. مختلفة، لمزيد من الشعور بالحصار.
ولا يهدف محمد إلى جعلنا مشاهدين أكثر مما سبق أن قاله في مقابلات صحفية مختلفة، قائلا، من بين أمور أخرى: “أتمنى أن تصل إلى أوسع جمهور ممكن حتى يتمكن العالم من رؤية قصصنا” ويلمس الفرحة، الحزن والأمل والخوف في البيوت الفلسطينية، حيث تبرز السينما أمام متلقيها من الأخبار اليومية الأوسع، وتشجعهم على الاهتمام بعوالمها والاستثمار فيها عاطفياً.
يعبر الفيلم عن مشاعر مختلفة: خوف، ترقب، تردد وارتباك، لكنه يعبر أيضاً عن الحرية أحياناً أخرى، ممثلة بالبرتقالة الصغيرة التي هربت سراً من يافا عبر الحاجز، في استعارة واضحة لتجاوز هذه الحواجز، ولو معنوياً حتى تصل إلى بيت محمد. ويأكلها بشراهة بعد ساعات من الاعتقال.
برتقال يافا ليس مجرد فاكهة، بل كان دائمًا رمزًا وطنيًا فلسطينيًا. وتشتهر المدينة بالبرتقال الذي يحمل اسم “الجفاوي”. وقد نجح مخرج الفيلم في اختيار عنوانه، حيث أعطاه تعبيراً رمزياً عن المكان والتاريخ من خلال نوع من الفاكهة، ولكن أيضاً نوع من التخريب الأخلاقي. من الحواجز عن طريق عبور البرتقالي من مكان إلى آخر واختراق الحاجز وسلطة الطاقم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعرض فيها الفيلم في مصر. وقد تم عرضه بالفعل ضمن أنشطته في أكتوبر 2024. وحصل الفيلم الذي دخل مسابقة الأفلام القصيرة بالمهرجان على جائزة “نجمة الجونة الفضية” بأجزاء متساوية، بينما نالت القصة استحسان النقاد. كما حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان كليرمون السينمائي للأفلام القصيرة في فرنسا.
تواجدت على السجادة الحمراء لحفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للسينما القصيرة في دورته السادسة على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، الفنانات بشرى وحورية فرغلي وناهد السباعى، بالإضافة إلى الإعلامية مها الصغير. وقدم الحفل وحيد صبحي رئيس المهرجان، وتامر بقاتو المدير التنفيذي للمهرجان، والممثل الفلسطيني كامل الباشا رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي، سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والمنتج معتز عبد الوهاب، والمنتج صافي الدين محمود، والمنتج محمد العدل، والمخرج أمير رمسيس، ومصمم الديكور أنسي أبو سيف.