«ضي» يحقق مهمة السينما المقدسة فى رحلة التمسك بالحلم وسط عناد المجتمع
ويعلن الفيلم عن رؤية جديدة ومبهرة لنهضة السينما المستقلة في مصر من خلال معالجة هيثم دبور المتميزة والسيناريو المؤثر، فضلاً عن الأسلوب السردي والإيقاع السريع لأحداثه المدهشة والثروة المذهلة من الصور المليئة بالمشاعر واللحظات الملهمة. المخرج كريم الشناوي يعطينا ويجعلنا نتابع ونعيش الرحلة بضمير كامل. وفي الحالة العاطفية للفيلم، لا أنسى إبداع المصور. عبد السلام موسى والظهور العفوي لأبطال الرحلة يواجهون تحديات لأنهم رغم انكسارهم قدموا شخصيات حية ومشرقة، الفنانة السعودية أسيل عمران التي قامت بشخصية معلمة الموسيقى القبطية “صابرين” وفي لهجة أهلها الجنوبيون الذين يؤمنون بحق “ضي” ويعيشون معه في أجواء نفسية جديدة بعيداً عن ضغوط مجتمعهم، قدموا أجمل وأبرز الأدوار. وبسبب تأخرها في الزواج، كان ذلك بمثابة رصيد كبير من الأمل في مواجهة يأس الأم، الذي جسده بمهارة السوداني إسلام مبارك وهي تتأرجح بين اليأس والإصرار على الاستمرار. الرحلة جاءت بعد أن آمنت بضرورة منح ابنها الفرصة وكانت معهم الأخت التي جسدتها حنين سعيد وبالتأكيد كان المحرك الملهم للعرض هو عفوية وبراءة “ضي” التي يؤديها بدر محمد ورفاقه. صوت حزين، وكانت هناك لحظات رائعة منها لقائه مع محمد منير الذي ظهر بشخصيته الحقيقية وهدى القدر للقاء “دعوة” وسماع صوته وهو ليعطي الأمل ويحقق حلمه ويتمسك به، ومنها لحظة نجاحه بعد ظهوره مع الإعلامية لميس الحديدي، وكذلك مشهده مع رجال الإطفاء الذين حاولوا إعادته إلى والدته بعد أن فقدوه له في محطة القطار كان.
كما شهدت الأحداث مشاركة عدد من النجوم الذين ظهروا في الفيلم كضيوف شرف وقدم كل منهم سطرًا دراميًا خاصًا به، جمعته الظروف مع بطل الفيلم، مثل محمد ممدوح، أحمد حلمي، صبري فواز، محمد شاهين. وحنان سليمان وعرفة عبد الرسول.
يتناول الفيلم موضوعًا مختلفًا ويعبر عن المشاعر الصادقة للأشخاص المهمشين على اختلاف أنماطهم، والذين لديهم أحلام بسيطة يمكن أن تضيع وسط التعقيدات والأزمات الكبيرة التي تحيط بالناس، ويلامس الطريق إلى دولة تخلق المصالحة مع الذات، أحلام ومتغيرات وأنماط مختلفة في المجتمع، وتبقى تجربة مهمة ومختلفة لمسار السينما المصرية الذي يسلكه الشباب حاليا، وهو ما يتطلب أن تمنحها المسارح الفرصة والوقت للجمهور لمشاهدتها، ولا يقتصر الأمر على شاشات المهرجان.
الفيلم مكتوب بصدق وبطريقة مؤثرة عن التسامح والطموح وقوة تأثير الموسيقى، التي تأخذ من صوت منير رمزا لها، المقصود عليها مواجهة التحديات، ومن المتوقع أنها ستترك صدى عميقا فى أوساط الجماهير، وجعل المشاهد يعيش التجربة بكل تفاصيلها.
يروى الفيلم خلال القصة يستمر ٢٨ ساعة قصة «ضى» وهو فتى عمره 11 عامًا، ألبينو «عدو الشمس»، يعيش مع أمه وأخته ليلتين، وهما أسرة من النوبة هجرها الأب لتعيش الأم فى تربية ابنها لظروف خاصة، وسط تامر من الاثنين، وخاصة من دائم فى المدرسة، في هذه الأثناء تخشى على ابنها من مواجهة العالم، وتزرع فيه الرهبة، والانهيار أنها تمتلك موهبة غنائية كبيرة ويعشق صوت الدب المصرى محمد منير، لكن والدته تمنعه من خلق ومواجهة العالم، وذلك حتى تحد آخر لضى.
رغم صوته الجميل يواجه «ضى» تحديات قاسية وتناقضات وظروف عامة لأنه بسبب مظهره الفريد، ولكن بات يحلم بالسير على خطى الجذاب محمد منير بصوته الساحر، حيث يرى مثله الأعلى. وحصل على فرصة لتجربة برنامج «ذا فويس»، ينطلق «ضى» وعائلته فى رحلة محفوظه بالمخاطر من أسوان إلى القاهرة. دون تمويل أو وسيلة اتصال، هو و أخته وأمه ومدرسة الموسيقى لذلك تؤمن به، وصاحبة ضروري وجوده بالبرنامج، وأن تأخذ موهبته فرصة فى الانطلاق، وأن تكون حرة من جدار الخوف والرهاب الاجتماعي، حتى ولو كان دون يقين من التوقف عن الوصول إلى حلمه.
الفيلم يُبشّر برؤية جديدة ومُلفتة لنهضة الأفلام العلمية فى مصر من خلال التناول المتميز والسيناريو المحكم الاجواء الصينية كتبه هيثم دبور السريع، وكذلك نسق الإيقاع والإيقاع بأحداثه المفاجئة، والصورة اليومية المفعمة بالمشاعر واللحظات الملهمة، وضعنا بها المخرج كريم الشناوى، والتى تأخذنا لنتابع الطيران بكل الوجدان والعيش فى الحالة الشعورية للفيلم، وهنا لا أنسى مدير عبدالسلام موسى، لا يحق له التلقائى لبطال الطيران وهم تحملوا التحديات، حيث قدموا الحب والتشجيع رغم ذلك انكساراتها، الفنانة السعودية أسيل عمران التي تقدم أحد أجمل أدوارها تميزتا فى شخصية مدرسة الموسيقى القبطية «صابرين» وبلهجة أهل الجنوب، حيث تؤمن بحق «ضى» وتعيش معه وبالنسبة لنفسية بعيدة عن ضغوط مجتمعها لتأخيرها فى الفاكهة، وقد تشكل عصيرا كبيرا للأمل فى مواجهة يأس الأم التي جسدها السودانية إسلام مبارك باقتدار، حيث ستتواصل بين التوجه والإصرار على مواصلة المشوار بعد الإيمان ومنح ابنها الفرصة، ومعهما الأخت التي جسدها حنين سعيد، وبالتأكيد كان المحرك الملهم للأداء التلقائي وبراءة «ضى» التي قدمها بدر محمد، وصوته الشجى، هناك هناك نقاط مكافأة منها لقائها ظهر بمحمد منير، والذى بشخصيته الحقيقية، وساقه القدر ليلتقى بـ«ضى» ويسمع صوته ويمنحه الأمل يكتشف حلمه والتمسك به، ونجحت أيضًا في ظهوره بعد ظهوره مع لميس الحديدي، وكذلك مشهده مع موظفى بشكل مباشرى الذين حاولوا إعادته للحاق بأمه بعد أن لقدته بمحطة القطار.
كما ربطت الأحداث بسلسلة من النجوم الذين ظهروا كشرف الضيوف فى الفيلم يصنع كل منهم خطا درامايا بشكل منفصل الكثيره الظروف ببطل الفيلم مثل محمد ممدوح، وأحمد حلمى، وصبرى فواز، ومحمد شاهين، وحنان سليمان، وعارفة عبد الرسول.
ناقش الفيلم موضوعا مغايرا وهو عصر صادق لأشخاص مهمشين بأنماطهم المختلفة لديهم أحلام بسيطة ربما تكون موجودة وسط المخاطر وأزمات كبرى تجوب بالإنسان، متطورا فى الطريق لمحاولة خلق حالة من التصالح مع الذات والأحلام والمتغيرات والأنواع المختلفة فى المجتمع، ويبقى تجربة مهمة ومختلفة لمسار البحوث العلمية التي وأخذها الشباب بالوقت الحالي، وهو الأمر الذي يتطلب أن يتمكن من دوره فرصة العرض ووقتا لمشاهدة الجمهور، وعدم الاكتفاء بشاشات المهرجانات.