بعد إعلانه اعتزال الفن.. يحيى خليل: لا يمكننى الاستمرار فى مناخ لا يقدر قيمة الفن
وزير الثقافة يقترح الحلول المتاحة.. و«فنان الجاز» يطالب بعلاج الكبار أثارت تصريحات فنان الجاز يحيى خليل جدلا في الأوساط الفنية بعد أن أعلن اعتزاله الفن بسبب طريقة تعامل بعض المسؤولين الفنيين معه وتجاهلهم لتاريخه الفني ودوره في نشر الموسيقى الجادة.
وفي تصريح خاص لـ«الشروق»، أكد رائد موسيقى الجاز في مصر، يحيى خليل، أنه اتخذ قراره بعد أن طرق الأبواب وتأكد من عدم وجود حلول لمشكلته، وأنه أصر على جزء من مؤسسات الدولة. وزارة الثقافة تتجاهله.
وقال: «لقد عدت أخيراً من رحلة استغرقت ستة أشهر إلى الولايات المتحدة الأميركية، وكلي أمل وحماس لإكمال رحلتي الفنية وأعود إلى جمهوري بسلسلة الحفلات التي ينتظرونها كل عام» في قاعات دار الأوبرا المصرية وغيرها من الأماكن التي أقاموا فيها حفلاتهم منذ أكثر من نصف قرن. لكني فوجئت بردود أفعال القائمين على هذه الأماكن وتجاهلهم لتاريخي الفني ورسالتي التي أفنيت حياتي من أجلها.
وأضاف خليل أن المؤسسات الفنية المصرية، ومنها دار الأوبرا التي تعتبر قلعة الموسيقى والأغنية في مصر؛ كانت تدار بأفكار موظفين لا يقدرون قيمة الفن والفنان صاحب المشروع، وللسكرتيرات اليد العليا، يملي على المسؤولين من يجب أن يظهر في المسرح ومن لا يجب، في حين أن المواهب المؤهلة لها غادر دار الأوبرا بعد سنوات من التهميش والإقصاء.
وكشف خليل أنه شعر بصدمة قوية عندما فوجئ بشخص يطالبه بالبدء في التعامل مع مؤسسات وزارة الثقافة وكأنه فنان عديم الخبرة. وعندما تواصل مع بعض المسؤولين، جاء الرد بأن هذا هو النظام الجديد.
وتساءل يحيى خليل: ما هذا النظام الجديد الذي يبدد تاريخا يمتد لأكثر من نصف قرن ويتحمل صاحبه وزر رسالة فنية هدفها الارتقاء بالذوق الفني والثقافة المتطورة ونشر الفن؟
واختتم: «بعد هذه الرحلة الشاقة، لم يعد بإمكاني الاستمرار في هذا المناخ، وأفضل تكريس نفسي للعناية بنفسي وصحتي».
وزير الثقافة د. من جانبه، ألقى أحمد فؤاد حنو الكرة في ملعب فنان الجاز يحيى خليل، وفي لقاء جمعهما بمقر وزارة الثقافة بالزمالك، عرض عليه عدد من الحلول ضمن المتاح الإمكانيات، خاصة في مواجهة الإجراءات التقشفية المفروضة على السلطات الحكومية، بما في ذلك منح… سلسلة حفلات في دار الأوبرا مقابل نسبة من إيرادات شباك التذاكر، وكذلك حفلات في مسارح قصور الدولة. الثقافة في بعض المناطق، بالإضافة إلى فرصة المشاركة في للمشاركة في تنظيم الحفلات الكبيرة في عدد من الأماكن الثقافية، والتي يتم جلب الرعاة لها لتغطية تكاليفها، أي: ح وهو ما لم يقبله يحيى خليل، الذي رأى أنه يجب أن يعامل كغيره من كبار الفنانين الذين تخصص لهم دار الأوبرا المصرية سلسلة من الحفلات على مسارحها ضمن برنامجها السنوي، خاصة أنه كان من أوائل الفنانين. ليؤدي منذ افتتاحها عام 1989 على خشبة مسرح دار الأوبرا الجديدة بالجزيرة “المركز الثقافي الوطني.. دار الأوبرا” وشارك في حفل الافتتاح مع ديزي غيليسبي.
ويحيى خليل، المعروف باسم “رائد موسيقى الجاز في مصر”؛ كان أول من مزج الموسيقى المصرية مع موسيقى الجاز وسار على خطاه فنانون من مختلف الأجيال. كما ساهم في إنشاء العديد من نجوم الغناء نجم الأغنية المصرية محمد منير.
تمكن خليل من بناء قاعدة جماهيرية لموسيقى الجاز من مختلف الفئات العمرية في مصر. شارك في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، وقدم العديد من العروض في مختلف الأماكن الثقافية والفنية في مصر وخارجها بالولايات المتحدة، كما قدم سلسلة من الحفلات في عدد من المدن التي يتواجد بها نجوم الجاز في أمريكا.
وفي إطار مشروعه الفني، شارك يحيى في تقديم العديد من البرامج التلفزيونية، من بينها برنامج “عالم الجاز”. كما ظهرت موسيقاه في عدد من البرامج الأخرى، من بينها أصوات البرنامج الشهير “قصص القهوة” الذي يعتبر من كلاسيكيات الإعلام المصري، فيما وثقت عدد من الأعمال الوثائقية رحلته الفني ووصفته حيث قدم المالك أول تجربة عربية في موسيقى الجاز العالمية، وحصل على العديد من الجوائز وتميز أيضًا بالعزف بصحبة نجوم الجاز مثل “أوليفر جونز”. ديف يونغ، فان فريمان، جيمس مودي وديزي غيليسبي.