«قطار الرياض».. وظائف جديدة ونفقات تنقّل أقل للأفراد
وقال المحلل الاقتصادي جهاد العبيد لـ«بوابة البلد»، إن «مترو الرياض» يعتبر شريان نقل حيوي جديد في العاصمة الرياض، التي تشهد نمواً كبيراً في المشاريع ومن المتوقع أن يستضيف فعاليات كبيرة، لذلك هناك حاجة ماسة إلى هذا العملاق وسيساهم المشروع في ذلك في تحسين نوعية الحياة في المدينة.
وقال: «للمترو تأثير اقتصادي من عدة جوانب، منها تسريع التوسع العمراني في المناطق التي كانت تعتبر بعيدة عن وسط المدينة، وهو ما سيسهم في تنشيط النشاط العقاري خلال الفترة المقبلة وربما ارتفاع الأسعار أيضاً». العقارات القريبة من محطات مترو الأنفاق بسبب ميزتها الاقتصادية.
وأضاف العبيد أنه من المتوقع أن يخفض المترو عدد رحلات السيارات في المدينة بمقدار 250 ألف رحلة يوميا. وهذا له أثر اقتصادي من خلال توفير الوقود والاستهلاك اليومي للمركبات، وبالتالي تقليل حدة الازدحام الذي تعاني منه العاصمة في الآونة الأخيرة.
وقال الباحث في سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية د. من جهته، يرى سالم الدوسري في حديثه لـ«بوابة البلد» أن مشروع «مترو الرياض» يمثل ثورة صناعية لوسائل النقل الحديثة، مواكبة لاستراتيجية المملكة في تحسين النقل، كما يعتبر من أكبرها ومشاريع التنمية الاقتصادية الرئيسية في المملكة وتهدف إلى تحسين البنية التحتية للنقل بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وزيادة الاستدامة.
وقال الدوسري: «الهدف من المترو هو تقليل تكاليف النقل من خلال وجود شبكة مترو متطورة تهدف إلى تقليل تكاليف النقل للأفراد والشركات على حد سواء. كما يمكن لمترو الأنفاق أن يوفر وسيلة نقل فعالة واقتصادية مقارنة باستخدام السيارات الخاصة، مما يقلل من عبء الوقود والصيانة.
وأشار الدوسري إلى أن القطار يعتمد على تقنيات صديقة للبيئة، تعمل على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السيارات، وهو ما يؤدي بدوره إلى تحسين جودة الهواء ويساهم في تحسين الصحة العامة للسكان.
وأوضح أن مشروع مترو الرياض ليس مجرد وسيلة مواصلات، بل رافعة اقتصادية واجتماعية تساهم في تحسين الاستدامة وتحقيق الأهداف التنموية في المملكة، ومن المتوقع أن يكون له أثر إيجابي طويل المدى على الأفراد والمجتمع من خلال تحسين نوعية الحياة وخفض التكاليف وتشجيع الاستثمارات. ويعد المشروع نموذجًا لما يمكن أن تحققه رؤية 2030 من خلال الجمع بين التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة.
الصحفي في مجال العلوم والأعمال د. من جهته، أكد بندر الجعيد لـ«بوابة البلد» أن مشروع «مترو الرياض» ليس مجرد استثمار في البنية التحتية، بل خطوة نحو تحول اقتصادي شامل يساهم في تحسين نوعية حياة الأفراد، وزيادة النشاط الاقتصادي. الكفاءة وتقليل الاعتماد على الدخل النفطي. ويمكن اعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية.
وقال: يعتبر من أهم المشاريع التنموية الضخمة في المملكة، وهو جزء من رؤية 2030 التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتحسين التنقل في المدن الكبرى. ومن الناحية الاقتصادية، فإن المشروع له تأثير كبير على الأفراد والمجتمع والسوق السعودي ككل.
وتناول في كلمته الأثر الاقتصادي على الفرد والمجتمع والسوق الوطني من خلال توفير وسائل نقل منخفضة التكلفة للأفراد والسياح، وتقليل الازدحام المروري بشكل كبير وتحسين نوعية الحياة، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة مع فرص متزايدة. الاستثمار وتعزيز الاقتصاد النفطي غير المباشر، بما يدعم توجه المملكة نحو تنويع القطاع الاقتصادي من خلال تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
وعلى هذه الخلفية قال المحلل الاقتصادي د. وقال علي الحازمي لـ«بوابة البلد»: إن مثل هذه المشاريع تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في زيادة عملية التوظيف وسيكون لها تأثير إيجابي على قطاعي السياحة والتجارة، خاصة أن الرياض مقبلة على استضافة فعاليات مهمة مثل معرض اكسبو وكأس العالم.
وأضاف: “من حيث الأثر المالي، من غير المتوقع أن تحقق مثل هذه المشاريع فوائد مالية كبيرة لأن هدفها هو خلق فوائد اقتصادية واجتماعية وغيرها، بشكل مباشر أو غير مباشر. لذلك، لا تنظر الدول إلى وسائل النقل العام من حيث العوائد. ومن المعروف أن عوائد مثل هذه المشاريع ستأتي منذ فترة طويلة لأن التكاليف مرتفعة بشكل عام والهدف إلى حد كبير هو تحقيق تأثير اقتصادي واجتماعي بشكل عام.