الجيش السوري يجهّز لهجوم مضاد في حلب
وأعلن الجيش السوري انسحابه مؤقتاً من حلب؛ وللتحضير للهجوم المضاد، أكد تورطه في اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة في عدة محاور بإدلب. وقال في بيان اليوم (السبت): إن “تعدد جبهات الاشتباكات دفعه إلى سحب قواته بهدف إعادة انتشارها”. وأوضح الجيش أن “المجموعات المسلحة تتدفق عبر الحدود الشمالية على نطاق واسع”. وأن هؤلاء “لم يقيموا نقاط تمركزهم في حلب نتيجة الغارات الجوية”. وأكد أنه نفذ “عملية إعادة تجميع” في حلب استهدفت تعزيز الخطوط الدفاعية لصد هجوم المجموعات المسلحة على مدينتي إدلب وحلب، والتي عززت فيما بعد سيطرتها على عدد من الأحياء والمؤسسات الرسمية.
وأضاف أن قواته خاضت معارك ضارية في نقاط قتالية مختلفة تمتد على شريط يزيد طوله عن 100 كيلومتر لوقف تقدمها. وقُتل العشرات من الجنود وأصيب آخرون.
وأشار بيان الجيش إلى أن العدد الكبير للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباكات دفع قواته إلى تنفيذ عملية إعادة تجميع بهدف تعزيز الخطوط الدفاعية لاستيعاب الهجوم وحياة المدنيين وحماية الجنود والاستعداد لهجوم مضاد.
وأكد دخول عناصر الفصائل المسلحة إلى حلب وقال إن هذه التنظيمات تمكنت خلال الساعات الأخيرة من اختراق أجزاء واسعة من المدينة بسبب استمرار توافد التنظيمات عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم العسكري والفني لها. حلب دون أن تتمكن من تثبيت نقاط تمركزها لهجمات مركزة وقوية بسبب استمرار قيادة قواتنا، في انتظار استكمال التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال تمهيداً للهجوم المضاد.
وقالت مصادر بالجيش السوري لرويترز: “أغلق الجيش الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى مدينة حلب بعد صدور تعليمات للقوات باتباع أوامر “الانسحاب الآمن” من الأحياء التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة”.
وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة أغلقت المدينة بشكل فعلي بعد أن أصدر الجيش تعليمات على الحواجز خارج المدينة بالسماح فقط لقوات الجيش بالدخول والمرور.
وبحسب رويترز، قالت مصادر عسكرية إن دمشق تلقت تعهدا بتقديم مساعدات عسكرية روسية إضافية وأن الحكومة تتوقع وصول المعدات والمعدات العسكرية الروسية إلى قاعدة حميميم في غضون 72 ساعة.
أفادت مصادر أن الحكومة السورية أغلقت مطار حلب الدولي وألغت جميع الرحلات الجوية حتى إشعار آخر.
أعلنت روسيا أن قواتها الجوية تمكنت من تحييد ما لا يقل عن 200 مسلح من الجماعات المسلحة غير النظامية في محافظتي حلب وإدلب السوريتين خلال الـ 24 ساعة الماضية، حسبما قال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا.
واعتبر الكرملين الوضع في حلب بمثابة تعدي على سيادة سوريا وأكد أن موسكو تدعم استعادة النظام في المنطقة.
من جهته، قال المرصد السوري إن الفصائل المسلحة تواجدت بشكل شبه كامل في أحياء حلب، وإن القوات السورية انسحبت بشكل كامل من المدينة، لكنه أكد أن بعض الأجزاء الجنوبية من حلب لا تزال تحت سيطرة دمشق. وأفاد المرصد بمقتل 155 عنصرا من هيئة تحرير الشام و79 عنصرا من القوات المسلحة السورية.
صرحت تركيا على لسان وزير خارجيتها بأنها لا تشارك في الصراعات الدائرة في حلب. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن الاشتباكات الأخيرة في شمال سوريا أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في المنطقة. وأشار البيان إلى أنه من المهم للغاية بالنسبة لتركيا تجنب المزيد من حالة عدم الاستقرار وعدم تعريض المدنيين للأذى.