الخريف: المحتوى المحلي أحد الركائز الإساسية لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030
انطلقت اليوم (الأربعاء) في الرياض النسخة الثانية من منتدى المحتوى المحلي تحت شعار “شراكات من أجل التنمية المستدامة” وتستمر يومين بمشاركة واسعة من القطاعين العام والخاص وحضور أفراد المجتمع.
ويشهد المنتدى العديد من الاتفاقيات التي تساهم في تطوير المحتوى المحلي في الاقتصاد الوطني. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق العديد من برامج المحتوى المحلي بالتعاون مع القطاع الخاص، وعقدت سلسلة من الجلسات الحوارية بمشاركة الوزراء، وعقدت ورش عمل فنية استكمالاً للمعرض المصاحب.
وتعد النسخة الثانية من المنتدى استمرارا لنجاح النسخة الأولى وتفتح آفاقا لتبادل المعرفة والخبرات فضلا عن التوعية بمهارات وآليات وسياسات المحتوى المحلي. وافتتح الملتقى تحت رعاية معالي بندر بن إبراهيم الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية.
وفي الافتتاح ألقى وزير الصناعة والموارد الطبيعية كلمة أبرز فيها دور الهيئة الحاسم في تعزيز مكانة المحتوى المحلي كأحد الركائز الأساسية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
وأضاف أن المحتوى المحلي فكرة رائعة وابتكار فريد من نوعه تميزت به رؤية السعودية 2030. ومنذ إطلاقه، حظي المحتوى المحلي باهتمام لا حدود له، وهو ما ظهر جلياً في لقاءات ولي العهد حيث سلط الضوء على وضع المحتوى المحلي، وأنه يمثل أجندة وطنية وملفاً مهماً يرغب الجميع في تطويره، وهو التزام يعكس توجهاتنا. رؤية مشتركة لبناء نموذج مؤسسي فريد للمحتوى المحلي، والذي أصبح جزءاً مهماً من الاستراتيجيات الوطنية وآليات العمل الحكومية، وحظي بإشادة كبيرة على المستوى المحلي. وعلى الصعيد الإقليمي، أصبح نموذجاً للعديد من الهيئات الدولية.
وأشار إلى أن هذه الإنجازات والإجراءات التي تقوم بها الهيئة تأتي انطلاقا من إيمان الجميع منذ تأسيسها بأهمية أجندة المحتوى المحلي وتعظيم أثره، حيث ركزت الهيئة على تحفيز الجمهور لتبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية بالإضافة إلى تحسين حوكمة عمليات المشتريات العامة وزيادة كفاءة الأداء في هذا المجال.
وقال: توجت هذه الجهود بزيادة حصة المحتوى المحلي في المشتريات العامة من 33% عام 2020 إلى أكثر من 47% في الربع الثالث من عام 2024. وقيمة المنافسات التي طبقت عليها آليات المحتوى المحلي منذ البداية وبلغت قيمة تفعيله في عام 2020 ما يقارب 800 مليار ريال سعودي بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، مما يعكس قوة هذا النهج واستدامته. كما قامت الهيئة بإنشاء وتفعيل أكثر من 380 فريق عمل للمحتوى المحلي، تعمل وحدات مختلفة على تنظيم أعمال المحتوى المحلي وزيادة المشاركة في تنفيذ سياساته.
وفي إطار سعي الهيئة لتطوير المحتوى المحلي على مختلف المستويات الاقتصادية، عملت الهيئة على تعزيز المصانع الوطنية بإضافة 1100 منتج جديد إلى القائمة الإلزامية حتى الآن، مما ساعد على زيادة الإنفاق الوطني على المنتجات المحلية بقيمة نحو 87 مليار ريال سعودي. ريال من بداية عام 2022 حتى نهاية الربع الثالث من عام 2024.
وأسفرت هذه الجهود عن زيادة عدد مصانع المنتجات الإلزامية بواقع 1437 مصنعاً إلى ما يقارب 6100 مصنع محلي، بمعدل نمو 8%، مقارنة بمعدل نمو جميع المصانع في المملكة البالغ 5%. وقد انعكس هذا النمو في خلق أكثر من 42 ألف فرصة عمل جديدة خلال السنوات الثلاث الماضية، مما يدعم استراتيجيات المملكة لتعزيز المهارات الوطنية وخلق فرص عمل مستدامة.
وأوضح أن الهيئة وقعت 50 اتفاقية لتوطين الصناعة ونقل المعرفة في القطاعات الرئيسية، بما في ذلك النقل والخدمات اللوجستية والمستلزمات الطبية والأدوية والمياه. ويتجاوز تأثير هذه الاتفاقيات على الناتج المحلي الإجمالي 47 مليار ريال سعودي، لكن تأثير المحتوى المحلي يتجاوز النتائج الاقتصادية ويشمل تعزيز القدرات المحلية، وضمان الأمن الوطني في مواجهة التحديات العالمية، وزيادة متانة سلاسل التوريد. من المهم جذب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية وأصحاب التكنولوجيا لدخول السوق السعودي والاستفادة من الفرص التي يوفرها المحتوى المحلي.
واختتم الوزير الخريف كلمته بالتأكيد على أن «تحقيق هدفنا الوطني المشترك المتمثل في تطوير المحتوى المحلي يتطلب تضافر جهود كافة القطاعات، ونحن في الهيئة ملتزمون بالعمل بوتيرة متسارعة مع كافة الجهات الوطنية لتحقيق ذلك». «لتحقيق هذا الهدف وتحقيق تطلعاتنا الوطنية».