إسرائيل تلحق السنوار بهنية.. «حماس» بلا رأس
إثر اغتيال زعيم الحركة السابق إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران نهاية تموز/يوليو من العام الماضي واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وكبار قادته في قصف إسرائيلي للضاحية الجنوبية في 27 تشرين الأول/أكتوبر أعلنت إذاعة الجيش اليوم (الخميس). تصفية القيادي في حركة حماس السنوار في تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الاشتباك مع يحيى السنوار وقع في تل السلطان برفح وكان يحمل جعبة عسكرية برفقة قائد ميداني آخر، ما يوحي بأنهم من وحدة المظليين والكتيبة 450 وكفير خاصة. القوات تحركت الوحدة التي شاركت في مقتل السنوار، وحصل الوزراء على معلومات مفصلة عن أحداث العملية.
في حين قالت القناة 12 الإسرائيلية: إن السنوار كان يرتدي سترة عليها قنابل يدوية وقت مقتله، والعملية لم تكن مخططة بل عرضية.
وذكرت القناة أنه بعد تأكيد مقتله، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إجراء مشاورات أمنية عاجلة، بينما يقوم رئيس الأركان هرتسي هاليفي والفريق الأمني بتقييم الوضع الحالي.
وتحدثت القناة عن مخاوف أهالي الأسرى وقلقهم على مصير ذويهم المعتقلين لدى حركة حماس في غزة، وطالبتهم باستغلال مقتل يحيى السنوار للتوصل إلى اتفاق فوري لإعادة ذويهم.
وبحسب تقارير إعلامية فإن السنوار كان برفقة ثلاثة أشخاص بينهم قائد ميداني، ولم يرافق الأسرى في الأنفاق كما كان متوقعا، بل فوق وتحت الأرض، استشهد أمس في اشتباكات مباشرة مع جيش الاحتلال.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قياديي حماس محمود حمدان وهاني زغرب كانا مع السنوار وقُتلا معه. وكانت الصحافة الإسرائيلية قد نشرت صورا مروعة تظهر جثمان السنوار بعد اغتياله. وأظهرت الصور التشابه الكبير بين الجسم وصورة السنوار الحقيقية، سواء في ملامح الوجه أو بنية الجسم.
وبقي السنوار، الذي لم تنف حركته أو تؤكد مقتله حتى وقت كتابة هذا التقرير، مختبئا لأكثر من عام على الرغم من كونه أكثر المطلوبين لدى الاحتلال الإسرائيلي.
ويوصف السنوار بالرجل الميت أو رجل الظل لأنه يتحرك في الخفاء منذ أحداث 7 أكتوبر من العام الماضي، حيث يقود الحركة على الأرض في قطاع غزة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي والعمليات البرية والتدمير. قطاع غزة، حيث ابتعد عن كل ما قد يعطي إشارة للحياة أو الوجود، الأمر الذي… دفع وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية إلى الإبلاغ عن أنه يعيش في الأنفاق مع السجناء الإسرائيليين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن السنوار (62 عاما) ضاعف “إجراءاته الأمنية” حول نفسه وتجنب استخدام وسائل الاتصال الحديثة، وواصلت أجهزة المخابرات الإسرائيلية فحص معلوماته في محاولة للعثور عليه.
يشار إلى أن السنوار ولد في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة، لكن جذوره تعود إلى مدينة عسقلان. حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العبرية من الجامعة الإسلامية بغزة، بعد مؤسس الحركة أحمد ياسين الذي قتلته إسرائيل عام 2004.
اعتقل السنوار ثلاث مرات، المرة الأولى عام 1982، وقضى أربعة أشهر في الاعتقال الإداري دون أن يواجه أي تهم محددة. وفي عام 1985 أسس جهاز الأمن والدعاية “مجد” لمراقبة ومعاقبة المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية. وقد اعتقل بسبب ذلك وقضى ثمانية أشهر في السجن، لكنه اعتقل مرة أخرى في عام 1988. حُكم عليه بأربعة أحكام مؤبدة (أربعة مؤبدات) وتم إطلاق سراحه عام 2011 ضمن صفقة جلعاد شاليط.