انخفاض الدين الخارجى.. خطوة على الطريق

منذ 1 شهر
انخفاض الدين الخارجى.. خطوة على الطريق

ونظرا للتحديات الاقتصادية العالمية والضغوط المتزايدة على الأسواق الناشئة، شكل إعلان الحكومة خفض الدين الخارجي إشارة إيجابية، مما زاد الآمال في مزيد من الاستقرار في الاقتصاد ، حيث انخفض الدين الخارجي بنحو 7 مليارات دولار في الربع الثاني من العام، وهو ما يعكس… جهود الحكومة لتخفيف الأعباء المالية. ورغم أهمية هذه الخطوة في تقليص الديون، يؤكد الخبراء أن الحلول المستدامة لا تقتصر على تقليص الديون، بل تتطلب التركيز على دعم الإنتاج وزيادة الاستثمارات لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، كما هو الحال مع العمليات المالية وحدها. حل مؤقت لا يعالج التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.

أكد الخبير الاقتصادي دي رشاد عبده، أن خفض الدين الخارجي لمصر يعد خطوة إيجابية، لكن لن يكون لها تأثير مباشر على الأسعار.

وأوضح عبده أن تقليص المديونية أمر جيد من الناحية المالية، لكنه حل مؤقت ولا يعالج المشكلة الأساسية. وأشار إلى أن الحل الجذري يكمن في زيادة الإنتاج وتحقيق نمو اقتصادي حقيقي ومستدام، مؤكدا أن الدولة يجب أن تركز على الإنتاج والتنمية حتى تتمكن من النهوض بالاقتصاد وسداد ديونها بشكل دائم.

وأضاف عبده أن الصفقات التي تساعد على تخفيض الديون، مثل صفقة رأس الحكمة، تعتبر “حلولاً ملطفة” وليست حلولاً دائمة لأنها تساعد في تخفيف الضغوط المالية بشكل مؤقت ولكنها لا تعالج المشكلة تعالج السبب الجذري، لافتاً إلى أن تأثير هذه الصفقات على عملية الإنتاج محدود. وأوضح أنه يجب على الدولة التركيز على تسهيل الاستثمارات وتحسين بيئة الأعمال لزيادة الإنتاجية وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

ويؤكد عبده على ضرورة خلق بيئة جاذبة للاستثمار ، إذ يرى أن تحسين مناخ الأعمال وتبسيط الإجراءات أمام المستثمرين سيساعد على زيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي ، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي على قدرة الإرادة ويؤثر على قدرة الدولة على سداد ديونها دون الاعتماد على حلول مؤقتة.

ويخالفه الخبير الاقتصادي خالد الشافعي في رأيه ، مشيرًا إلى أن صفقة رأس الحكمة تهدف بشكل أساسي إلى جذب استثمارات جديدة وزيادة التدفقات الاستثمارية ، مما سيوفر للدولة وفرة مالية تساعدها على سداد ديونها دون التأثير على النقد الأجنبي. احتياطيات الصرف . وأشار الشافعي إلى أن هذه الاتفاقية ستعمل على تحسين قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية الشهرية وتخفيف الضغوط الاقتصادية ، بالإضافة إلى أنها ستزيد من توفر السلع والمنتجات في السوق المحلية ، مما سيساعد في تقليل المساهمة لمعدلات التضخم.

وأضاف الشافعي أن هذه الخطوات ستزيد من فعالية الأنشطة الاقتصادية وتسهم في توطين صناعات جديدة بالدولة، مطالبا الدولة بإعادة النظر في مراقبة أسعار السلع في الأسواق لضمان استقرارها . وأكد أن التأثير المتوقع لهذه الإجراءات سيحدث خلال فترة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر ، حيث من المتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري .

دكتور. وأوضح هاني أبو الفتوح، الخبير الاقتصادي ، أن خفض الدين العام له تأثير إيجابي على العجز الإجمالي للموازنة، حيث يتدفق معظم الدخل من الاستثمار المباشر والمصادر الأخرى إلى الموازنة، مما يساهم في تقليل هذا العجز. وأشار أبو الفتوح إلى أن هذه النقطة بالإضافة إلى تأثيرها على استقرار سعر الصرف وحركة الأسعار تعتبر من النقاط المهمة التي يركز عليها صندوق النقد الدولي في جهوده الإصلاحية .

لكن أبو الفتوح أكد أن الصفقات الحالية هي حلول مؤقتة وأن المشاكل الأساسية لا تزال قائمة. ودعا إلى ضرورة التعامل معها بالشكل الأمثل مثل ترشيد الواردات وتنمية الصادرات وتقليل الواردات. كما أشار إلى أهمية إصلاح عجز ميزان المدفوعات وزيادة الإنتاجية ، فضلا عن ضرورة التركيز على الطلب على السلع المستوردة مع البدائل المحلية، مع التأكيد على ترشيد الإنفاق الحكومي لتحقيق الاستدامة الاقتصادية .

 


شارك