ماذا حققت إسرائيل في حرب السردية الإسرائيلية بعد السبت الأسود؟
في 7 أكتوبر 2023، الذي أصبح يعرف بين الإسرائيليين باسم “السبت الأسود”، شهدت إسرائيل واحدة من أكثر الهجمات إثارة للدهشة في تاريخها العسكري الحديث عندما شنت حركة حماس هجوما عسكريا غير مسبوق وغير متوقع بطريقة قوية ومنظمة.
في المقابل، ردت حكومة وزير الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحملة عسكرية واسعة تعتبرها الآن حربا على سبع جبهات تشكل تهديدا شاملا للاستقرار الإقليمي. وقد كشف هذا التصعيد الدراماتيكي عن نقاط ضعف كبيرة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، مما أسقط مقولة الجيش الذي لا يقهر، وأدى إلى أزمة سياسية داخلية بالإضافة إلى تكثيف العداء مع الفصائل المسلحة في غزة ولبنان.
الهجوم الذي نفذته حركة حماس، والذي أسفر عن مقتل وأسر المئات، دفع الجيش الإسرائيلي إلى إعلان الحرب على غزة بهدف القضاء على حماس وتحرير الرهائن، بحسب زعمه أن نتنياهو “حرب القيامة لم تقتصر على لكنها شملت أيضا مواجهات مع حزب الله في لبنان وهجمات صاروخية في عمق إسرائيل من عدة جبهات أخرى بعد سلسلة من النجاحات التكتيكية أدت إلى تحذيرات من أن هذا الشعور كان يدفع البلاد إلى اتخاذ قرارات متهورة قد تؤدي إلى تفاقم الوضع. الموقف. وهذا يجعل الحرب أكثر خطورة بالنسبة للإسرائيليين.
وردا على هذا الهجوم، كثفت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عملياتها العسكرية وأعلنت الحرب تحت شعار “السيوف الحديدية”. وقد تعرضت هذه التسمية، التي تعكس شعوراً بالاستعداد والقوة، لانتقادات باعتبارها تعكس “جنون العظمة” الواسع النطاق في الفكر الإسرائيلي. ويعتقد العديد من الخبراء والمحللين أن هذا السرد يعكس رؤية ضيقة، نظراً إلى “نشوة النصر” السائدة داخل القيادة الإسرائيلية. الغلبة، يمكن أن تؤدي إلى قرارات متهورة.
ونظراً للمعارضة الداخلية المتزايدة والانتقادات التي يواجهها نتنياهو وحكومته بشأن الاستراتيجية المستخدمة في الحرب، فإن السؤال الملح الذي يطرح نفسه هو: هل تتمكن إسرائيل من الخروج من هذا الصراع بجبهة موحدة، أم أن “السبت الأسود” سيكون كذلك؟ بداية صراع داخلي؟ انقسامات وصراع طويل الأمد مجهول النهاية؟
وفي التقرير التالي، وبعد مرور عام على حرب غزة وفتح جبهات أخرى في لبنان وسوريا واليمن، تبحث “الوفد” ما إذا كانت إسرائيل قد حققت أياً من أهدافها الاستراتيجية والسياسية والعسكرية أم أنها تعيش في وهم النصر؟ ؟
ماذا حدث في عملية طوفان الأقصى:
وفي 7 أكتوبر 2023، نفذت حركة حماس عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “طوفان الأقصى” ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأدى هذا الهجوم المفاجئ إلى مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وتمكن حوالي 6000 من مقاتلي حماس من اختراق الحدود مع إسرائيل واقتحام القرى والمستوطنات بعد التغلب على الوحدات العسكرية الإسرائيلية القليلة الموجودة في المنطقة.
استخدم المسلحون مجموعة متنوعة من التكتيكات، حيث شنوا هجماتهم من الأرض بشاحنات صغيرة ودراجات نارية، ومن البحر بالزوارق السريعة ومن السماء بالطائرات الشراعية. كان هذا المزيج المعقد من التكتيكات العسكرية المتخصصة والحرب الهجين بمثابة مفاجأة للأمن الإسرائيلي.
إن تنفيذ مثل هذه العملية يتطلب تدريباً وإعداداً دقيقاً، الأمر الذي سبب ارتباكاً لدى بعض المحللين العسكريين بأن المخابرات الإسرائيلية ليست على علم بتدريب حماس على مثل هذه العملية.
علاوة على ذلك، لم يكن رد الجيش الإسرائيلي سريعًا أو منسقًا، مما زاد من الفوضى والذعر. وتعرضت حكومة بنيامين نتنياهو لانتقادات شديدة من قبل الجمهور الإسرائيلي الذي وصف إدارتها للأمن القومي بالفاشلة.
وجيش الاحتلال في صراع مستمر من أجل إيجاد الأمل وتحقيق أهدافه
بعد مرور عام على بدء العمليات العسكرية، لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يخوض صراعا دمويا في غزة، حيث يتكبد نحو عشرات الضحايا كل يوم، فيما أودى الجيش الإسرائيلي في 30 مايو 2024 بحياة الآلاف من المدنيين العزل. ممر السيطرة على المدنيين الفلسطينيين. وهو شريط من الأرض يمتد 14 كيلومترًا من البحر الأبيض المتوسط إلى حدود إسرائيل مع مصر.
وتعتبر إسرائيل السيطرة على هذا الممر ضرورية لتشديد الخناق على حماس كجزء من استراتيجيتها للحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات. إلا أن هذه الخطوة أثارت قلقا كبيرا في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، حيث اعتبرت وجود الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة انتهاكا لاتفاقية كامب ديفيد عام 1978، والتي كانت تهدف إلى إرساء أسس السلام في المنطقة. وضع إسرائيل ومصر بينهما.
ويسلط هذا التصعيد والتوترات المستمرة في المنطقة الضوء على مدى تعقيد الوضع الأمني والسياسي ويطرح تحديات جديدة لعلاقات إسرائيل الدولية، الأمر الذي يتطلب تحليلا دقيقا واستراتيجيات دبلوماسية فعالة لمعالجة تأثير هذه الحرب.
ولا توجد خطة استراتيجية لجيش الاحتلال.
منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، مر عام كامل دون أن تحقق إسرائيل أيًا من أهدافها المعلنة، بما في ذلك القضاء على حماس أو تدمير بنيتها التحتية أو استعادة الأسرى. وهذا يعكس سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تركز على ضمان استمرارية الائتلاف الحاكم ومصالح بنيامين نتنياهو الشخصية.
وعليه، تصرفت إسرائيل خلال العام الماضي دون وضع خطة استراتيجية واضحة تتضمن جدولاً زمنياً للقتال في غزة وخارجها.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، حتى الآن، أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر يومية، أدت إلى تصعيد متواصل منذ بدء العدوان يوم 7 أكتوبر الجاري. وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 41870 شهيدا و97166 جريحا، مما يعكس تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
الرواية الإسرائيلية أم حرب البعث في مواجهة الحقائق المرة
تطلق إسرائيل على الحرب الحالية التي تشنها ضد حماس أسماء مختلفة، حيث أطلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على هذه الحرب اسم “حرب القيامة” بدلاً من الاسم الذي اختارته إسرائيل “السيوف الحديدية”. ويواجه نتنياهو معارضة واسعة النطاق من الجمهور والسياسيين، حيث يتهمه البعض بتحمل مسؤولية الأوضاع البائسة التي تعاني منها إسرائيل، بما في ذلك الدمار الاجتماعي والاقتصادي والبنية التحتية الذي سيكون من الصعب التغلب عليه في المستقبل القريب.
إن “نشوة النصر” أو “جنون العظمة” المستمرة تعكس سياسات صنع القرار التي تنتهجها إسرائيل والتي تهدد مستقبل البلاد إما من خلال توسيع نطاق الحرب إقليمياً أو الانزلاق إلى حرب استنزاف مطولة. وبينما يسعى نتنياهو لمواجهة أهالي الأسرى والقتلى في ذكرى الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، فإنه يواجه تحديات نفسية صعبة في مواجهة الألم والخسارة، خاصة في ظل استمرار تواجد 101 أسير إسرائيلي في السجون. غزة، حيث فقد أكثر من 50% منهم حياتهم.
تحت وطأة القصف الصاروخي لحماس وحزب الله، لم تعد القيادة الإسرائيلية قادرة على الاحتفاظ بانطباع “نشوة النصر” الذي حذّر منه مسؤولون أمنيون سابقون، معتقدين أن هذا الشعور قد يتحول إلى لعنة قد تؤدي إلى تفاقم الوضع. قرارات متهورة تزيد من خطورة الوضع الحالي.
في ظل هذه الظروف، ترفض أبرز الأصوات في المجتمع الإسرائيلي رؤية إسرائيل منتصرة. وبينما تسعى حماس إلى تعزيز قدراتها، وعلى الرغم من النجاحات الاستخباراتية التي حققتها في لبنان ضد حزب الله، فإن الإخفاقات الخطيرة في مجتمع الاستخبارات والقيادات السياسية تظل تشكل مصدر القلق الأكبر على الأرض.
حماس تحتجز سجناء وإسرائيل تعاني من إخفاقات عسكرية
ولا تزال حماس تحتجز عدداً من السجناء الإسرائيليين بينما تكافح إسرائيل لتحقيق نتائج عسكرية ملموسة أو القضاء على حماس. وعلى الرغم من أن جيش الدفاع الإسرائيلي ذكر أن العمل العسكري وحده لن يكون كافيا، فإن الحكومة الإسرائيلية تقدر أن 251 سجينا قد تم أسرهم خلال هجوم فيضان الأقصى.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، أدى اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي إلى إطلاق سراح 116 امرأة وطفلا مسجونين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح النساء الفلسطينيات والمراهقات الأسرى في السجون الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق سراح 24 مواطنًا أجنبيًا لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، كما تم إنقاذ 11 سجينًا، من بينهم أمريكيان.
وأعلنت إسرائيل أنها انتشلت جثث 30 رهينة من قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، ما يعني أنه بحسب آخر الإحصائيات، لا يزال 71 أسيراً يعيشون في القطاع، كما تفيد التقارير بمقتل 64 أسيراً على الأقل. ومع ذلك، لا تزال المعلومات حول عدد السجناء الذين ماتوا أثناء الاحتجاز، فضلاً عن أعمارهم وجنسهم وجنسياتهم، غير واضحة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 109 أسرى ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس في غزة، من بينهم 73 يعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة. إلا أن مصادر أجنبية ترى أن العدد الفعلي للسجناء الذين ما زالوا على قيد الحياة أقل من ذلك، لكنه لا يقل عن 50 سجينًا.
في نهاية رحلته التاسعة إلى الشرق الأوسط، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن “الوقت ينفد” أثناء محاولته إقناع كل من إسرائيل وحماس بالموافقة على “خطة حل” اقترحتها واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة. يجرد.