فى ذكرى ميلاده.. أنور وجدى مسيرة فنية طويلة وعمر قصير
يعد فتى الشاشة الفنان الراحل أنور وجدي أحد أهم المخرجين المصريين في مجالات التمثيل والإخراج والإنتاج، وكان عيد ميلاده أمس الجمعة.
ارتبط أنور وجدي بالجمهور والشاشة وما زالت أعماله حية في أذهان المشاهدين حتى هذه اللحظة وبعد أكثر من 90 عاما يستمتع الجمهور بمتابعة النجم الراحل أنور وجدي.
ولد “أنور وجدي” عام 1904 في مدينة حلب السورية لعائلة تعمل في قطاع النسيج قبل أن تغادر الأسرة حلب إلى القاهرة. درس في مدرسة تسمى “الفرار” حيث تعلم العديد من كبار الفنانين المصريين مثل أسمهان وفريد الأطرش، بالإضافة إلى قدرته القوية على التحدث باللغة الفرنسية.
فتى الشاشة.. كما كان يلقب الراحل أنور وجدي، دخل عالم الفن من خلال مسرح شارع عماد الدين، وبالتحديد مسرح رمسيس مع الراحل يوسف وهبي، وبدأ في الصعود في الأدوار وأعماله وانتقل إلى فرقة عبد الرحمن رشدي وأخيراً إلى الفرقة الوطنية التي تعاون معها في الأدوار الرئيسية، ونال شهرة كبيرة لدوره في مسرحية (البندقية).
درس أنور وجدي على يد يوسف وهبي، وقام في البداية بأدوار مساعدة، كما في فيلم “الدفاع” عام 1935، ثم تفرغ للسينما وعمل مع مخرجين مهمين في ذلك الوقت مثل فؤاد الجزايرلي، ونيازي مصطفى، وكمال سليك. . وفي الأربعينيات، تمتع أنور وجدي بشهرة كبيرة كأحد أهم ممثلي السينما. ظهر في أفلام متنوعة منها شهداء الحب، وكذبة في كذبة، وليلى بنت الريف. وقبل نهاية الأربعينيات، أصدر أنور وجدي العديد من الأفلام وحققت نجاحا كبيرا، ومن أبرز أفلامه “ليلى بنت الغني” و”سر أبي والقلب واحد”.
اشتهر أنور وجدي بمواهبه وخبراته المتنوعة ككاتب ومخرج ومخرج. أنتج فيلم “ليلى بنت الفقار” وكتب السيناريو بنفسه، ورشح ليلى مراد للدور الرئيسي. وتولى المخرج “كمال سليم” الإخراج ولكن شاء القدر أن يموت سليم وأنجز “وجدي” بنفسه ونتيجة لهذا الفيلم “. وأصبح “وجدي” ظاهرة سينمائية إبداعية وقتها، وقدم سلسلة من الأفلام التي كتبها وأنتجها وأخرجها مع ليلى مراد زوجته والنجمة المصرية الأولى في ذلك الوقت، مثل “قلبي دليلي”. و”عنبر” و”غزل البنات” وقدمت العديد من الأفلام الأخرى إلى جانب “ليلى”.
أما عن حياة أنور وجدي الشخصية، فقد تزوج ثلاث مرات، المرة الأولى من الفنانة “إلهام حسين”، لكن هذا الزواج لم يستمر أكثر من ستة أشهر وتم طلاقهما بسبب الخلافات، وبعدها تزوج من الفنانة “” “ليلى مراد” ونشأت بينهما علاقة حب بعد أن عملا معاً في فيلم “ليلى بنت الفقراء” وشكلا ثنائياً رومانسياً كما كان المثل آنذاك، إلا أن الزواج لم يستمر أكثر من سبع سنوات وكانا طلقت بعد ذلك.
أسس أنور وجدي شركة الأفلام المتحدة لإنتاج وتوزيع الأفلام عام 1945، وقدم من خلالها 20 فيلما، أشهرها سلسلة الأفلام التي شارك في بطولتها مع ليلى مراد، مثل “قلبي دليلي”. ” . عام 1947، و”عنبر” عام 1948، و”غزل البنات” عام 1949. كما لعب دور الطفلة المعجزة فيروز في ثلاثة أفلام. وهو من إنتاج ياسمين وفيروز هانم ودهب وبطولة ثلاثة من نجوم الغناء الرئيسيين وهم أم كلثوم وأسمهان وليلى مراد.
وفي نهاية حياته عانى وجدي من مرض وراثي (مرض الكلى المتعدد الكيسات) وسافر إلى فرنسا للعلاج. عادت علاقته السابقة مع “ليلى فوزي” من جديد وطلب منها السفر معه وتزوجا عام 1954، ولكن شاء القدر أن تفاقم مرض وجدي بعد أربعة أشهر فقط من الزواج وتوفي الله في 11 مايو 1955 .