فضيحة جديدة.. “وثائقي” يكشف أسرار “تجارة الفظائع” الإسرائيلية في غزة

منذ 1 شهر
فضيحة جديدة.. “وثائقي” يكشف أسرار “تجارة الفظائع” الإسرائيلية في غزة

الفيلم الوثائقي الجديد “تجارة الفظائع: كيف تبيع إسرائيل تدميرها لغزة” للصحفي الأمريكي ماكس بلومنثال يثير جدلا واسعا على المستوى الدولي ويسلط الضوء على الاستراتيجيات الإعلامية والسياسية التي تنتهجها إسرائيل لتبرير عملياتها العسكرية في قطاع غزة .

ويطرح الفيلم، الذي يتميز بتحقيقاته الجريئة، وجهة نظر نقدية قوية تتناقض مع الرواية الإسرائيلية الرسمية.

يدرس بلومنثال، المعروف بتحقيقاته المثيرة للجدل، كيف تستخدم إسرائيل الأحداث المأساوية في غزة كأداة لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية.

ويفند الفيلم ادعاءات إسرائيل بأن عملياتها العسكرية هي دفاع عن النفس، ويقدم أدلة دامغة على حجم الدمار والخسائر البشرية التي لحقت بالمدنيين الفلسطينيين.

وبالاعتماد على مقابلات مع شهود عيان وخبراء، يقدم الفيلم تحليلاً دقيقًا للاستراتيجيات الإعلامية التي تستخدمها إسرائيل لتشكيل الرأي العام العالمي لصالحها.

ردود الفعل العربية:

ولاقت الرواية التي قدمها الفيلم الوثائقي تفاعلا كبيرا في العالم العربي، حيث رحبت العديد من المؤسسات الحقوقية والإعلامية بالفيلم واعتبرته وثيقة مهمة تفضح زيف الدعاية الإسرائيلية وتسلط الضوء على حجم المعاناة الإنسانية في غزة.

وأشادت بعض المنظمات الحقوقية بشجاعة بلومنتال في كشف الحقائق، وطالبت بمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين.

كما أعرب العديد من ممثلي وسائل الإعلام العربية عن دعمهم للفيلم، وشددوا على أهمية نشر حقيقة ما يحدث في غزة.

واستضافت العديد من المراكز البحثية والجامعات بلومنتال لعرض فيلمه الوثائقي وإجراء نقاشات تحليلية حول الوقائع التي يتضمنها الفيلم، والتي تكشف استراتيجية الإعلام الإسرائيلي الخادعة لارتكاب المزيد من الجرائم تحت شعار الدفاع عن النفس.

ردود الفعل الأجنبية

وعلى الرغم من الجدل الذي أثارته رواية الفيلم، إلا أن ردود الفعل الدولية كانت متباينة. وفي حين رحبت بعض الهيئات الحقوقية والدبلوماسية بالفيلم وأثنت على موضوعيته وتحليله للاستراتيجيات الإعلامية الإسرائيلية، أبدت جهات أخرى تحفظات على بعض المعلومات التي تضمنها ودافعت عن تصوير إسرائيل للأحداث في غزة.

واتسمت ردود الفعل في بعض الدول الغربية بضبط النفس وضبط النفس، في حين أعربت دول أخرى عن قلقها إزاء الوضع الإنساني في غزة ودعت إلى وضع حد للعنف.

وقدم الفيلم وجهة نظر نقدية مبنية على الحقائق على الأرض، مما يجعله مرجعا مهما لكل من يسعى إلى فهم أعمق للصراع وتداعياته الإنسانية والسياسية. ويؤكد الفيلم على أهمية فحص الرواية الرسمية والتأكد من دقتها، ويسلط الضوء على التأثير المدمر للدعاية الحربية على الرأي العام العالمي.

يؤكد هذا الفيلم الوثائقي التهديدات المباشرة وغير المباشرة التي واجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وكبار مفوضي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة بعد الإبلاغ المتكرر عن انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في قطاع غزة.

حملات الكراهية

وشملت الانتهاكات الإسرائيلية حملات إعلامية ممنهجة تهدف إلى تشويه سمعة الأمين العام وتقويض مصداقيته، فضلا عن التهديدات المباشرة وغير المباشرة التي تستهدف أمنه الشخصي.

ومن ناحية أخرى، رفضت مصر والجامعة العربية هذه الحملات الإسرائيلية المستنكرة، وشددتا على ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها، ولم تتسامحا مع محاولات الضغط على المنظمات الدولية أو مسؤولي الأمم المتحدة لوقف جهودهم لكشف الحقيقة المقيدة.

وأكدت مصر والجامعة العربية دعمهما الكامل للأمين العام للأمم المتحدة في جهوده الرامية إلى تحقيق العدالة ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية في غزة.

وبحسب المعلومات فإن هذه التهديدات تواجه “عواقب وخيمة” في حال استمرار كشف الانتهاكات الإسرائيلية، وتشير التقارير إلى وجود أدلة دامغة على انتهاكات إسرائيل للقانون الإنساني الدولي، إلا أن المجتمع الدولي لم يتخذ خطوات حاسمة لتحميل إسرائيل مسؤولية هذه الانتهاكات. هذه الجرائم للعقاب.

تعبئة الرأي العام العالمي

وفي سياق متصل، أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن سلوك إسرائيل في الاستخدام العشوائي للقوة لا يشكل ضمانة لتحقيق السلام الدائم، ودعا إلى مكافحة هذا الواقع من خلال تعبئة الرأي العام العالمي ودعمه. واستخدام آليات المقاطعة والجزاءات واللجوء إلى الأنشطة القانونية والقضائية. وشدد على أهمية الإجراءات الدبلوماسية الفعالة لعزل الاحتلال وزيادة تكاليفه.

وأشار أبو الغيط إلى أن إسرائيل بدأت تفقد شرعيتها على الساحة الدولية، خاصة بين الأجيال الجديدة التي تظهر رؤية مختلفة للواقع المحتل مقارنة بالأجيال السابقة، لافتا إلى أن هذه الأجيال رأيناها تظهر دعمها لفلسطين التي ستحتل قريبا. المناصب المؤثرة في مراكز صنع القرار.

وحذر أبو الغيط من أن التوترات بين القوى الكبرى والعالم تدخل مرحلة جديدة من الحروب الإقليمية التي تشمل ثلاثة أطراف نووية، مما يزيد الوضع تعقيدا. وحدد ثلاثة مصادر رئيسية للصراع: أوكرانيا، وبحر الصين الجنوبي، والشرق الأوسط .

وقال أبو الغيط: “إن استمرار إسرائيل في سياساتها العدوانية وتجاهل المجتمع الدولي لانتهاكاتها يشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن في المنطقة. والصمت الدولي المريب يشجع إسرائيل على المزيد من التصعيد، مما قد يؤدي إلى اندلاع الحرب” إلى عواقب غير مرغوب فيها.”

وأضاف أبو الغيط أن الجامعة العربية ستواصل جهودها للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وممارسة الضغط الدبلوماسي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها، مشددا على أهمية الضغط الدولي لإنهاء الحرب وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

تهديدات من شخصيات دولية

كما نشرت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تقارير مفصلة توثق انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في غزة، ودعت إلى إجراء تحقيقات دولية مستقلة في هذه الجرائم. إلا أن هذه التقارير لم تجد آذاناً صاغية في العديد من الدول الغربية التي تفضل تجاهل الانتهاكات الإسرائيلية لحماية مصالحها الاستراتيجية.

وقالت ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنها قدمت تقريرا بعنوان “الإبادة الجماعية بالتفصيل”، وكشفت أنها تلقت تهديدات أثناء عملها على التقرير، لكن ذلك لم يؤثر على النتائج التي توصلت إليها. ويشير إلى أن إسرائيل تحاول القضاء على الفلسطينيين من خلال التصعيد الدائم للعنف والقتل، ويشير إلى أن ما يحدث في فلسطين لا يمكن وصفه وهو أكثر من مجرد إبادة جماعية.

وتعليقا على منع سلطات الاحتلال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني من دخول قطاع غزة، أكدت أن “إسرائيل لا تريد شهودا على الإبادة الجماعية”.

من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن بعض موظفيها المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في غزة أفادوا بأنهم تعرضوا لضغوط من قبل السلطات الإسرائيلية للإدلاء باعترافات كاذبة.

وقالت مديرة الاتصالات في الأونروا جولييت توما إن الوكالة تعتزم مشاركة المعلومات الواردة في التقرير غير المنشور المكون من 11 صفحة مع وكالات داخل وخارج الأمم المتحدة متخصصة في توثيق الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان.

وأضافت: “عندما تنتهي الحرب، يجب أن تكون هناك سلسلة من التحقيقات للتحقيق في كافة انتهاكات حقوق الإنسان”. وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي اعتقل العديد من العاملين الفلسطينيين في الأونروا وأن التجاوزات والانتهاكات التي قالوا إنهم تعرضوا لها بما في ذلك الضرب الجسدي المبرح، والإيهام بالغرق، والتهديد بإيذاء أفراد الأسرة.

ويثير هذا التقرير تساؤلات جدية حول مدى التزام المجتمع الدولي بحماية حقوق الإنسان، خاصة في ظل التهديدات الموجهة ضد كبار مسؤولي الأمم المتحدة الذين يسعون لكشف الحقيقة. ويؤكد أهمية الضغط الدولي لمعاقبة إسرائيل على جرائمها ووقف انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان في غزة. ويشجع الصمت الدولي إسرائيل على المزيد من التصعيد، مما يهدد بتعميق الأزمة الإنسانية في غزة وإشعال حرب إقليمية واسعة النطاق.

 


شارك