محمد فودة يكتب: عمرو دياب ساحر الألحان.. و”ماستر سين” الأغنية الراقية

منذ 1 شهر
محمد فودة يكتب: عمرو دياب ساحر الألحان.. و”ماستر سين” الأغنية الراقية

تعتبر حفلة عيد ميلاد “فاتح الزمن” بمثابة تكريم لمسيرته الطويلة كموسيقي ومغني

بمظهره المتجدد ينشر الطاقة الإيجابية… ويسعد الجميع

بالحديث عن عمرو دياب… أتحدث عن نجم تجاوز الأشكال التقليدية وأصبح نجما عبر الأجيال و”أيقونة” الفن العربي.

يتمتع بصوت فريد يجعله سفيراً للفنون البصرية وقصة نجاح غير عادية

لقد تغلب على كل العقبات وحوّل نفسه من مغني طموح إلى نجم عالمي

كيف غيرت الهضبة قواعد اللعبة في عالم الغناء؟

وحافظ على مكانته كشاعر وتحدى كل التوقعات والتغيرات التي شهدها عالم الفن

 

عندما أعطيت لقب “قاهر الزمن” للنجم الكبير عمرو دياب، كنت أقصده بالمعنى الشامل وليس على سبيل الاستعارة، ولكن كواقع يعكس قدرته على تحدي الزمن والبقاء في المقدمة في مواجهة في ظل التغيرات السريعة والمنافسة الشديدة، تمكنت الهضبة من الحفاظ على بريقها وشعبيتها، وهذا ليس بالمهمة السهلة. والسر يكمن في قدرته على التطور والابتكار دون أن يفقد هويته الفنية وفي علاقته الخاصة مع جمهوره الذي يعتبره جزءا أساسيا من نجاحه. في كل عام، ينتظر عشاق الموسيقى العربية عيد ميلاد النجم عمرو دياب، ذلك الصوت الذي طالما أثار العواطف وأسعد الآذان بأنغامه وكلماته المعبرة. للاحتفال بعيد ميلاده، وهي فرصة للاحتفال بمسيرة فنية مليئة بالإنجازات والأرقام القياسية التي جعلت منه أيقونة الفن العربي.

عمرو دياب ليس مجرد اسم في قائمة الفنانين العرب، بل رقم صعب في المعادلة الفنية بأكملها، حيث تمكن الهضبة من تأمين مكانة فريدة وبارزة في قلوب الملايين، وأصبح اسمه مرادفا للنجاح والتميز وكان في صدارة الساحة الغنائية العربية لأكثر من ثلاثة عقود. لقد تحدى كل التوقعات والتغيرات التي شهدها عالم الفن. بل كان أيقونة فنية وأحد ركائز الفن المصري. صوته المميز وأسلوبه الحديث جعله مركز الاهتمام ليس فقط في مصر ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم العربي. أكثر من مجرد فنان شعبي، يساهم عمرو دياب في مكانة مصر الرائدة في عالم الغناء والمطالبة الغنائية. ومن ما يميز عمرو دياب وطنيته العميقة وحبه الشديد لهذا الحب، ويظهر هذا الحب في أغانيه التي تحتوي على العديد من الكلمات التي تعبر عن الانتماء للوطن والتعلق بالوطن. كما أنه لا يخجل من المشاركة في العديد من الأنشطة الوطنية، مما يعكس مدى إخلاصه لقضايا بلاده.

ولعل من أهم صفات عمرو دياب هو احترامه الكبير لأذواق جمهوره المختلفة. ولا يقدم نوعاً واحداً من الموسيقى، بل يهتم بتقديم أعمال فنية متنوعة تلبي احتياجات مختلف شرائح المجتمع. هذه القدرة على التواصل مع الجمهور وتحقيق رغباتهم جعلت منه نجماً خالداً. بل هو قادر على تقديم موسيقى حديثة تجسد روح هذا العصر، وتجمع بين الأصالة والمعاصرة وتقدم أعمالاً فنية مبتكرة تنال إعجاب مختلف الأجيال. وكانت موسيقى عمرو دياب ومازالت ثورة حقيقية ضد الأشكال التقليدية، حيث قدم نموذجا جديدا للفنان العربي يواكب التطورات، كما لعب عمرو دياب دورا رائدا في الدفاع عن الفن المصري وحمايته من هذه الهجمات. وكان من أوائل الفنانين الذين أطلقوا حملات للترويج للأغنية المصرية، والتأكيد على أهميتها في الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية.

وما زال عمرو دياب يبهرني بحضوره القوي وقدرته الفائقة على خلق البهجة في قلوب محبيه ومحبي فنه الجميل. هذا لم يأت من العدم، بل هو انعكاس طبيعي لحالة الحب. إن اختياره أن يعيش التفاصيل بكل ما تجلبه من متعة يجعلني متأكدًا تمامًا من أنه ليس مجرد فنان عظيم. يتمتع بجمهور كبير، ولكنه أيضًا إنسان عظيم بالمعنى الحقيقي للكلمة، وأنا على يقين تقريبًا من أنه يمتلك كنزًا دفينًا من المشاعر الإنسانية السامية التي يمكنه التخلص منها متى شاء. بالإضافة إلى ذلك، فإنني على قناعة تامة بأنه يقف فوق بئر عميق من المشاعر الصادقة والصادقة، نستمد منها هذه المشاعر، فنجدها تتجدد بشكل ملحوظ وتزداد أكثر فأكثر، وكأن تلك الصفات النبيلة التي تحلى بها عمرو دياب. الفنان والإنسان على السواء، ليس لهما بداية ولا نهاية، لأنها مشاعر تنبع من القلب بلا كذب ولا خداع، وتتغلغل إلى القلوب دون استئذان.

والحقيقة أن عمرو دياب نجح في حل المعادلة الصعبة، ولم يكن نجم مرحلة واحدة أو عدة مراحل، بل نجماً عابراً للأجيال، فمن ألبومه “يا طارق” إلى اليوم، كان مهتماً جداً بالتطور والابتكار اعتمد عليه لأول مرة عام 1991 الساكسفون في ألبوم “حبيبي”، وفي عام 1994 اندمج مع الجيتار الإسباني في ألبوم “ويلومون” وحقق انطلاقته العالمية عام 1996 على قدم المساواة مع ألبوم “نور العين”. الذي حطم أرقام المبيعات القياسية في العالم العربي وفاز بها بجائزة الموسيقى (التي تُمنح كل عام لأكثر الأشخاص مبيعًا في المنطقة). اعتلى العالم المسرح وأثار ضجة في العديد من البلدان مثل الهند وفرنسا وإيران والأرجنتين وتشيلي وجنوب أفريقيا. ومن يتابع مسيرة عمرو دياب يدرك أن القيمة الحقيقية لعمرو دياب تتجلى في أنه يعرف جيدًا نقاط القوة والغنى في الأغنية المصرية وبالتالي لديه القدرة على تحقيقها بكل بساطة وسهولة، وأنه الأجمل. يختار أشياء فيها ليحافظ على شبابه دائماً حتى يصل إلى الناس نضراً دافئاً خالياً من الشوائب، وهذا هو سر قدرة أغانيه على الصمود والصمود أمام الكثير والكثير من الأمواج. ليس هذا فحسب، بل برع أيضًا في الوصول إلى أعلى المستويات، وكان همه الأول والأخير هو تحديث الغناء المصري، سواء كان ذلك من حيث الموسيقى أو اختيار الكلمات المتطورة التي جذبت التعبير الشبابي المتطور في مصر، ولهذا السبب كان. يفاجئنا دائمًا بكلماته، لكنه أيضًا لديه القدرة على أن يجعلنا نعيش معه في حالة من الحب الدائم، خاصة أن أغانيه تمثل حقًا الحب والوداع والفراق، لدرجة أننا… نستطيع اعتبره “ساحراً”. أي شخص لا يتوقف عند النجاح أو لا يكتفي بالتألق، فقد خلق لنفسه حالة خاصة جدًا عندما قدم أغنيته الشهيرة “مهما كنت صغيرًا” قبل بضع سنوات، فهو بذلك يجلب شخصيته الحقيقية ورغبته في التعبير. لا يزال رائعًا في القسم الصوتي ولكن بروح الشباب، تناسب هذه الأغنية حقًا شخصيته وملامح وجهه. وعندما تراه وجهاً لوجه وتتحدث معه بقوة حياته النقية النقية، فإنه لا يزال يبدو شاباً في قمة تألقه وحيويته. وأعتقد أن لياقته البدنية كانت أحد الأسباب الرئيسية لهذا التألق. منذ بداياته كان مهتماً جداً بتغيير الأغاني التي يقدمها لجمهوره بشكل مستمر وإضافة كل ما هو جديد، فالموسيقى والأغاني والكليبات التي يقدمها لها تأثير كبير، هذه الصفات تساهم بشكل كبير في جعله يتأهل لها الجوائز الدولية.

والحقيقة أن عمرو دياب سيظل رمزا للفن المصري الأصيل، وسيظل إرثه الفني خالدا لأجيال عديدة. فهو لم يقدم لنا أغاني جميلة فحسب، بل قدم لنا مثال الفنان الوطني المخلص الذي يعبر عن فنه في خدمة وطنه وشعبه، عمرو دياب ليس مجرد مغني، بل مايسترو حقيقي. يقود فرقته بكل احترافية وإتقان ويتمكن من بناء فريق متكامل يساعده على تقديم عروض حية مميزة في حفلات ضخمة لا تنسى.


شارك