«مُصْلِحَة سعودية» تنهي خلاف تاجرين في 35 مليوناً.. «عكاظ» تكشف التفاصيل
وعلى منصة “المصالحة” في مركز المصالحة التابع لوزارة العدل، يعمل الإصلاحيون المتخصصون في القانون والشريعة والأنظمة على إثارة الخلافات وأعمال المصالحة قدر الإمكان وجمع شمل الإخوة المتخاصمين. التجار وأبناء العمومة، داخل العائلة أو دائرة الأصدقاء، في العديد من المجالات ولأسباب عديدة، في خطوة تهدف إلى إنهاء النزاعات من خلال التسوية قبل وصولها إلى المحاكم، مما يسهل الأمر بشكل متزايد على المتقاضين، وفي حال وجد المحكم لحل يرضي طرفي النزاع، يجب عليه إصدار أمر تسوية وإعداد مستند تنفيذ لاستخدامه في محاكم التنفيذ.
منصة “طرادي” التي تعمل بشكل مجاني وتؤدي عملها إلكترونيا عن بعد وتغلق ملفات الخصومة بسرية، رسخت نفسها بشكل ممتاز كواجهة حضارية لوزارة العدل وصمام أمان لتصفية القضايا قبل محاكمتها.
هناك قصص مشرقة ومشرقة في مركز المصالحة التابع لوزارة العدل، تعكس مدى تطور ومكانة منصة “المصالحة” كعمل عدالة إنسانية واجتماعية وأخلاقية. وتشمل الوقائع قصة المصلح “أثير”. “الأحمري” واحد من عشرات الإصلاحيين من الرجال والنساء في مركز المصالحة، والتقى بهم “بوابة البلد” بعد وقت فراغهم بمبلغ 35 مليون ريال وساهموا في حل القضية بالتصالح خارج نطاق القضاء.
أثير الأحمري، محامية سعودية، التحقت بمركز المصالحة التابع لوزارة العدل قبل ثلاث سنوات، حيث عملت في قسم “التراضي” ذات خلفية اجتماعية وإنسانية وقانونية، مسلحة بذكاء فطري وإصرار وطموح لا ينضب. ومع حصولها على شهادة في القانون من الجامعة، سرعان ما تمكنت أثير من قيادة جلسات المصالحة بين المتخاصمين بمهارة. ومساهمة كبيرة في تقريب وجهات النظر وتقريب وجهات النظر، أصدرت “أثير” سلسلة من سندات التصالح التي تعتبر بمثابة سندات تنفيذية في المحكمة دون استئناف أو اعتراض. ومن أحدث وأبرز ما تفتخر به هو نجاحها في التوفيق بين تاجرين صديقين بعد نشوب خلاف مالي بينهما يصل إلى 35 مليون لتصفية ديون في أعمالهما، تأخر جزء منها والباقي بسبب الاختلاف. وجهات النظر بين الطرفين بشأن الموعد والآلية. وكان المبلغ مستحقاً وتحول الخلاف بين الأصدقاء إلى نوع من الخلاف وكانت هناك مؤشرات على أن أحدهم سيتوجه إلى المحكمة وطلب الخصوم المشورة القانونية من خلال اللجوء إلى منصة العارضية العدلية وتقديم النزاع إلكترونياً باستخدام طريقة بسيطة وبسيطة. خطوات واضحة.
وتسلمت الهيئة القضية عبر منصة «الوفاق» في ثلاثة اجتماعات متتالية لم تستمر أكثر من أسبوع. وتمكنت من التقريب بين وجهات نظر التجارين وتوصلت إلى حل وسط معهم، اقتنعوا به ووافقوا عليه، وانتهى الخلاف بينهما. وبصدور شهادة تصالح من السلطة التنفيذية تنهي الخلاف، تعود المياه إلى مجراها الطبيعي ويتحول الخصومة إلى مودة ومدح، وفي النهاية يشيد التاجران بـ”منصة التصالح” التي وساعد في الحفاظ على المودة والصداقة بينهما وحقوق الطرفين.
وقالت الهيئة «أثير» لـ«بوابة البلد» إنها تتعامل مع القضايا التجارية في إجراءات التسوية عبر منصة «الودية»، وأن أكثر من 50% من القضايا التجارية التي تتعامل معها تنتهي بالتسوية دون الحاجة للذهاب إلى المحاكم.