عام على حرب الإبادة.. غزة أثر بعد عين
إن حرب الدمار والإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة تقترب من عامها الثاني، ولا يوجد أي بارقة أمل في نهايتها أو إمكانية وقف إطلاق النار.
وخلفت حرب القتل المستمرة على مدار العام دماراً واسعاً وكارثة إنسانية في القطاع المتضرر، حيث وصل عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 41 ألف شخص، بينهم عائلات تم القضاء على أفرادها بالكامل وأخرى اختفت تحت الأنقاض غير معروفة. ومن ناحية أخرى، تعاني دولة الاحتلال من أعباء اقتصادية وأمنية كثيرة مع تراجع احتياطيات النقد الأجنبي.
قال خبير العلاقات الدولية بالقاهرة د. وقال محمد محمود مهران: “على الرغم من التفوق النوعي والعسكري لجيش الاحتلال، فإن إسرائيل تعاني من أزمات سياسية واقتصادية عديدة وارتفاع تكاليف الحرب اليومية، مؤكدا أن حكومة نتنياهو عانت من الإصرار على مواصلة الحرب من أجل ذلك”. وأطول فترة ممكنة، فإن خصائص هذه الحرب لن تنتهي إلا بإسقاط رئيس وزراء الاحتلال، أو حتى ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
وقال مهران لـ«بوابة البلد» إن تصاعد حدة القتال وتنوع جبهات القتال ينذر بتصعيد خطير غير مسبوق في المنطقة وبالتالي لا بد من احتواء أزمة غزة لإطفاء كافة الحرائق في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي لقد كانت عاجزة على مدى الاثني عشر شهرا الماضية فيما يتعلق بحماية المدنيين وعدم قدرتها على التدخل بشكل صارم من خلال قوانينها لوقف هذه الحرب والحفاظ على السلام والأمن الدوليين وحماية المدنيين في أوقات النزاع.
وقال خبير العلاقات الدولية إن الحرب سلطت الضوء على حجم الصراع والانقسامات داخل دولة الاحتلال، وأظهرت أيضا أن اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو يسعى بكل قوته لتدمير حل الدولتين.
أما بالنسبة لمستقبل حماس، فيرى أن هذا الأمر لا يزال دون حل، ولن يسمح لها بعد ذلك بالسيطرة على غزة بعد انتهاء الحرب.
ويرى المراقبون أن الحرب وجهت ضربة قوية لحماس لكنها لم تقضي عليها بعد.
وتحدثوا عن تدمير المؤسسات الحكومية التي تديرها الحركة. ولم تترك الحرب أي مكان آمن في قطاع غزة، حيث أصبحت أكثر من 200 مدرسة، معظمها تابعة للأونروا، ملاجئ لمئات الآلاف من النازحين ولم يعد هناك أي مراكز صحية.
وبعد عام دمرت الحرب الإسرائيلية الجامعات والمنشآت الصناعية والتجارية ومحطة الكهرباء الوحيدة ومضخات المياه والصرف الصحي ومراكز الشرطة والدفاع المدني والسجون.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن جيش الاحتلال دمر بشكل كلي أو جزئي نحو 450 ألف منزل ومنشأة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ودور العبادة، فضلا عن أكثر من 80% من البنية التحتية في قطاع غزة. وحولت الهجمات الإسرائيلية مناطق واسعة من قطاع غزة إلى أنقاض. وأثارت الحرب وتداعياتها الغضب والإحباط على نطاق واسع بين سكان غزة.