«لوفيغارو»: 4 سيناريوهات للاجتياح الإسرائيلي
وقالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إن الهجوم البري الإسرائيلي على جنوب لبنان يمثل نهاية لحملة الضربات الجوية المستمرة. تم فحص أربعة سيناريوهات محتملة لشكل الهجوم البري. يعتمد السيناريو الأول على قيام القوات الخاصة الإسرائيلية بشن غارات على الأراضي اللبنانية لتدمير أهداف ثمينة للغاية لا يمكن تدميرها بالغارات الجوية وحدها، مثل الأنفاق التي تؤوي قادة حزب الله أو قدرات عسكرية معينة. ويمكن استخدام هذه القوات الخاصة للدعم الأرضي وتنفيذ هجمات خلفية، لكن هذه العمليات “محفوفة بالمخاطر ويمكن أن تسبب خسائر بشرية”، لذلك يتم استخدامها فقط في اللحظات الانتهازية لأنها يمكن أن تغير الوضع بشكل كبير.
بينما يفترض السيناريو الثاني أن يحتل الجيش الإسرائيلي منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترات، كما كان الحال في عام 1985، قبل أن ينسحب منها في عام 2000. وهذا الخيار يسمح بوقف إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، لكنه يتطلب الاحتلال. أما السيناريو الثالث فيرتكز على تقدم الجيش الإسرائيلي باتجاه نهر الليطاني تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الذي يقضي بانسحاب الميليشيات اللبنانية، بما فيها حزب الله. ومن الجنوب نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومتراً شمال إسرائيل. وفي هذه الحالة، سيتقدم الجيش الإسرائيلي إلى نهر الليطاني بمركبات مدرعة من أجل إضعاف وتدمير البنية التحتية لحزب الله في هذه المنطقة. وهذا يعتبر تقليديا مفيدا لحزب الله، وقد نفذ بالفعل عمليتين من هذا النوع، كانتا في عامي 1978 و1982. وتبدو هذه الفرضية هي الأكثر ترجيحا، لأنها ستكون مشابهة لما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة، حيث فهي تغزو المنطقة وتدمر البنية التحتية ثم تنسحب، وبالتالي سترسل إسرائيل فرقتين على الأقل في أرتال مدرعة إلى الداخل وستواجه مقاتلي حزب الله الذين يقدر عددهم بنحو 40 ألف مقاتل. أما السيناريو الرابع والأخير، بحسب الصحيفة، فيعتمد الوصول إلى بيروت، كما حدث عام 1978، عندما دفعت إسرائيل تنظيم جيش التحرير الفلسطيني إلى نهر الليطاني ولاحقته إلى العاصمة اللبنانية عام 1982، فوصل إلى العاصمة اللبنانية. وبعد حصار دام شهرين، تم الإخلاء القسري. في هذا السيناريو، لن تكون الحملة الجوية الإسرائيلية فعالة بما يكفي لإضعاف حزب الله وسيتعين على الجيش تدميره على طول الطريق إلى بيروت، لكن هذه الفرضية تبدو غير مرجحة. وخلصت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يستمر القتال عدة أسابيع وبالتالي فإن تدمير لبنان يبدو مستبعدا. إن البلاد، التي مزقتها الانقسامات الاجتماعية، والتي ابتليت بالفساد وقوضتها سيطرة حزب الله، سوف تستمر في الوجود.