وزير التعليم العالي يؤكد: الشراكة مع المؤسسات الدولية والقطاع الخاص هي مفتاح نجاح مبادرة “كن مستعدًا”

حضر الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، انطلاق فعاليات المعسكر التدريبي لكوادر مراكز التوظيف بالجامعات المصرية، والمقرر إقامته في الفترة من 20 إلى 26 يوليو الجاري. ويمثل هذا المعسكر المرحلة الثانية من خطة تنفيذ النسخة الثانية من مبادرة “كن مستعدًا: مليون مبتكر ماهر”، التي أُطلقت في أبريل الماضي. وشارك في المعسكر عدد من الشركاء الدوليين، منهم منظمة العمل الدولية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والمعهد العالمي للابتكار، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء. وتُعد مبادرة “كن مستعدًا” إحدى آليات تنفيذ مبادرة “التحالف والتنمية” التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي. وحضر الفعالية، التي أُقيمت بأحد فنادق القاهرة، قيادات وزارة التعليم العالي وممثلو الجامعات المشاركة.
خلال المؤتمر، أكد الوزير أن النسخة الثانية من مبادرة “كن مستعدًا” تندرج ضمن برنامج دعم الطلاب من خلال منظومة شاملة تلبي احتياجاتهم من المهارات والكفاءات التي يتطلبها سوق العمل. وشكر القيادة السياسية على دعمها للمبادرة، مؤكدًا على تكاملها مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030. وأوضح أن المبادرة تُجسّد إيمان الدولة بدور الشباب كمحرك للتنمية، وتهدف إلى تأهيل مليون طالب وخريج من خلال منصة رقمية شاملة تُتيح مسارات متعددة للتأهيل المهني والابتكاري.
شكر الدكتور أيمن عاشور جميع داعمي مبادرة “كن مستعدًا” وجهود مراكز التوظيف بالجامعة، وحثّ الطلاب على الاستفادة القصوى من فرص التدريب المتاحة. وأكد أن الشهادات الجامعية وحدها لم تعد كافية، فسوق العمل يتطلب مهارات متقدمة تواكب التغيرات العالمية المتسارعة. كما أكد التزام الوزارة برصد الاحتياجات الدولية من المهارات لتعزيز قدرة مصر على تصدير الكفاءات المؤهلة والمعترف بها دوليًا.
أكد الوزير أن مبادرة “كن مستعدًا” تهدف إلى توفير فرص تدريب وتوظيف حقيقية للشباب من خلال التعاون مع شركاء التنمية من المؤسسات الدولية والقطاع الخاص. وشدد على أهمية ربط مهارات الطلاب وكفاءاتهم اللازمة لسوق العمل بالبرامج العالمية. وأشار إلى الدور المحوري لوكالات التوظيف ومراكز الابتكار وخدمات الإرشاد الطلابي والتوجيه المهني في توفير هذه المهارات. وتشير التقارير إلى وجود ما يقرب من مليار وظيفة لم تعد المهارات التقليدية كافية لها، مما يتطلب غرس مفهوم التعلم المستمر وتطوير المهارات لدى الطلاب.
تمنى الدكتور أيمن عاشور لجميع المشاركين في البرنامج التدريبي النجاح، وأكد على أهمية هذا المعسكر التدريبي الذي يهدف إلى تطوير مهارات العاملين في مراكز التوظيف الجامعي، باعتبارهم حلقة الوصل الأهم بين الطلاب وسوق العمل. وأكد أن تدريب العاملين في الإرشاد والتوظيف خطوة حاسمة في بناء منظومة دعم طلابي متكاملة تُمكّنهم من اكتساب المهارات اللازمة والاستعداد لمتطلبات سوق العمل.
في كلمة مسجلة، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، على أهمية تطوير مهارات وخبرات الشباب في ظل التغيرات العالمية المتسارعة. وأشاد بإطلاق النسخة الثانية من مبادرة “كن مستعدًا”، وأشاد بالشراكة المثمرة مع وزارة التعليم العالي. كما أشاد بالمبادرة لما تُظهره من وعي حكومي مصري بقدرات شبابها.
أكد المدير العام للإيسيسكو أن مصر كانت دائمًا منارةً للعلم ومهدًا للإبداع. وشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه السخي للمبادرة، وللدكتور أيمن عاشور على تفانيه في تنفيذها. ودعا الشباب إلى الاستعداد الجيد للمستقبل وتنمية مهاراتهم لدعم مسيرة التنمية بفعالية.
أكدت الدكتورة رشا شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم، أن اليوم يومٌ مميز نشهد فيه إطلاق مبادرة “كن مستعدًا” التي تدعمها وتشجعها القيادة السياسية. جميعنا هنا لنبدأ خطواتٍ تطبيقيةً جادة نحو تعليم جيلٍ من الطلاب يمتلكون مهاراتٍ تقنيةً وريادة أعمالٍ عالمية، ويتقنون اللغات الأجنبية، ويستطيعون خلق فرص عمل لأنفسهم وللآخرين. وأكدت أنها ترغب في ارتداء فستانٍ من تصميم الذكاء الاصطناعي الفرعوني يحمل اسمها بالهيروغليفية، كرسالةٍ رمزيةٍ بأن المستقبل قادمٌ لا محالة، وأن وقت الاستعداد الحقيقي قد حان. ثقتنا كاملةٌ بممثلي مراكز التطوير المهني في الجامعات، وبدعم صندوق تطوير التعليم، لضمان نجاح هذه المبادرة وتحقيق حلمنا المشترك.
قدّم الدكتور أيمن فريد، نائب الوزير للتخطيط الاستراتيجي والتدريب وتنمية المهارات لسوق العمل، عرضًا تفصيليًا للمرحلة الثانية من مبادرة “كن مستعدًا”. وأوضح أن المبادرة تُركّز على إعادة تطوير البعد الأكاديمي لمواءمته مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل، وذلك من خلال توفير تخصصات متخصصة من خلال البرامج الأكاديمية في الجامعات. وأكد على إنشاء منظومة متكاملة لدعم هذا البعد الأكاديمي، والمساهمة في تنمية المهارات المهنية، ومهارات الابتكار، وريادة الأعمال من خلال وحدات متخصصة في الجامعات، مما يُؤهل الطلاب بشكل أفضل لسوق العمل المتطور.
أشار الدكتور أيمن فريد إلى أن متطلبات المهارات في سوق العمل تشهد تغيرًا جذريًا على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يتغير 39% من المهارات الأساسية للعمال عالميًا، وفي مصر، تصل هذه النسبة إلى 48%. وهذا يعكس الحاجة الملحة لتدريب العمالة الماهرة لتلبية الاحتياجات المستقبلية. وأوضح أن التقديرات تشير إلى خلق 170 مليون وظيفة جديدة، والاحتفاظ بـ 1,090 مليون وظيفة في سوق العمل، بينما سيتم فقدان حوالي 92 مليون وظيفة. وهذا يؤكد أهمية الاستثمار في تطوير المهارات والتعلم المستمر.
خلال السنوات الخمس المقبلة، من المتوقع أيضًا توفير فرص عمل جديدة للمصريين في مختلف المجالات، لا سيما في التمريض والرعاية الصحية والمبيعات والسياحة والهندسة والإدارة. وتشير التقديرات إلى أن المهارات المتقدمة وإجادة اللغات عاملان أساسيان في تحسين فرص العمل والتطوير المهني في السوقين المحلية والدولية.
واستعرض الدكتور أيمن فريد آليات ربط الخريجين والبرامج الأكاديمية باحتياجات سوق العمل، ونوه بجهود وزارة التعليم العالي لبناء منظومة متكاملة تتضمن إنشاء 46 مركزاً للتطوير المهني في 34 جامعة (27 جامعة حكومية و4 جامعات خاصة دولية و3 جامعات تقنية) وتنفيذ منصات رقمية لإدارة الخدمات المهنية على المستويين المركزي والإقليمي، بالإضافة إلى إعداد برامج تدريبية وتأهيلية لموظفي المركز، وكذلك لمديري الجامعات والشركات، وتنفيذ برنامج تجريبي لتحسين المهارات المهنية وجولات دراسية دولية لاستكشاف أفضل الممارسات في مراكز التشغيل العالمية.
أكد الدكتور أيمن فريد على أهمية إنشاء منظومة عمل متكاملة لتفعيل البرامج على مسارين متوازيين: المسار المهني والمسار الأكاديمي. وأشار إلى أن بناء المهارات المهنية يتطلب إنشاء مراكز توظيف فعّالة في كل جامعة لتحسين التواصل مع سوق العمل من خلال الإرشاد المهني. ويهدف هذا النظام إلى تدريب كوادر مؤهلة قادرة على العمل كرواد أعمال أو مبتكرين داخليين. وقد تم إنشاء 39 مركزًا للتوظيف في 30 جامعة حكومية في جميع محافظات مصر، حيث استفاد من خدماتها أكثر من 467,444 طالبًا وطالبة، وتم توظيف 349 موظفًا. وشاركت أكثر من 2000 شركة في ملتقيات التوظيف. وتلقى موظفو المركز أعلى مستوى من التدريب لتقديم برامج التدريب وخدمات الإرشاد المهني. بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء مسح سنوي شامل لمعدلات توظيف الخريجين لقياس أثر هذه الخدمات.
شملت المرحلة الأولى من مبادرة “كن مستعدًا” 18 ألف طالب وخريج من 20 جامعة موزعة على سبع مناطق جغرافية. وتم تنفيذ أربعين برنامجًا تدريبيًا متخصصًا، وتم توظيف آلاف الخريجين خلال هذه المرحلة. وهذا يؤكد فعالية المبادرة في تدريب الشباب ودمجهم في سوق العمل.
أكد الدكتور شريف كشك، نائب الوزير للحوكمة الذكية، أن مصر تحتل المركز الأول عالميًا في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي للعام الحالي من حيث توافر الكوادر الموهوبة خلال السنوات الخمس المقبلة، رغم التراجع العالمي المتوقع والنمو غير المسبوق في قطاع تكنولوجيا المعلومات. ووفقًا لتقرير التحالف الوطني للمهارات، الذي يؤكد أن 92% من وظائف المستقبل تتطلب مهارات رقمية، أطلقت وزارة التعليم العالي مبادرة “كن مستعدًا – مليون مؤهل مبتكر” إيمانًا بدورها في إعداد خريجيها لسوق العمل، ولأول مرة،
تُستضاف المنصة الإلكترونية للمبادرة على خوادم الوزارة، وتُشغّل بالكامل من خلال مركز بياناتها. ومنذ إطلاقها، سجّلت المنصة أكثر من مليونين ونصف مليون تسجيل، مما يُؤكد كفاءة الوزارة في إدارة هذا الحجم من النشاط. وشكر فريق عمل الوزارة وجميع الشركاء على التزامهم ودعمهم.
استعرضت الدكتورة سامية السيد، رئيسة الوحدة التنفيذية لمبادرة “كن مستعدًا”، نتائج النسخة التجريبية لعام ٢٠٢٣ من المبادرة، وأشارت إلى أن التسجيل في النسخة الثانية لم يقتصر على الطلاب فحسب، بل توسع ليشمل خريجي الجامعات. وبلغ إجمالي المسجلين في الدفعة الأولى من المبادرة ٨٠,٧٧٢ طالبًا وخريجًا من جميع محافظات مصر، على مستوى أقاليمها السبع، منذ بدء التسجيل في ٧ يوليو وحتى انتهائه أمس. وشارك في التسجيل ٤٠ مركزًا للتوظيف الجامعي، وعدد من الشركاء الدوليين والإقليميين، ومقدمي خدمات تعليمية معترف بهم دوليًا. وشكرت جميع فرق العمل على جهودهم المتميزة.
وفي ختام الفعالية، قدمت الدكتورة سامية السيد البرنامج الذي سيتم تنفيذه خلال المعسكر التدريبي والذي يتضمن أربعة محاور رئيسية هي: مقدمة عن تاريخ ومستقبل المبادرة وبرامجها، ووضع الخطط التشغيلية لمراكز التشغيل والتعاون الإقليمي بينها، والتدريب على نظام الإدارة المركزية للمبادرة، واستعراض المحتوى الذي سيتم تدريسه في مراكز التشغيل الجامعية في أغسطس المقبل.
شارك في الفعالية الدكتورة سالي مبروك، مديرة مكتب المدير العام للإيسيسكو؛ والدكتور هاني التركي، مدير مشروع المعرفة العربي والمستشار الفني الأول ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ والدكتورة عبير الشاطر، نائب الوزير للشؤون الفنية؛ والدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة بحلوان؛ والدكتورة وئام محمود، مدير العلاقات المؤسسية بالصندوق ومنسق محفظة الابتكار وريادة الأعمال بين المؤسسات التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات المصرية؛ والأستاذ محمد غانم، رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب الوزير.