“شيخ الأزهر يحذر من مخاطر تسليع التعليم ويطالب بتشكيل لجان لاستشراف مستقبل التعليم في العالم العربي”

منذ 5 ساعات
“شيخ الأزهر يحذر من مخاطر تسليع التعليم ويطالب بتشكيل لجان لاستشراف مستقبل التعليم في العالم العربي”

الإمام الأكبر يدعو لتشكيل لجان من الخبراء رفيعي المستوى في مجالات التربية والتعليم والاجتماع وعلم النفس لاستشراف مستقبل التعليم.

دعا شيخ الأزهر إلى إجراء تحقيق شامل في ظاهرة تباهي الأسر بإتقان أبنائها للغات الأجنبية، رغم أنهم لا يتقنون حتى أبسط قواعد اللغة العربية.

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور علاء عشماوي، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، بمشيخة الأزهر الشريف، اليوم الاثنين. وحضر اللقاء الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتورة راجية طه، نائب رئيس الهيئة.

أكد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف على مسؤولية مزدوجة تقع على عاتق المؤسسات التعليمية في العالمين العربي والإسلامي، وهي: مواجهة حملات التغريب التي تشنها بعض المدارس الأجنبية والدولية، وما ينتج عنها من إضعاف للنظام التعليمي الوطني. وأكد على ضرورة تشكيل لجان من كبار الخبراء في التربية وعلم النفس والاجتماع لتخطيط مستقبل التعليم، حتى لا نرضى أن يحكم بلداننا خلال عقود قليلة مفكرون غربيون لا يحملون أي تعاليم أو قيم شرقية أو عربية. وحذّر من حملات استغلال التعليم وتحويله إلى مشاريع تجارية لتحقيق مكاسب غير مشروعة، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على خصوصية التعليم العربي وهويته العربية.

أشار سماحته إلى ظاهرة مقلقة تستدعي البحث المعمق، وهي ظاهرة تباهي الأهالي بإتقان أبنائهم للغات الأجنبية، مع أنهم لا يتقنون أبسط قواعد اللغة العربية، بل يعجزون أحيانًا عن القراءة والكتابة. وحذّر سماحته من أنه رغم ضرورة تعلم اللغات، إلا أن الحذر واليقظة مطلوبان تجاه الرسائل الثقافية والاجتماعية والسياسية التي يحملها التعليم الأجنبي، والتي إن لم تُطبّق بشكل صحيح ومدروس، فقد تؤدي إلى تآكل هوية الشباب والمراهقين وانفصالهم عن واقع وطنهم وهمومه.

أعرب رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد (NAQAAE) عن ارتياحه للقاء فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وأشاد بجهوده في الارتقاء بمنظومة التعليم الأزهري. وأكد أن منظومة التعليم الأزهري شهدت خلال السنوات الخمس الماضية زيادة غير مسبوقة في عدد المعاهد والجامعات المعتمدة من الهيئة. ولم يكن التقييم شكليًا، بل استند إلى عدة معايير، من أهمها التركيز على العملية التعليمية والتفكير النقدي، والحالة العامة للمرافق والمباني، والبحث عن حلول مبتكرة لمعالجة مشكلة الاكتظاظ في المعاهد دون المساس بفرص الحصول على المناهج الدراسية.


شارك