“المعاناة في ميلانو” تركوا المدرجات فافتقدوا المجد

التقطت الكاميرات بعض مشجعي إنتر وهم يغادرون ملعب جوزيبي مياتزا قبل نهاية المباراة الأوروبية الملحمية الأسبوع الماضي ضد برشلونة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء، وهم مقتنعون بأن كل شيء قد انتهى بهدف رافينيا المتأخر الذي وضع برشلونة في المقدمة 3-2.
لكن سلوك هؤلاء “التعساء” والمجد وتأثير المعجزة والاحتفال الخالد لفرانشيسكو أتشيربي الذي استمر بعد المباراة، امتد إلى الوقت الإضافي مع الهدف الرابع الذي سجله فراتيسي، ليفوز الإنتر ويتأهل إلى النهائي.
وفي الدقيقة 88، سجل البرازيلي رافينيا الهدف الثالث لبرشلونة، حيث ارتكب خطأ نادرا من نجم المباراتين، ليمرر الكرة إلى أنان سومر، لتفاجئ المدرجات.
سيطر اليأس على قلوب جماهير النيراتزوري عندما شاهدوا أحلامهم في الوصول إلى النهائي في أليانز أرينا تتلاشى. غادر العديد منهم المدرجات مبكرًا لتجنب الازدحام عند الخروج. لكن كرة القدم كانت تخطط لدرس صعب لأسطورة مانشستر يونايتد جورج بيست، الذي قرر مغادرة مدرجات كامب نو قبل أن يسجل شيرينغهام وسولشاير هدفين في نهائي 1999 ضد بايرن ميونيخ.
والتقطت كاميرات قناة “تي إن تي” البرازيلية لقطات لمشجعين يحاولون العودة إلى ملعب جوزيبي مياتزا بعد سماع الهتافات في المدرجات بعد هدف التعادل الدرامي الذي سجله فرانشيسكو أتشيربي في الدقيقة 93. لكن الأمن منعهم لأسباب تنظيمية. عادوا خائبين، غير قادرين على رؤية أو سماع أي شيء: ماذا حدث؟
ولم يتوقف عند هذا الحد. ودخل ديفيد فراتيسى كبديل ليكمل التسلسل الدرامي، مسجلاً هدفاً في الشوط الأول من الوقت الإضافي ليصبح النتيجة 4-3، ليصنع التاريخ بقدمه، ويمنح إنتر فوزاً أسطورياً وأداءً مذهلاً في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي سيظل في الذاكرة لفترة طويلة في ميلانو.
بعد المباراة، عبّر فراتيسي عن مشاعره قائلاً: “كنت سعيدًا بإنهاء المباراة. كنت متحمسًا جدًا لدرجة أنني شعرت بدوار وإغماء! أود أن أشكر الطاقم الطبي الذي أعدّني لهذه الليلة، رغم معاناتي من آلام في البطن”.
وأضاف: “إنه أمر لا يُصدق. لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير. ظننتُ أنني لن أتمكن أبدًا من تكرار المشاعر التي انتابني بعد مباراة بايرن ميونيخ، لكن الليلة كانت أقوى. هذه هي كرة القدم، هذا هو السحر”.
واختتم فراتيسي حديثه قائلاً: “عندما تعادلنا 3-3، قلت لماركوس: لا تقلق، سنستعيد الكرة”. كنا نعيش المباراة قبل التبديل… كنا نصرخ، كنا نضع أيدينا على رؤوسنا… كان الأمر وكأننا نلعب معهم على أرض الملعب”.