أحمد هيكل: حرب أوكرانيا أفرغت الجميع… وأمريكا لن تقدم الدعم دون مقابل بعد الآن

– العالم يتغير بعنف.. وارتفاع الفائدة الأمريكية يضرب الأسعار في مصر – الاقتصاد لم يعد آمنًا.. واللي مش هينازل هيتأذى – صفقات مثل رأس الحكمة ضرورة لا رفاهية.. ولا بديل عن البيع أو الاقتراض – الذهب ملاذ آمن.. والعقار لم يعد ضمانًا كافيًا قال الدكتور أحمد هيكل، رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، إن العالم يمر حاليًا بحالة شديدة الشبه بما يُعرف بـ”عصر الأواني المستطرقة” على الصعيد الاقتصادي، مشيرًا إلى أن أي تغير في سوق كبرى مثل الولايات المتحدة ينعكس سريعًا وبشكل مباشر على أسواق أخرى، منها السوق المصري.
وأضاف خلال استضافته ببرنامج “يحدث في مصر” مع الإعلامي شريف عامر، عبر قناة mbc مصر، مساء الأربعاء، أن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية له تأثير فوري على أسعار السلع في مصر، بسبب ترابط الأسواق في عصرنا الحالي. وأكد هيكل أن الأسواق الناشئة ليست الوحيدة المتأثرة بهذه الموجات، وإنما يمتد التأثير للعالم كله، مشيرًا إلى أن أي أزمة اقتصادية في الولايات المتحدة قد تُنتج تداعيات غير متوقعة، لا تقتصر على الاقتصاد فقط، بل تمتد أيضًا للمجالين السياسي والعسكري.
ومن هذا المنطلق، يرى أن الحرب الروسية الأوكرانية تمثل إحدى صور هذا الصراع الممتد، وأن الدعم المالي الغزير الذي حصلت عليه أوكرانيا من الغرب، خاصة من الولايات المتحدة، لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل. وكشف أن الولايات المتحدة وحدها دفعت نحو 220 مليار دولار من أصل 350 مليارا هي كلفة الحرب حتى الآن، بينما دفعت أوروبا حوالي 120 مليارا، ولكن على هيئة قروض أعلنت عنها منذ البداية؛ ما يعني أن أوكرانيا ستكون مطالبة بسدادها لاحقًا، على عكس الأموال الأمريكية التي لم يُعلن عن كونها قروضًا. وأوضح أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حين تولى الحكم، رفض الاستمرار في تقديم الدعم المجاني، وطالب بالحصول على موارد نادرة مقابل ما تقدمه بلاده، وهو توجّه سيتعزز أكثر في المرحلة المقبلة، في ظل الضغوط الاقتصادية، حيث “لن يُمنح شيء دون مقابل”. وتابع هيكل حديثه عن السياق العالمي، موضحًا أن كل دول العالم تمر بنفس التحديات، وقال إن آخر 25 عامًا شهدت اعتمادًا واسعًا على الأموال المقترضة، وقد حان الآن وقت الحساب، مؤكدًا أن فكرة “تبديل الحليف” لم تعد عملية أو مفيدة، سواء كان البديل الولايات المتحدة أو أوروبا أو الصين أو اليابان أو روسيا، لأن الجميع يعاني. وأشار إلى أن روسيا تتعرض حاليًا لاستنزاف غير مسبوق من خلال الحرب، وأن العالم كله في طور التشكل من جديد، وسط حالة احتقان وقلق عام. وأضاف أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين ليست في طريقها إلى الانفراج، بل مرشحة للمزيد من التصعيد، مؤكدًا أن هذا الصراع الاقتصادي سيكون طويلًا، وقد يمتد لما يصل إلى 25 سنة قبل أن تتضح ملامحه أو نتائج المفاوضات بشأنه. وفيما يخص الوضع المحلي، قال د. أحمد هيكل إن مصر بحاجة للمزيد من الصفقات الكبرى من نوعية صفقة “رأس الحكمة”، مشددًا على أن هذه الصفقات ليست ضارة كما يُشاع، بل هي ضرورة اقتصادية في ظل الضغوط الشديدة التي تواجهها الدولة، خصوصًا في قطاع الطاقة. وأوضح أن الطاقة تمثل عبئًا ضخمًا على الموازنة العامة والميزان التجاري، وأن الدولة بحاجة للدولارات من أجل الاستيراد، ومع تراجع الصادرات، فلا بديل إلا باللجوء للصفقات أو الاقتراض أو بيع الأصول. وفي هذا السياق، تحدث هيكل عن أهمية إدارة المدخرات في هذه المرحلة، ونصح المواطنين بامتلاك محفظة متنوعة من الأصول، مؤكدًا أن الذهب يظل أحد أهم الأدوات الآمنة، وكشف عن أن الذهب جزء أساسي من محفظته الشخصية. وأشار إلى أن الاستثمار في العقارات يواجه مشكلة كبيرة تتمثل في ضعف السيولة، ومن المرجح أن تزداد هذه الصعوبة في المستقبل القريب. واختتم بقوله إن المستقبل الاقتصادي لا يمكن التنبؤ به بدقة، وإن الحفاظ على المدخرات وتنميتها قدر الإمكان هو ما يجب أن يسعى إليه كل فرد، مع تجنّب المجازفات الكبيرة، في وقتٍ يتغير فيه شكل العالم بوتيرة عنيفة، ويعاد فيه ترتيب المراكز الاقتصادية والسياسية من جديد.