السعودية تؤكد ضرورة الحفاظ على لبنان وتدعو جميع الأطراف لضبط النفس

منذ 2 شهور
السعودية تؤكد ضرورة الحفاظ على لبنان وتدعو جميع الأطراف لضبط النفس

وجدد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله تأكيد المملكة على ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. الدبلوماسية المستدامة ودعا كافة الأطراف إلى التحلي بالحكمة وأقصى درجات ضبط النفس لإنقاذ المنطقة وشعوبها من مخاطر ومآسي الحرب.

وقال وزير الخارجية خلال كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية: “تؤكد المملكة ضرورة اتخاذ خطوات عملية وذات مصداقية نحو الحل العادل والشامل لقضية اليمن”. القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربي الذي يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، كما تجدد عاصمتها رفضها وإدانتها لكافة الجرائم الإسرائيلية الشنيعة ضد الشعب الفلسطيني الشعب الفلسطيني الشقيق، وما الجرائم الأخيرة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة إلا فصل من فصول معاناة هذا الشعب الشقيق، التي استمرت لعقود من الزمن وأودت ممارسات إسرائيل الوحشية بحياة عشرات الآلاف منها من قصف ممنهج وقتل ودمار وتجويع في كارثة إنسانية كبرى للمدنيين الفلسطينيين أغلبهم من النساء والأطفال، ونظراً لرفضنا القاطع لهذا الواقع المرير وضرورة التحرك لوضع حد له، عقدت المملكة يوم 11 سبتمبر. نوفمبر 2023، وبحضور هذا البلد، انعقدت القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، واتخذت القمة قرارات تمثل إرادة الشعوب العربية وكافة الدول الإسلامية، ودعا إلى تجنب إراقة الدماء وتقديم المساعدة دون قيود وتلبية المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في استعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة.

خطوة جادة نحو الاعتراف بدولة فلسطين

وأضاف وزير الخارجية: “ترأست المملكة اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية المشتركة الاستثنائية للقيام بزيارات لعدد من الدول، لدعوة المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤوليته في وقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين”. ومن هذا المنطلق، ترحب المملكة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 10 مايو 2024 قراراً يقضي بتأهل دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. كما رحب بالقرار الإيجابي الذي اتخذته كل من مملكة النرويج ومملكة إسبانيا وجمهوريات أيرلندا وسلوفينيا وأرمينيا باعترافها بدولة فلسطين الشقيقة، ودعت المملكة الدول المتبقية إلى المضي قدمًا في الاعتراف الثنائي وكان يدرك وعينا المشترك بمسئوليته في العمل الجاد نحو تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وعليه، أعلنت المملكة وشركاؤها أعضاء لجنة الوزراء العرب: أطلقت الثورة الإسلامية المشتركة ومملكة النرويج والاتحاد الأوروبي التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، وندعو إلى الجميع للانضمام إلى هذا التحالف.

5 مليارات دولار مساعدات للفلسطينيين

وأوضح وزير الخارجية: أن المملكة قدمت مساعدات للشعب الفلسطيني الشقيق بأكثر من 5 مليارات دولار، ومنذ بداية الأزمة الحالية في قطاع غزة، قدمت المملكة مساعدات إنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والإغاثة والمساعدات الإنسانية. مساعدات إنسانية تبلغ حوالي 185 مليون دولار، كما تم توقيع اتفاقيات لتنفيذ مشاريع إنسانية بقيمة تزيد عن 106 ملايين دولار، ستواصل المملكة دعمها للأونروا لتمكينها من تقديم خدماتها المساعدة ولإخواننا اللاجئين الفلسطينيين في توفير الغذاء والدواء والمساعدة. المساعدات الإنسانية، حيث تجاوز إجمالي دعم المملكة للأونروا المليار دولار. ترحب المملكة بفتوى محكمة العدل الدولية بشأن سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتأكيدها عدم شرعية الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 57 عاماً. وتؤكد المملكة ضرورة اتخاذ خطوات عملية وذات مصداقية لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

إن الانتهاكات الإسرائيلية تشجع على التصعيد

وقال الأمير فيصل بن فرحان: إن غياب المساءلة والعقاب رغم الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي والإنساني يشجع على التصعيد. إن هذا التصعيد لن يجلب الأمن والاستقرار لأي طرف، وسيترتب عليه عواقب وخيمة”. وشددت المملكة على ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبذل الجهود لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وبالتالي تمهيد الطريق لعودة لبنان إلى طبيعته. الطريق إلى حل دبلوماسي مستدام. كما ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة الحكمة وأقصى درجات ضبط النفس من أجل إنقاذ المنطقة وشعوبها من مخاطر ومآسي الحرب.

وأشار وزير الخارجية إلى أن المملكة سعت منذ مشاركتها في تأسيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى بذل كل الجهود لترجمة ميثاق الأمم المتحدة إلى واقع ملموس من خلال إرساء والحفاظ على احترام القانون الدولي والسلام والأمن ودعم القنوات. العمل الدولي المتعدد الأطراف في كافة المجالات.

وفي هذا السياق، لعبت المملكة دوراً فاعلاً في صياغة ميثاق المستقبل، الذي اعتمده قادة العالم هذا الأسبوع. وتعتبر المملكة “الميثاق” و”قمة المستقبل” فرصة لتأكيد المبادئ المشتركة وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن والسلام ودعم التنمية المستدامة للأجيال القادمة. وتلتزم المملكة بتفعيل دور المؤسسات المالية الدولية لضمان استمرار التعافي الاقتصادي وتقليل المخاطر.

إعادة العلاقات مع إيران وسوريا

وأشار وزير الخارجية: «يشهد عالمنا اليوم العديد من الأزمات، التي تتفاقم بسبب مجرد إدارة هذه الأزمات دون إيجاد حلول عملية لمعالجتها. ويرجع ذلك إلى تراخي الجهود الدولية الفعالة والانتقائية في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مما أدى إلى اتساع دائرة العنف والصراع “العمل معًا وبشكل جدي للعمل على المدى الطويل”. الحلول السلمية لضمان حماية المدنيين وإنهاء القتال والحروب وضمان الأمن والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي. ونظراً للتوترات القائمة بين الدول، فإن التباعد ضروري للوقاية من الاستقطاب السياسي في المجتمع الدولي والسعي لتحسين الحوار والتفاهم والتقارب بين الدول بطريقة تعزز الأمن والسلام العالميين.

وقال وزير الخارجية: “إن المملكة اتخذت خطوات واضحة لتعزيز الهدوء والتنمية على المستوى الإقليمي، حيث تم الاتفاق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على أساس احترام السيادة”. الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام مواثيق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الدولي، مما له أثر إيجابي في ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز التنمية والازدهار الإقليمي. ونتطلع إلى العمل مع المجتمع الدولي المجتمع في إشارة إلى البرنامج النووي والصواريخ الباليستية. كما استأنفت المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية. تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين بشأن القضايا المشتركة، انطلاقاً من إيمان المملكة بأن حل الأزمة السورية سيسهم في تنمية واستقرار المنطقة، مع إدراك أهمية الحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها وأراضيها. لإبراز سلامة سوريا بما يعود بالخير على الشعب الشقيق.

تخفيف المعاناة في اليمن وتماسك السودان

وأوضح الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة مهتمة بعودة السلام إلى اليمن الشقيق وتدعم كافة الجهود لحل الأزمة وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، وتحث على الحلول السياسية لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد اليمنية. والمنطقة، وتجدد مبادرتها لإنهاء الحرب في اليمن وإيجاد حل سياسي شامل.

ونظرا لما تشهده منطقة البحر الأحمر من توترات تؤثر على أمن الممرات الملاحية الدولية والتجارة العالمية، فإن المملكة تجدد دعوتها إلى توخي الحذر وتجنب التصعيد وتعزيز الجهود المشتركة للحفاظ على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر.

وفيما يتعلق بالشأن السوداني، أوضح الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة متمسكة بموقفها الثابت بشأن الحفاظ على أمن السودان وسلامته واستقراره، وتماسك الدولة ومؤسساتها، ومنع انهيارها، ودعم البلاد في مواجهة التطورات. وتأكيد الأثر استضافت الأزمة الحالية محادثات السلام السودانية في محافظة جدة. وللتأكيد على ضرورة التهدئة ووقف العمليات العسكرية وإيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية، يجري العمل على استئناف محادثات جدة-3 لهذا الغرض.

وتجدد المملكة حرصها على أمن واستقرار وسلامة أراضي أفغانستان، وأن أفغانستان لا يمكن أن تعيش بمعزل عن محيطها الإقليمي والدولي، خاصة في ظل الخطر الذي يمثله تواجد الجماعات الإرهابية في أفغانستان، ونؤكد على أهمية ذلك والحد من تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية والاقتصادية.

وفيما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية، أشار إلى أن المملكة جددت دعوتها لإنهاء الأزمة والحد من تأثيرها السلبي وأثرها على الأمن والاستقرار العالمي. وبذل ولي العهد رئيس الوزراء جهودا كبيرة للإفراج عن عدد من السجناء واستضافت المملكة العام الماضي اجتماعا لمستشاري الأمن الوطني وممثلي أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية، والمملكة تؤكد على ضرورة بذل كل ما هو ممكن. اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الأزمة وحل النزاعات سلميا.

تمكين المرأة والشباب وتحقيق النهضة

وأضاف وزير الخارجية: تسعى المملكة انطلاقاً من رؤيتها 2030 إلى تحقيق تطلعات الأجيال القادمة وتمكين المرأة والشباب وتنمية الإبداع والابتكار وترسيخ قيم التسامح ومد جسور التواصل مع العالم أجمع. تسعى إلى تحقيق نهضة شاملة ومستدامة من خلال منهجها التنموي الذي يضع الإنسان في المركز بما يحمي حقوقه ويعزز كرامته ويستجيب لرغباته. وفي قطاع الطاقة، تسعى المملكة إلى تحقيق التوازن بين ثلاث ركائز: أمن الطاقة، وتوفير الطاقة بأسعار معقولة للجميع، والحد من تأثير تغير المناخ. تهتم المملكة باستقرار وموثوقية واستدامة أسواق النفط العالمية.

50 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ

وقال الأمير فيصل بن فرحان: المملكة ملتزمة بالمساهمة في الحد من آثار التغير المناخي من خلال اعتماد نهج شامل لتحويل الطاقة على أساس منطقي ومنظم وعادل. وتعمل المملكة على بناء مجمع لالتقاط ونقل وتخزين الكربون في مدينة الجبيل الصناعية بقدرة على احتجاز وتخزين ما يصل إلى 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2027م وبطاقة قصوى تصل إلى 44 مليون طن سنوياً. عام 2035م، كما تدعم المملكة أهداف التنمية المستدامة والتعاون الدولي لمواجهة تحديات التغير المناخي. وفي القمة السعودية الإفريقية في الرياض، أعلنت المملكة عن تخصيص حوالي 50 مليار دولار. ولدعم هذه الجهود، تم إطلاق العديد من المبادرات الرائدة القائمة على نهج الاقتصاد الدائري للكربون، بما في ذلك المبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

عالم خال من الطاقة النووية والإرهاب

وقال وزير الخارجية إن المملكة مهتمة بالعمل من أجل عالم خال من الأسلحة النووية وشرق أوسط مستقر. ومن هذا المنطلق، تؤكد المملكة على ضرورة التزام كافة الدول بالحفاظ على نظام منع الانتشار وضمان حق الدول في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. كما تدعم المملكة جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية ونؤكد على أهمية تعزيز العمل المشترك والتنسيق المستمر بين الشركاء الدوليين للتصدي للخطر الذي تشكله هذه الجماعات على بلداننا وشعوبنا، ونؤكد على ضرورة بذل جهود أكبر للحد من تأثيره. من الحملات الدعائية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية.

“إكسبو” يستشرف مستقبل الكوكب

وأشار وزير الخارجية إلى أن المملكة حازت على ثقة المجتمع الدولي من خلال اختيارها لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030. ولتحقيق فكرة المعرض المتمثلة في استشراف مستقبل الكوكب والتطورات التكنولوجية المفيدة، مع التركيز على أهداف التنمية المستدامة، يمثل المعرض فرصة لتعزيز العمل في المشاريع ذات التأثير العالمي والتعاون لإيجاد حلول عالمية من خلال الابتكار. الاستدامة والشمولية.

حضرت كلمة المملكة سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز وكيلة وزارة الخارجية لعدة شؤون دولية والمشرف العام على الشؤون الدولية. مسجد وكالة وزارة الشؤون العامة الدبلوماسية د. عبدالرحمن الريسي، ومندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير د. عبدالعزيز والسفير هيثم المالكي ومدير عام مكتب وزير الخارجية عبدالرحمن الداود.


شارك