ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋُﻤﺎن وﻣﺼﺮ ﺗﺒﺤﺜﺎن ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وﻗﻀﺎﻳﺎ المﻨﻄﻘﺔ

منذ 2 شهور
ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋُﻤﺎن وﻣﺼﺮ ﺗﺒﺤﺜﺎن ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وﻗﻀﺎﻳﺎ المﻨﻄﻘﺔ

وزير الإعلام العماني يستقبل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر

وساهم الخطاب الإعلامي العماني في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز التلاحم المجتمعي

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات بين سلطنة عمان ومصر في مختلف المجالات، استقبل د. عبدالله الحراصي وزير الإعلام العماني رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام البروفيسور كرم جبر أقوم حاليا بزيارة إلى سلطنة عمان.

وجرى خلال اللقاء مناقشة عدد من المواضيع الإعلامية من بينها تبادل الخبرات في مجالات المحتوى الإلكتروني والتطورات التقنية التي تدعم الإعلام الحديث، فضلا عن أهمية التعليم ودور الإعلام العربي في ترسيخ الهوية الثقافية وتعليم الأجيال. أن تكون القيم الإعلامية الأصيلة وتحسين التفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة.

حضر اللقاء محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام، والسفير خالد محمد عبد الحليم راضي سفير جمهورية مصر العربية المعتمد لدى سلطنة عمان، وعدد من المسؤولين بوزارة الإعلام.

نائب رئيس الوزراء العماني يستقبل كرم جبر

كما استقبل فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني السيد كرم جبر. ونقل في بداية اللقاء تحيات القيادة السياسية في مصر وتمنياتهم الطيبة للقيادة الرشيدة في سلطنة عمان بالتوفيق الدائم ومواصلة التقدم والازدهار للشعب العماني.

وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن الحكومة تقدم كل الرعاية والدعم للإعلام العماني، إيمانا منها بأهمية دوره البناء في مسيرة التنمية الشاملة بسلطنة عمان. وأشاد بالإعلاميين العمانيين وجهودهم في التغطية الإعلامية المبنية على المصداقية في القيام بمسؤولياتهم في وعي المجتمع.

وتم خلال المقابلة تسليط الضوء على العلاقات الثنائية القائمة والمتنامية بين البلدين الشقيقين، على أساس الروابط الوثيقة التي تربطهما وفرص تحسين التعاون الإعلامي في العديد من المجالات، بما في ذلك تبادل الخبرات وزيارات الإعلاميين داخل الدولة. وفي إطار الاتفاقية، تم استعراض الاهتمامات المشتركة لقيادتي البلدين. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة عدد من القضايا الراهنة في المنطقة، فضلاً عن الجهود المبذولة لإنهاء الانتهاكات لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

من جانبه أشاد البروفيسور كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بسياسات سلطنة عمان الحكيمة والمتوازنة ودورها في دعم جهود التفاهم والحوار البناء بين الدول مما أكسبه الاحترام والتقدير. ووجه تحية للجميع وأكد على أهمية المباحثات التي أجراها مع المسؤولين في سلطنة عمان لما لها من أثر إيجابي على العلاقات بين البلدين.

جبر يزور وكالة الأنباء العمانية وصحيفة عمان ومجمع الاستديوهات

وفي إطار زيارته المهمة لسلطنة عمان، قام البروفيسور كرم جبر بزيارة مبنى صحيفة عمان ووكالة الأنباء العمانية ومركز الأخبار ومجمع الاستديوهات الرقمية.

واستمع جبر خلال الزيارة إلى شرح شامل عن المحتوى الإعلامي والإخباري الذي تقدمه وزارة الإعلام العمانية من خلال هذه المؤسسات، وتعرف على الأدوات والبرامج التقنية الحديثة التي تواكب احتياجات العمل الإعلامي.

وأشاد كرم جبر بالعلاقات الثنائية بين سلطنة عمان ومصر، مؤكدا أن البلدين يتمتعان بقدرات ثقافية وفكرية وفنية تتيح لهما التعاون وتبادل الخبرات معا في مختلف المجالات.

ونوه بالدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في تعميق العلاقات بين الدول والشعوب وتعزيز التفاهم المتبادل من خلال التركيز على القواسم المشتركة. كما أنها تعمل على زيادة الوعي بالهوية الوطنية وتنمية الشعور بالانتماء لدى الشباب. كما نوه بأهمية التكيف مع الثورة التكنولوجية وشدد على ضرورة أن يتوافق المحتوى الإعلامي مع القيم الأخلاقية والدينية لمجتمعاتنا.

وشدد جبر على أهمية تعظيم الجوانب الإيجابية في وسائل التواصل الاجتماعي والابتعاد عن المحتوى السلبي الذي يتناقض مع قيم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد مثل العنف والتطرف في الصحافة المطبوعة، بما في ذلك تراجع نسبة القراء والإعلانات، مؤكدا وأن هذه التحديات لا تقتصر على دول محددة. وذكر أن الصحافة المطبوعة ستبقى مهمة ودعا إلى ضرورة الحفاظ عليها باعتبارها جزءا من القوة الناعمة للمجتمعات.

 

الإعلام العماني والنضال من أجل نشر الوعي وترسيخ القيم

لقد استطاع الإعلام العماني طوال مسيرته حتى الآن أن يلعب دورا بالغ الأهمية في النضال من أجل بناء الوعي الاجتماعي وترسيخ القيم الوطنية المستمدة من القيم الإنسانية الأصيلة المتوافقة مع الفطرة السليمة.

عمل بمهنية كبيرة على ترسيخ الوحدة الوطنية العمانية ونقل الصورة الحقيقية لعمان داخليا وخارجيا، ومثل السياسة العمانية بمهنية وتوازن، مما ساهم في بناء مجتمع واعي ومتماسك وفي نفس الوقت سياسي ودبلوماسي وعزز العلاقات المتينة. مع مختلف دول العالم.

ولا يمكن إغفال دور الإعلام العماني في بناء الصورة الذهنية في الداخل والخارج عن توازن ومصداقية السياسة العمانية، وذلك انطلاقا من فهم تاريخ المنطقة ومساراتها المستقبلية.

وهذا بدوره ساهم في أن يكون كل العمانيين يمثلون سياسة بلادهم، لدرجة أن كل واحد منهم كان وزيرا للخارجية يتحمل المسؤولية الكاملة عن الخطاب السياسي لبلاده ودوره في بنائها الداخلي. وكان للإعلام العماني دور بارز في ترسيخ هذا الفهم وتعزيز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية على المستويين الفردي والجماعي.

 

ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز التلاحم المجتمعي

كما ساهم الخطاب الإعلامي العماني في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز التلاحم المجتمعي من خلال نشر مبادئ التسامح والتعاون والاحترام المتبادل وقبول الآخر. ولطالما كانت هذه القيم التي تشكل أساس الهوية العمانية جزءا لا يتجزأ من الرسالة الإعلامية، حيث ساهمت في بناء جيل واع ومتفاعل مع تحديات الحاضر.

وعلى الرغم من هذا الدور الذي يلعبه الإعلام العماني، فإن المجتمع في عمان، مثل كافة مجتمعات العالم، يمر بتغيرات كبيرة فرضتها عليه التغيرات السياسية والثقافية والاقتصادية العالمية. في كل مكان يعيش العالم أزمة وعي تضاعف المهام الموكلة إلى وسائل الإعلام في كل مكان، وذلك بسبب قدرتها على الوصول إلى الجميع ولكن أيضا من خلال تطور أدواتها وتكيفها مع كل المتغيرات التي يشهدها العالم حاليا.

وبدون وسائل الإعلام التي تخلق هذا الوعي، فإن المجتمعات في كل مكان تتجه نحو المزيد من الهشاشة والضعف والمزيد من الصراع.

لذلك ليس جديداً الحديث عن أهمية تعزيز الإعلام الرصين والمتوازن والملتزم ودعمه ليقوم بدوره الريادي في التوعية في لحظة تاريخية مهمة تمر بها الإنسانية، وعلى الجميع إعلامي تجسيد هذه المسؤولية وهذا الدور عندما يقومون بعملهم كل يوم. يقال إن الدور الأول والأساسي للإعلام هو خلق الوعي، فكان دوره هو الإعلام، مع أن قول الحقيقة جزء أساسي من معركة التوعية.


شارك