حرب الحساب المفتوح

منذ 2 شهور
حرب الحساب المفتوح

إسرائيل تحرق الفلسطينيين “في نومهم” وتخطط لغزو لبنان

 

شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة وجنوب لبنان تصعيدا خطيرا، ونفذ الاحتلال الإسرائيلي المزيد من المجازر بحق النازحين في اليوم الـ353 للحرب، ووسع هجماته البرية والجوية والبحرية على مناطق واسعة من قطاع غزة. وفي وقت كانت خيام النازحين تغرق بسبب موجة الطقس، هدد حزب الله بحرب مفتوحة مع إسرائيل .

استشهد وجرح العشرات في مداهمة منزل قرب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وفي قصف مروحي على مدرسة خالد بن الوليد لإيواء النازحين شرق مخيم النصيرات، في وقت اندلعت فيه اشتباكات عنيفة وشن مسلحون إسرائيليون غارات عنيفة على منطقة قيزان النجار ومحيط شارع شبير بخانيونس.

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وجود شهداء وجرحى ومفقودين جراء انهيار مبنى استهدفته قوات الاحتلال بقصف المباني المجاورة بالقرب من بركة الشيخ رضوان، بالإضافة إلى مجزرتين بحق النازحين في النصيرات و الشاطئ.

وأعلن المكتب الحكومي في غزة أن الاحتلال استشهد، بينهم خمسة أطفال ونساء، بعد قصف مدرستي خالد بن الوليد في النصيرات وكفر قاسم في مخيم الشاطئ، حيث استقدم الاحتلال 183 مركزا منذ بداية الحرب منها 163 مدرسة. ويعيش هناك آلاف النازحين. وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات لوقف حرب الإبادة الجماعية.

أطلقت آليات عسكرية إسرائيلية النار على خيم للنازحين غرب مدينة رفح، فيما انهار مبنى سكني يعود لعائلة “أبو العمرين” قرب بركة الشيخ رضوان.

وتزامنت مجازر غزة مع إعلان مركز طوارئ الصحة العامة اللبناني أن الهجمات الإسرائيلية في الجنوب أدت حتى الآن إلى مقتل 50 لبنانيا وإصابة ما لا يقل عن 300 آخرين. وقال المركز إن من بين الضحايا والجرحى أطفال ونساء ومسعفون .

ويشن الاحتلال الإسرائيلي أكبر موجة من الغارات الجوية على أهداف في لبنان من حيث الحجم، مستهدفاً في وقت واحد جنوب لبنان وسهل البقاع شرق البلاد والمنطقة الشمالية القريبة من سوريا كجزء من الصراع المستمر منذ عام تقريباً. .

وأعلن في بيان أنه نفذ 150 هجوما على لبنان. وتأتي هذه الهجمات وسط أعنف المواجهات عبر الحدود في الصراع المحتدم بين إسرائيل وحزب الله، وذلك تماشيا مع الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة المستمرة منذ نحو عام.

فرضت إسرائيل حزاماً نارياً عنيفاً على عدد من بلدات الجنوب والبقاع الشمالي ، وتشهد حركة المرور اختناقاً في شوارع مدينة صيدا اللبنانية بعد أن خفضت المدارس والمعاهد هناك دروسها وطلبت من الأهالي مرافقة الأطفال. ونظرا لتطور الأوضاع في الجنوب بعد موجة واسعة من الهجمات الإسرائيلية .

وحذرت تل أبيب المدنيين في لبنان من البقاء في المناطق التي يملكها حزب الله، وبررت هجماتها بالقول إن الحزب يخفي صواريخ كروز في منازل المدنيين. كما شملت الغارات النبطية الفوقا وسلاسل البقاع الشرقي والغربي ووادي فرعون وعيترون وتولين وجبال بطم والطير وبيت ليف وحنين وقانا وصديقين وأطراف القاسمية.

كما شنت الطائرات الحربية غارات جوية على أطراف عدة مدن في جنوب لبنان، بينها الطيبة وسلوقي ومركبا وحولا وعيتا ومارون الراس والعباسية وميس الجبل، فضلا عن مرتفعات الريحان وكفر رمان. وقالت سلطات الاحتلال إنها مستعدة لجميع السيناريوهات في الصراع المحتدم مع حزب الله، بما في ذلك الاجتياح البري في وقت تتزايد فيه حدة التصعيد مع الجماعة اللبنانية على جانبي الحدود.

وأعلن المتحدث باسم الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي : “نحن نستعد لكل السيناريوهات في لبنان، بما في ذلك الغزو البري”، لأن إسرائيل “لم تختر الحرب، بل حزب الله”.

وأضاف أدرعي أن حزب الله (المدرج على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة ودول أخرى) “يستخدم بيئته المدنية لاستهداف إسرائيل “، وأعلن أنه سيشن غارات واسعة النطاق على القرى اللبنانية.

وقال: ” أبلغنا المدنيون هناك أنهم يستخدمون منازلهم لإخفاء أسلحة حزب الله”، مضيفاً: “التحذيرات التي نوجهها إلى اللبنانيين تتعلق بالهجمات المقبلة على أماكن معينة في لبنان، ونريد التفريق بين المدنيين والإرهابيين هناك”.

وقال رئيس شركة الاتصالات اللبنانية إن لبنان استقبل أكثر من 80 ألف محاولة اتصال إسرائيلية مشتبه بها تطلب من الناس الإخلاء. وتلقى سكان جنوب لبنان اتصالات من رقم لبناني يأمرهم بـ “الابتعاد فوراً مسافة 1000 متر عن أي موقع لحزب الله “. بالإضافة إلى ذلك، تلقى اللبنانيون رسائل إسرائيلية على هواتفهم تحثهم على الابتعاد عن المناطق التي يتواجد فيها عناصر حزب الله.

وأعلن نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم أنهم لن يحددوا كيفية الرد على الهجمات الإسرائيلية ، معتبرا أن الصراع دخل مرحلة جديدة وصفها بـ “معركة الاستيطان”.

وجدد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي: “نواصل بذل كل الجهود وإجراء الاتصالات اللازمة لحماية لبنان من تصعيد كبير”. وصلت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جينين هنسن بلاسخارت إلى تل أبيب . وحمل معه ملفاً عن المخاطر التي تشكلها الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في الضاحية الجنوبية ومعظم المناطق، بمناسبة إعلان الحرب على البلاد، خاصة بعد مجزرة “بيجر” والإذاعة .

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يجري اتصالات لوقف التهديد الوشيك للبنان، وشدد في اتصال هاتفي مع نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني على ضرورة العمل على إنهاء مسلسل الجرائم الإسرائيلية في لبنان.


شارك