مخاوف من تفكك السودان .. ومطالبات بضغوط دولية
مع تصاعد الحرب في السودان، تضاعفت الأزمة الإنسانية وتزايدت المخاوف من انهيار البلاد، خاصة وأن الحرب مستمرة منذ عام ونصف وأودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين وشردت 10 ملايين شخص. .
ووفقا لتقرير صادر عن المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، فشلت جهود الوساطة الدولية حتى الآن في إنهاء الصراع، وجرت آخر محاولة وساطة في منتصف أغسطس لاستئناف عملية وقف إطلاق النار المتوقفة، والتي جمعت مسؤولين رفيعي المستوى. وفود من طرفي النزاع.
وكان الهدف من محادثات جنيف هو تحقيق وقف شامل للأعمال العدائية في جميع أنحاء السودان، وتمكين إيصال المساعدات إلى جميع أنحاء البلاد وإنشاء آلية قوية للمراقبة والتحقق.
وتم إحراز بعض التقدم المحدود فيما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى دارفور، ووافق الجيش السوداني على إعادة فتح معبر أدري الحدودي المؤقت من تشاد، والذي تم إغلاقه بشكل تعسفي في فبراير/شباط، بينما فتحت قوات الدعم السريع طريق الضبعة.
وتدخل الآن شاحنات الأمم المتحدة إلى دارفور، رغم أن حركة المرور خارج غرب دارفور تواجه صعوبات كبيرة بسبب الأمطار الغزيرة وانهيار الجسر الوحيد الذي يربط الحدود التشادية مع جنوب ووسط دارفور، لكن منذ ذلك الحين ومع انتهاء المحادثات تصاعد القتال. .
وأرجع التقرير السبب الرئيسي لفشل محادثات وقف إطلاق النار إلى أن كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ما زالا يسعىان لتحقيق نصر عسكري.
خلال محادثات جنيف، وافقت قوات الدعم السريع على مدونة سلوك لحماية المدنيين، أعقبها توجيه من قائدها الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لكن التزاماتها لا تزال تتعرض للتقويض الشديد.
ووسط هذه المواجهة، أشار التقرير إلى زيادة الضغط على الدول الداعمة للحرب من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي واللوجستي للأطراف المتحاربة.
ودعا مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الانتهاكات المتعلقة بالحظر الحالي، وهناك حاجة إلى فرض عقوبات على الأشخاص في الديمقراطيات الغربية الذين ينشرون خطاب الكراهية ويدعون إلى استمرار الحرب.
وشدد على ضرورة استمرار الولايات المتحدة وشركائها في العمل مع الجهات الإقليمية الفاعلة لمحاولة تعزيز نفوذهم على الأطراف المتحاربة وإقناعهم بأن الجميع سيخسر إذا استمرت الحرب.
وحذر التقرير من أن السودان يواجه احتمالاً حقيقياً للانقسام الفعلي بين حكومتين متنافستين، وقد يؤدي الأمر إلى مزيد من التفكك. ودعا المدنيين الذين يدعمون الديمقراطية في السودان إلى الاتحاد على منصة مناهضة للحرب وجعل أصواتهم محورية في تشكيل جهود بناء السلام في المستقبل. والدعم الدولي مطلوب لتحقيق هذا الهدف.