أبو زيد: القرارات أحادية الجانب لن تحل أزمات المياه العابرة للحدود

منذ 2 شهور
أبو زيد: القرارات أحادية الجانب لن تحل أزمات المياه العابرة للحدود

في كلمته الافتتاحية في جلسة المياه العابرة للحدود وعرضه في جلسة الحلول القائمة على الطبيعة، قال د. وشدد خالد أبو زيد، المدير الإقليمي للموارد المائية بمنظمة سيداري وعضو اللجنة المنظمة للمنتدى، على ضرورة أخذ المياه الخضراء في الاعتبار عند تقييم الموارد المائية المتاحة واستخدامها في الدول المشاطئة ذات أحواض الأنهار المشتركة والعابرة.

جاء ذلك خلال جلسة مهمة حول «إدارة مستجمعات المياه العابرة للحدود» وأخرى حول «حلول المياه القائمة على الطبيعة» في المنتدى العربي السادس للمياه في أبوظبي، الذي يختتم أعماله اليوم الأربعاء.

وناشد أبو زيد وكالات الأمم المتحدة العاملة في قطاع المياه اعتماد نسخة معدلة من مؤشر موارد المياه المتجددة ليشمل المياه الخضراء (ولا يقتصر على المياه الزرقاء)، حيث تساهم المياه الخضراء بكميات كبيرة في المحاصيل البعلية، إنتاج الغذاء والمراعي الشاسعة التي تعتمد عليها الثروة الحيوانية، فضلا عن مساحات واسعة من الغابات في العالم، مؤكدا أنه لا يمكن أن يعتمد غالبية إنتاج الحبوب، وخاصة القمح، وإنتاج اللحوم في العالم على المياه الخضراء. وهي محاصيل بعليّة، ولا تؤخذ بعين الاعتبار في مؤشر موارد المياه المتجددة الذي يتم تداوله بين العديد من المنظمات وتستخدمه جهات أخرى دون التفكير في كيفية حسابه.

من جهة أخرى، أوصى المدير الإقليمي للموارد المائية بمنظمة سيداري، بأهمية تطوير وتحسين الزراعة بمياه الأمطار أينما هطلت الأمطار، حيث يعتبر استخدام المياه الخضراء أحد تطبيقات “الحلول القائمة على الطبيعة” والتي تتطلب قدرا أقل من المياه. الاستثمار المالي، واستهلاك أقل للطاقة، ومياه زرقاء أقل، واستخدامها يتجنب التأثيرات السلبية العابرة للحدود على الأنهار.

وأشار إلى أن مبدأ الاستخدام العادل والمعقول للمياه في مستجمعات المياه المشتركة والعابرة للحدود يتطلب النظر في جميع الموارد المائية المتجددة في مستجمعات المياه المشتركة، بما في ذلك المياه الزرقاء من مياه الأنهار والمياه الجوفية، وكذلك المياه الخضراء من الأمطار، والتي تساهم بشكل مباشر في المحاصيل البعلية والمراعي والغابات.

واستعرض أبو زيد الخرائط التي أظهرت التحليل باستخدام الاستشعار عن بعد والصور الفضائية للأمطار التي تهطل في كل دولة من دول حوض النيل، فضلا عن استخدام المياه الخضراء والزرقاء للغطاء النباتي، مثل المحاصيل البعلية والمراعي والغابات. والمحاصيل المروية في كل بلد في منطقة مستجمع المياه.

وشدد على أهمية تحديد مدى اعتماد السكان على مياه الحوض المائي المشترك، حيث أن هناك دول تعتمد على مياه النهر في حوض مائي مشترك وأخرى في نفس الحوض لديها أنهار أخرى ومصادر أخرى للمياه العذبة من الأمطار والأمطار لديها مياه جوفية متجددة. ودعا إلى البناء على التعاون السابق بين دول الحوض وفهم واحترام الاتفاقيات السابقة واعتماد نهج الإدارة المتكاملة للموارد المائية على مستوى مستجمعات المياه عبر الحوض وليس مجرد نهج تدفق النهر ومن الحوض المائي الذي يغذيه، و القطع حوله، والذي بدوره يجلب فوائد مشتركة خارج النهر نفسه.

ودعا خالد أبو زيد إلى التعاون بين دول الحوض للاستفادة من الموارد المائية غير المستغلة في الأحواض بدلا من التنافس على الموارد المائية المخصصة والتي تم استخدامها فعليا منذ سنوات طويلة، مما يعكس الحاجة والاعتماد الكلي عليها.

كما سلط الضوء على ميزة استخدام ما يسمى بمحطات الطاقة الكهرومائية الصغيرة والتوربينات الكهرومائية لتوليد الطاقة الكهرومائية بأقل تأثير على مصبات الأنهار، دون الاضطرار إلى بناء سدود كبيرة عند منابع الأنهار التي تؤثر على الأراضي الواقعة أسفل مصب الأنهار المشتركة.

وفي حالة بناء السدود على الأنهار المشتركة، أكد أهمية الالتزام بالقوانين والمعايير الدولية وبناء الثقة من خلال تجنب القرارات الأحادية والإخطار المسبق، وتبادل المعلومات والمشورة بشأن المشاريع الجديدة، وتقييم آثارها الهيدرولوجية والاقتصادية والاجتماعية على المياه. دول مصب الأنهار وأهمية التوصل إلى اتفاق ملزم بين الدول حول قواعد ملء وتشغيل هذه المنشآت قبل البدء في إنشاء هذه السدود أو مرافق المياه. وأشار أيضًا إلى النظر في ما وصفه بنهج الربط عبر الحدود بين المياه والغذاء والطاقة عند تقييم تأثير منشآت المياه على الأنهار المشتركة. إن بناء السدود لتوليد الطاقة في دول المنبع لا ينبغي أن يؤثر على إنتاج الطاقة والغذاء في دول المصب.

دكتور. وأشار خالد أبو زيد إلى دور دبلوماسية المياه وتدريب الكوادر الفنية المختلفة لسد فجوة المعلومات بين القضايا القانونية والفنية والسياسية المتعلقة بالمياه المشتركة والعابرة للحدود.


شارك