السعودية تقود حراكاً سياسياً عالمياً.. وجسوراً برية وجوية لغزة
بتفويض عربي وإسلامي، أعادت المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ترتيب الأولويات، وغيرت التوازن الدولي، وتنشيط القضية الفلسطينية. وأبدت الرياض نشاطا سياسيا ملحوظا في عواصم القرار دوليا وأقامت جسورا إنسانية برية وجوية لمساعدة قطاع غزة المتضرر.
ولعبت المملكة دورا بارزا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث قادت جهود وقف إطلاق النار نظرا لدورها وقيادتها، فضلا عن أهميتها في الوعي العربي والإسلامي. فهي تمثل العمق الإسلامي والشريك العربي الذي يجعل من مهمتها معالجة مشاكله. وتسعى المملكة دائمًا إلى حل القضايا العالقة، خاصة في ظل احتدام الحرب على حساب أهل غزة.
وسارعت المملكة إلى عقد والترحيب بالقمة العربية الإسلامية الاستثنائية، والتي كان عنوانها: “وقف العدوان على غزة ورفض الاعتداءات على المدنيين”، إضافة إلى مباحثات ودعوات القيادة السعودية، مع الدور الدبلوماسي الواضح في لعبها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في المحافل الدولية، مؤكداً أن المسار السلمي هو الحل لما يجري هناك.
وتمثل هذه الجهود، بدعم من دول المحور العربي والإسلامي، ضغطاً على المجتمع الدولي والدول المؤثرة، وخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لتفعيل دور المجلس وإيجاد حلول سلمية تتوافق مع موقفه. رفض الغزو العسكري الذي قتل فيه عشرات الآلاف من الأشخاص.
وتحركت المملكة نيابة عن الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في إطار جهودها لإنهاء الحرب والإسراع في بدء عملية سياسية جادة وفعالة لتحقيق السلام الدائم والشامل وفقا مع المرجعيات الدولية المعتمدة واتخاذ الإجراءات الرادعة لوقف الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الاستعماري، مع تأمين ممرات المساعدة العاجلة لمنع وقوع… كارثة إنسانية في قطاع غزة المحاصر، مع اتخاذ كافة الإجراءات وفقاً للقانون الدولي والإنساني، لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الانتهاكات والجرائم الصارخة التي يرتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى. مبروك .
وأعربت المملكة خلال انتقالها إلى عواصم القرار عن رفضها الشديد لأي محاولات لإخلاء سكان قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس، مؤكدة ضرورة إنهاء الحرب على غزة وأن السلام المنشود لن يتحقق. وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولم تتوقف المملكة في كافة المحافل الدولية عن إدانة العدوان الإسرائيلي وجرائم الحرب والمجازر الوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل، ورفضت تسمية الحرب على غزة دفاعاً عن النفس أو حتى تبريرها تحت أي ذريعة.
ولعبت المملكة دورا سياسيا ودبلوماسيا مهما على الساحة السياسية الدولية، ومن ناحية أخرى واصلت عملها الإنساني من خلال ذراعها الإنسانية. ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في دعم المتضررين في قطاع غزة بكل السبل والأساليب الممكنة لكسر إغلاق المعابر الحدودية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والذي تعذر من خلاله إدخال المساعدات الإنسانية إلى هناك المتضررين في قطاع غزة.
قامت المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع الأردن، بإسقاط مساعدات غذائية عالية الجودة جواً على قطاع غزة لمساعدة المتضررين في قطاع غزة. كما زودت المملكة الأردن عبر مركز الملك سلمان للإغاثة بمظلات وشبكات مخصصة لإسقاط المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وتبقى المملكة مهتمة بدعم العمل الإنساني في غزة من خلال تقديم المساعدات للأشقاء الذين يقدمون المساعدة هناك في بكل السبل والأساليب الممكنة والتغلب على مشكلة إغلاق المعابر البرية والبحرية عبر الإنزالات الجوية.
تفاعل المملكة منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة في قطاع غزة والحرب التي شنتها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في القطاع، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، أطلقت حملة حملة شعبية كبيرة لجمع التبرعات جلبت حوالي 200 مليون دولار في الأيام القليلة الأولى، وتم تشغيل جسر جوي يتكون من 54 طائرة A وجسر بحري آخر يتكون من ثماني سفن. ولا تزال الجسور تُبنى بالتوازي مع الجهود السياسية والدبلوماسية لإنهاء الحرب.