مجلس النواب: مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد يحقق نقلة نوعية في فلسفة الإجراءات

منذ 2 شهور
مجلس النواب: مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد يحقق نقلة نوعية في فلسفة الإجراءات

أصدر مجلس النواب بيانا حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، جاء فيه: “في إطار سعي مجلس النواب الحثيث لإصلاح النظام التشريعي في مصر والقيام بدوره الدستوري؛ أنهت اللجنة الدستورية والتشريعية بالمجلس، أمس الأربعاء 11 سبتمبر 2024، أعمالها في دراسة مشروع قانون الإجراءات الجزائية الذي أعدته اللجنة الفرعية التي انبثقت عنه وأقرته نهائياً، حسب تعليمات المجلس في ختامه. من الدورة السابقة.

ويعتبر مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد خطوة مهمة نحو تحديث النظام القانوني المصري، ويهدف إلى إحداث تغيير نوعي في فلسفة الإجراءات الجنائية، حيث يمنح النيابة العامة صلاحيات أوسع لمباشرة الدعوى الجنائية كما هو الحال الآن. كما يتضمن اختصاص التحقيق ومباشرة الدعوى الجزائية ومباشرتها بموجب أحكام المادة (189) من الدستور عددًا من الضمانات لتعزيز حقوق الإنسان، بما في ذلك تقصير مدة الحبس الاحتياطي والحد من صلاحيات مأموري الضبط القضائي في القبض. والبحث أيضًا عن وضع ضوابط لتعويض المتهمين عن الحبس الاحتياطي غير القانوني. ويتضمن المشروع أيضًا تنظيمًا متكاملًا لحماية الشهود والمخبرين والمتهمين والضحايا أثناء مراحل المحاكمة، فضلاً عن تنظيم التحول التدريجي إلى الإعلان الرقمي والتحقيقات وجلسات الاستماع عن بعد.

هذا المشروع هو نتيجة عامين من العمل المتواصل بين اللجنة الفرعية للجنة الشئون الدستورية والتشريعية واللجنة الأصلية، لتضافر جهود اللجنتين لضمان صياغة قانون يعكس روح الدستور المصري ويتسق مع احتياجات المجتمع مع مراعاة أدق التفاصيل القانونية والقانونية. وخرجت المسودة النهائية بعد مراجعات واسعة وتعديلات دقيقة لتؤكد أن التشريع هو نتاج عمل جماعي تشاركي هدفه الأساسي خلق نظام عدالة عادل يحمي حقوق الأفراد ويحافظ على استقرار المجتمع. استجابت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية للعديد من التعديلات المقدمة سواء من أعضاء اللجنة أو من ممثلي الحكومة أو من مجلس الوزراء أو النيابة العامة أو نقابة المحامين، وكذلك لبعض طلبات السادة الصحفيين ; ورأت اللجنة أن كل هذه التعديلات جاءت لتنظيم أحكام مشروع القانون الذي يعتبر أساس التنظيم القضائي في المجال الجنائي.

وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نشيد باللجنة الفرعية التي وضعت اللبنة الأولى لمشروع القانون، والتي تناولت أحكام الدستور المصري، والتزامات مصر الدولية في مجال حقوق الإنسان، ومبدأ الشرعية الإجرائية نخبة من الخبراء القانونيين المتخصصين من الوزارات المعنية مثل وزارة شؤون مجلس النواب ووزارة الداخلية، بالإضافة إلى ممثلين عن مجلس الأعيان، والمجلس الأعلى للقضاء، ومجلس الدولة، والنيابة العامة، والمجلس الأعلى للقضاء. المستشارين الوزاريين والمجلس القومي لحقوق الإنسان ونقابة المحامين. وهذا التشكيل المتنوع يعكس بوضوح أن ما دار في اجتماعات اللجنة كان تجسيدا للحوار المجتمعي الحقيقي.

من جهة أخرى، يؤكد مجلس النواب أن الحوار الوطني يعد أحد الركائز الأساسية لتعزيز التلاحم بين مختلف شرائح المجتمع، لما يتيحه من تبادل الأفكار والرؤى الهادفة إلى تحقيق المصالح الوطنية العليا. وقد أثبتت بعض التوصيات الصادرة عن هذا الحوار أنها أدوات قيمة يمكن لمجلس النواب الاستفادة منها في صياغة التشريعات التي تلبي تطلعات المجتمع وتستجيب للتحديات الحالية. ومما لا شك فيه أن هذه الخطوة الرائدة لم تكن لتكتمل بالمبادرة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. فرئيس الجمهورية الذي أطلق فكرة الحوار الوطني، سعى إلى إشراك كافة شرائح المجتمع في صياغة مستقبل البلاد، من منطلق قناعته بأهمية الحوار كوسيلة لبناء مجتمع سياسي متماسك ومتطور.

ولذلك فقد نظر مجلس النواب في توصيات لجنة حقوق الإنسان والحريات العامة التابعة للحوار الوطني بشأن الحبس الاحتياطي والعدالة الجنائية، وقد سبق إدراج عدد من هذه التوصيات في مشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد – الأكثرها أهمية. ومن أبرزها:

أولاً: تقصير مدة الحبس الاحتياطي وتحديد الحد الأقصى له؛ ونص مشروع القانون على ألا تزيد مدة الحبس الاحتياطي على أربعة أشهر (بدلاً من ستة) في الجنح، واثني عشر شهراً (بدلاً من ثمانية عشر) في الجرائم، وثمانية عشر شهراً (بدلاً من سنتين) في القضايا التي تنطوي على عقوبة السجن المؤبد أو الإعدام. . تحديد عقوبة حبس المتهمين أمام محكمة النقض لمدة لا تزيد على سنتين، حيث لم يتم تحديد ذلك في القانون الحالي.

ثانياً: السماح بالطعن في قرارات الحبس الاحتياطي بالوسائل الإلكترونية، حيث تضمن المشروع لغة متكاملة للطعن في جميع الأوامر بما في ذلك الأمر بالحبس الاحتياطي بالطرق التقليدية (المواد 164 وما بعدها) وبالوسائل الإلكترونية (المادة 525). و التالية). .

ثالثا – إلغاء القانون رقم (83) لسنة 2013 بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجزائية والذي أعطى لمحكمة التمييز ومحكمة الاستئناف إمكانية الأمر بحبس المتهم مؤقتا في حالة الوفاة أو الحياة فالسجن لمدة 45 يوما، قابلة للتمديد دون إلزام بفترة معينة، مثل تلك الواردة في المادة 124 من مشروع القانون، يحد، كما سبق ذكره، من صلاحيات محكمة التمييز في هذا الشأن، بحيث لا يتجاوز الحد الأقصى لا تتجاوز السنتين.

رابعاً: تقديم طلبات التعويض بالطرق القانونية المعتادة عن كل يوم من أيام الحبس الاحتياطي. وهذا ما تؤكده المادة (524) من مشروع القانون.

خامساً: يشترط أن يكون أمر منع السفر أو الدخول على قوائم الدخول ومصادرة الأموال صادراً من سلطة تحقيق قضائية بمناسبة قضية منظورة تقتضي طبيعتها هذا الإجراء، وأن يكون القرار معللاً ومقتصراً على أ فترة زمنية معقولة. ولا تتجاوز مدة الحبس الاحتياطي حيث ورد الاقتراح في المواد (147، 148، 149) من مشروع القانون ونص المشروع على تنظيم متكامل لأوامر المنع من السفر وإدراجها في قوائم الانتظار مع تحديد السلطة ويجوز إصدارها بقرار من النائب العام أو من يفوضه أو من قاضي التحقيق المختص، على أن يكون هذا الأمر مسببا ولمدة سنة قابلة للتجديد لمدة أو أكثر مماثلة لأي من الاحتياجات. وتم تنظيم التحقيقات أو السير المنظم للإجراءات القانونية وكذلك آليات تقديم الشكاوى ذات الصلة.

سادسا – في الحالات الاستثنائية التي تتطلب تجديد حبس المتهم داخل سجنه بإجراءات إلكترونية، تعطى الأولوية لحضور المحامي مع المتهم في نفس المكان الذي يتواجد فيه (أي في سجنه). وقد تم تضمين الاقتراح في القسم المتعلق بإجراءات التحقيق والمحاكمة عن بعد (المادة 525 وما بعدها)، والذي ينص صراحة على وجوب حضور المحامي مع المتهم، وأنه لا يجوز الفصل بينهما أثناء الإجراءات عن بعد.

يشار إلى أن بعض التوصيات لا تزال قيد الدراسة، إذ اتضح للمجلس أن دمجها في البيئة التشريعية سيتم في قوانين أخرى غير قانون الإجراءات الجزائية. ومن بين هذه التوصيات التوصية بتوسيع إشهار الجمعيات والمؤسسات الأهلية التي تهدف إلى دعم اندماج الأفراد وتذليل العقبات الإجرائية التي تؤثر على عودتهم إلى العمل أو الدراسة واستعادة حياتهم الطبيعية. كما تتضمن هذه التوصية توفير التدريب المناسب لهم بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب لتقديم الدعم النفسي والتأهيل اللازم لهم. ويرى المجلس أن بعض القوانين الخاصة هي المكان الأنسب لتنفيذ هذه التوصيات، بالإضافة إلى أن قانون العمل وقانون الخدمة المدنية لا يمنعان قانونياً المحبوس احتياطياً من العودة إلى عمله بعد إطلاق سراحه.

أخيراً؛ لقد سعى مجلس النواب دائما إلى أخذ كافة الآراء بعين الاعتبار، مدركا أن المسائل التشريعية يمكن أن تكون متعددة الجوانب، وكلها قد تتفق مع أحكام الدستور. وفي هذا السياق، يعمل مجلس النواب على مقارنة البدائل المتاحة وإيجاد الأفضل بينها. وحفاظاً على المصلحة العامة، يؤكد المجلس أنه يظل منفتحاً على مناقشة أي تغييرات قد يرى البعض ضرورة إدخالها على مشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد، ما دام يهدف إلى إنشاء نظام عدالة فعال وتعزيز الحقوق العامة المشتركة. ويبقى الهدف هو تحقيق العدالة وضمان حماية حقوق الجميع.

 


شارك