بليغ حمدى الموسيقار المبهر
ليس كل موسيقي يفعل كل شيء على سلم الشهرة الموسيقية، ووفقا لهذا النهج ظهر الموسيقار بليغ حمدي بعد أن ظهر موسيقار الجيل محمد عبد الوهاب والفنان الشعبي سيد درويش وأضافا شهرة جديدة لهذا السلم تحت طرق بليغ حمدي مواصلة المجد من الموسيقى، غاص في عمق الأغاني الشعبية، فقدمها بشكل أفضل مما كانت عليه وأجمل وأعمق في الفن، ومن أمثلة هذه الأغاني: “على قول وداد الحنة متى أراك، الكثير من المرح”. ثم استمر بليغ في تقديم وإعادة تقديم الأغاني الشعبية التي لم تكن مبنية على ثيم شعبي معروف، لكنه ابتكر الثيم الشعبي منذ تلحينه وظهوره، وانضمت الأغاني الجديدة إلى قائمة الأغاني الشعبية التراثية، وكأنهم جزء من هذه القصة التي لا نعرف عنها شيئًا. وقدم “عدوية” لمحمد رشدي، “مغارم صبابا”، “على الرملة”، “طير يا هوا”. “لو عاديت” والعديد من القوائم الأخرى التي غناها المطرب محمد رشدي… توجه الفنان عبد الحليم حافظ إلى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وقدما الأغاني الشعبية عبر “صوت”. وبدأت شركة “الفن” المملوكة لهم، في تلحين الأغاني الشعبية لعبد الحليم حافظ، وتضمنت منتجاتها أغاني “سواح، جنى الهوى، زي الهوى”، بحسب الوداد.
وبدأت الروح الشعبية تتخلل حتى الأغاني غير الشعبية بعد أن لحن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أغنية “أنت حياتي” لأم كلثوم، والتي ظهرت فيها بعض “الأزواج” والكليبات الشعبية التي أعادت تقديم كنز التراث الشعبي المصري واستمرت. إثراء لعالم الموسيقى والغناء، والجدير بالذكر أن نذكر هنا تصريح الملحن عبد المقصود علي عن الموسيقار بليغ حمدي حمدي في بداية مشواره الفني عندما كان بليغ عضوا في فرقة الفنان كان عبد المقصود. وقال عنه: “كبر بليغ مبكراً، وما زلت أذكر منه أكثر أغنية “غريب الدار”، الأغنية التي استمر بعد ذلك في غنائها وقدم هذه الشهادة له، وواصل بليغ رحلته مع التلحين، بدءاً بسيدة الغناء العربي أم كلثوم التي قدمها لها الفنان محمد فوزي «حب إيه»، ثم «نسيتك» بدأها الموسيقار زكريا أحمد.
ثم واصل بليغ التأليف، وتزايد اللحن مع تقدم العبارات الموسيقية والمقاطع اللحنية. كما ألف لها “سيرة الحب”، “ألف ليلة وليلة”، “لقد مرت القيامة”. كما لحن لهم “كل ليلة وكل يوم” و”كل الحب” أغاني صالون وقصص حب مع المطربة وردة التي لحن لها “كان ذلك مالي يا سود العيون لو سألوك يشتروني”. ” وكذلك الحال مع المطرب نجاح الذي لحن له “الطير المسافر، ليلة واحدة، في منتصف الطريق، أنا في انتظارك”.
كما لحن “للعزبي” و”بهية” و”تقال بالأمل” لسوزان عطية و”أنا في هذا البلد” لفرق طارق فؤاد وأنغام ووائل سامي، وكانوا أمثلة على أفضل أعمالهم الغنائية. .
وقدم “يا حبيبي يا مصر أحلى الكلام” وأغنيتي “ريا وسكينة” لشادية و”قمر 14” لعايدة الشاعر. لا يكاد يلحن حتى تبهره ألحانه، ولم نكن نتخيل ألحانه من عبد الحليم حافظ، مثل “وعد حاول تذكرني، جاء الهوى، خانه، كان أول من التقى لو”. لم يلتقيا في الألحان.
كان فصيحا وله عبارات لحنية يمكن أن تأسر الجمهور، وقدم أغاني درامية أثارت الحزن في قلوب الجمهور، مثل أغانيه ميادة الحناوي “الحب الذي كان” و”مش عويدك”. إلا أنه بسبب هجرته من مصر أصيب بالاكتئاب، وكما وصفته له المطربة وردة لاحقا، عاد قائلا: “رجع نصفه”، ولم يكن سعيدا كثيرا بعد تحسن حالته الصحية الأيام الماضية عندما حدثت انتكاسة بسبب خطأ دوائي من قبل الأطباء في لندن.
رحم الله بليغ حمدي الذي أمتعنا وأهلنا بأنغامه التي لا يزول جمالها.