بنود البيان المصري – الإسباني حول القضايا الدولية والإقليمية خلال زيارة الرئيس السيسي لـ إسبانيا

اتفق رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس وزراء مملكة إسبانيا، بمناسبة الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية إلى مدريد في 19 فبراير 2025، المشار إليهما فيما يلي باسم “الطرفان”، على ما يلي:
1 . العلاقات الأوروبية المتوسطية
2.1 وفي الوقت الذي يواجه فيه البحر الأبيض المتوسط تحديات غير مسبوقة، وقبيل الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة، يؤكد الطرفان عزمهما على مساعدة المنطقة على التطور لتصبح منطقة سلام واستقرار وازدهار مشترك. ولتحقيق هذه الغاية، يلتزمون بتعزيز الشراكة الإقليمية ومؤسساتها، وتحسين الحوار السياسي والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل التجارة والاستثمار والنقل والطاقة والهجرة والزراعة ومصائد الأسماك والعدالة والأمن، وتعزيز الحوار بين الثقافات.
2 عملية السلام في الشرق الأوسط
3.1 يعرب الطرفان عن قلقهما العميق إزاء الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط والمخاطر التي تشكلها على المنطقة بأكملها وخارجها. وفي هذا السياق، يرحبون بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن والأسرى. وتقدر إسبانيا دور مصر كوسيط وضامن لاتفاق وقف إطلاق النار.
نار
3.2 يؤكد الطرفان على أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون دائمًا للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية على نطاق واسع والإفراج عن الرهائن المتبقين. ويلتزم الطرفان بدعم السلطة الفلسطينية في ضمان الخدمات الأساسية في قطاع غزة واستعادة الأمن قبل إعادة الإعمار، باعتبارها الحكومة الموحدة المسؤولة عن مرحلة الاستقرار في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية. أشادت إسبانيا بجهود مصر لتسهيل عملية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
3.3 يؤكد الطرفان على حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، ويرفضان كل المحاولات الرامية إلى طرد الفلسطينيين إلى الدول المجاورة. وأكدوا على أهمية تضافر الجهود الدولية لتخفيف المعاناة في قطاع غزة. ويتم ذلك من خلال زيادة المساعدات الإنسانية والالتزام بإعادة بناء القطاع دون طرد الفلسطينيين من أراضيهم. ويجب أن نأخذ في الاعتبار تأثير الحرب في قطاع غزة، والتي تسببت في واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث. وفي هذا السياق، دعا الطرفان المانحين الدوليين إلى تقديم الدعم القوي لمؤتمر إعادة الإعمار المزمع عقده في مصر.
3.4 ويؤكد الطرفان التزامهما بدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، التي تلعب دوراً محورياً لا يمكن الاستغناء عنه باعتبارها ركيزة أساسية للعمل الإنساني في قطاع غزة وشريان حياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين والمنطقة. وتقدر مصر دعم إسبانيا الثابت للوكالة، وتشيد بدور الرئاسة الإسبانية للجنة الاستشارية للأونروا في دعم السمعة الدولية للوكالة وضمان دورها في مرحلة الاستقرار.
3.5 وتعترف إسبانيا بالدور المركزي الذي تلعبه مصر في المجال الإنساني، وتقدر مصر دعم إسبانيا لاستجابة النظام الصحي المصري للحرب في غزة، وهو ما انعكس في توريد الإمدادات الطبية إلى المستشفيات المصرية لتلبية احتياجات السكان المدنيين.
3.6 ويؤكد الطرفان مجددا إدانتهما لجميع أعمال العنف ضد السكان المدنيين، مع تأكيد التزامهما بتنفيذ حل الدولتين. ويطالبون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أساس حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن، كأساس للاستقرار الطويل الأمد في المنطقة. وأشادت مصر بقرار إسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين باعتباره مساهمة مهمة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
3.7 وتؤكد مصر وإسبانيا التزامهما بالحوار الأوروبي العربي الجاري، وخاصة في إطار التحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين وفي سياق الاستعدادات لمؤتمر الأمم المتحدة للسلام المقرر عقده في نيويورك في يونيو/حزيران من العام المقبل.
3 لبنان
4.1 يلتزم الطرفان التزاماً كاملاً بالمساهمة في تهدئة الوضع وتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية في لبنان. ويدعو المجلس جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة انتشار الجيش اللبناني، ويحث المجتمع الدولي على دعم جهود إعادة الإعمار. ويدعو الطرفان أيضاً إلى التنفيذ الكامل والانتقائي لقرار مجلس الأمن رقم 1701 والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة لاستعادة الأمن والاستقرار الدائمين في لبنان وضمان احترام سيادته وسلامة أراضيه وفقاً لحدوده المعترف بها دولياً.
4.2 وتقدر مصر التزام إسبانيا بالاستقرار في لبنان والمنطقة من خلال مشاركتها المستمرة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) منذ عام 2006. ويؤكد الطرفان على أهمية دعم المجتمع الدولي لإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان.
4.3 يرحب الطرفان بانتخاب الرئيس اللبناني جوزيف عون وتعيين معالي السيد نواف سلام رئيساً للوزراء. وهذه خطوات ضرورية لتمكين مؤسسات الدولة اللبنانية من القيام بدورها وتلبية تطلعات الشعب اللبناني.
5 سوريا
5.1 يؤكد الطرفان على أهمية ضمان أن تكون عملية الانتقال السياسي في سوريا سلمية وشاملة، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
5.2 تتعهد الأطراف بدعم الشعب السوري، وخاصة أولئك المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية، وتعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. ويؤكد البلدان على ضرورة تهيئة الظروف للعودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين السوريين وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
5.3 وتطالب مصر وإسبانيا جميع الأطراف باحترام وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها بشكل كامل، وتدين أي انتهاك للقانون الدولي، وتدعو جميع الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها، بما في ذلك تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
5.4 ويؤكد الطرفان على أهمية الحفاظ على المكاسب التي تحققت في الحرب ضد تنظيم داعش، الذي لا يزال يشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين. وشددوا على أن سوريا يجب ألا تكون ملاذا آمنا للإرهابيين والجماعات الإرهابية، وألا تشكل تهديدا للدول المجاورة أو المنطقة.
6 ليبيا
6.1 يرحب الطرفان بجهود اللجنة العسكرية المشتركة 55 لتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية. ويؤكد الطرفان على ضرورة تحقيق تقدم على الصعيد السياسي والأمني، بما في ذلك انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة.
6.2 يؤكد الطرفان على ضرورة إنشاء سلطة تنفيذية جديدة موحدة في ليبيا وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، في إطار الملكية والقيادة الليبية الوحيدة للعملية السياسية.
7- الأمن في أفريقيا والبحر الأحمر
7.1 تؤكد مصر وإسبانيا التزامهما بمواصلة التعاون القائم بشأن قضايا الأمن الغذائي والمائي، وتؤكدان على أهمية التعاون في مجال المياه عبر الحدود وفقاً للقانون الدولي.
7.2 يؤكد الطرفان على أهمية الاستقرار في أفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل والقرن الأفريقي، وهما منطقتان ذات أهمية استراتيجية لكلا البلدين.
7.3 يتفق الطرفان على أنه يجب ضمان سلامة الشحن الدولي في البحر الأحمر باعتباره ممرًا مهمًا للتجارة العالمية، وذلك أيضًا في ضوء تأثيره المباشر على قناة السويس وسلاسل التوريد الرئيسية.
السودان
8.1 تقدر إسبانيا جهود مصر لتعزيز الاستقرار في السودان، ويؤكد الطرفان على ضرورة احترام وحدة السودان وسلامة أراضيه والحفاظ على مؤسساته الوطنية. كما أكدوا على أهمية العمل من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة، تدعمها وتقودها القوى السياسية والمدنية السودانية، دون مدخلات خارجية، تؤدي إلى تحقيق التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني.
8.2 يحث الطرفان الدول والمنظمات المانحة على الوفاء بتعهداتها في مؤتمرات المانحين في جنيف (يونيو/حزيران 2023) وباريس (أبريل/نيسان 2024) لدعم السودان والدول المجاورة التي تستضيف الأشخاص الفارين من الحرب هناك.
وأكد الطرفان أهمية تقاسم الأعباء والمسؤوليات لسد الفجوة التمويلية التي تمثل نحو 70 بالمئة من إجمالي الالتزامات.