روان أبو العينين: مصر تقف بالمرصاد لمخططات التهجير

استعرضت الصحافية المعروفة روان أبو العينين تقريراً بعنوان «قمة القاهرة.. الرد العربي على تهديدات ترامب وخطة طرد غزة».
قالت الإعلامية المعروفة روان أبو العينين في برنامج “حقائق وأسرار” على بوابة البلد: “في الوقت الذي تستعد فيه القاهرة لاستضافة قمة أزمة عربية في 27 فبراير/شباط المقبل، تتجه الأنظار إلى الموقف العربي من التطورات الخطيرة التي تهدد القضية الفلسطينية، خاصة في ظل تزايد المطالبات الأميركية الإسرائيلية بطرد سكان قطاع غزة”.
وأضافت: “الرئيس الأميركي ترامب، الذي أثار الجدل مراراً وتكراراً بموقفه المنحاز ضد إسرائيل، لم يدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية فحسب، بل يواصل طرح خطته لنقل سكان غزة بحجة إعادة الإعمار. “وتذكّر هذه الخطوة بمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتقويض حل الدولتين”.
“إن انعقاد القمة في القاهرة له دلالات تتجاوز البعد السياسي المباشر، حيث يعكس أهمية دور مصر في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتابعت: “منذ البداية قادت مصر الجهود الدبلوماسية لوقف العدوان ومنع تهجير الفلسطينيين، وكانت صوتاً قوياً في المحافل الدولية سواء باستضافة قمة القاهرة للسلام أو من خلال الاتصالات المكثفة مع زعماء العالم، مما أدى إلى تعزيز الإجماع العربي على ضرورة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية”.
وأضافت: “إن المطالبات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة ليست سوى إعادة إنتاج للسياسات القديمة الهادفة إلى تحرير الأرض الفلسطينية من سكانها”.
وأضافت: “إسرائيل لم تتوقف أبدا عن توسيع مستوطناتها وتغيير التركيبة الديمغرافية للأراضي المحتلة”. إن الدعم الأمريكي يشكل فرصة ذهبية لإسرائيل لتنفيذ مشروعها. لكن الجديد هو التغطية على عمليات النزوح بحجج كاذبة وتقديمها على أنها جزء من جهود إعادة الإعمار بهدف تسويقها دولياً.
وأضافت: «مصر تقف حجر عثرة أمام هذه الخطة التي تواجه معارضة شديدة». وأكدت القاهرة رفضها التام لأي محاولة لفرض واقع جديد على غزة، وأن طرد الفلسطينيين لن يكون حلاً مقبولاً تحت أي ظرف من الظروف”.
وأضافت: “مصر ذهبت إلى أبعد من ذلك وحاولت حشد موقف دولي ضد هذا المقترح”. وانعكس ذلك في تزايد الأصوات الأوروبية الداعمة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقالت: “في خطوة تعكس مدى غضب واشنطن من موقف مصر الحازم، ألمحت إدارة ترامب إلى إمكانية إعادة النظر في المساعدات الأميركية لمصر”. وكانت هذه محاولة واضحة للضغط على البلاد لقبول خطة إعادة التوطين”.
وتابعت: “لكن القاهرة لم تتراجع، بل ردت بحزم، مؤكدة أن موقفها من القضية الفلسطينية غير قابل للمساومة أو الضغوط”.
وأضافت: “هذه التهديدات قوبلت بانتقادات واسعة، حيث اعتبرتها العديد من القوى الدولية محاولة غير مقبولة لابتزاز دولة ذات نفوذ إقليمي تلعب دوراً مهماً في الاستقرار في الشرق الأوسط”.
وقالت: “السؤال الأهم الآن هو: هل ستتخذ قمة الأزمة العربية خطوات عملية لمواجهة الخطة الأميركية الإسرائيلية؟”
وتابعت: “الجواب سيحدد المسار المستقبلي للقضية الفلسطينية”. وتحاول مصر، التي قادت الجهود الدبلوماسية لمنع الطرد، الآن توحيد الموقف العربي ضد أية محاولات لطرد سكان غزة. ومن المنتظر أن تصدر عن القمة قرارات مهمة تعكس موقفاً عربياً موحداً في مواجهة الضغوط الدولية.
وختمت: “في ظل تصريحات ترامب التي تهدد بإدخال المنطقة في حالة من الفوضى، والسياسات الإسرائيلية التي تستفز العرب باستمرار، فإن قمة القاهرة ستكون اختبارا حقيقيا لقدرة العرب على مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية”. ورغم تصعيد التهديدات فإن الموقف المصري يظل ثابتا: لا طرد ولا تنازل ولا تراجع عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين.