التنسيقية تعقد ندوة بؤر الصراع الإقليمي ومخاطر الأمن القومي المصري
وعلى هامش معرض الكتاب، نظمت التنسيقية الشبابية للأحزاب والسياسيين ندوة بعنوان “بؤر الصراع الإقليمي ومخاطر الأمن القومي المصري”.
اللواء د. وقال وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالكلية الحربية المصرية، إن الوصول إلى مرحلة وقف إطلاق النار جاء بعد فشل إسرائيل في تنفيذ خطتها لمهاجمة البنية التحتية الأساسية لدفع الفلسطينيين إلى سيناء، مضيفا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي قدمت مستويات عالية من الدعم لقطاع غزة. وأوضح أن الأغرب هو جحود أمريكا والغرب، لأنهم رغم كل ما حدث لم يروا أي دليل على إبادة الفلسطينيين، مما يترك المجال أمام إسرائيل لتفعل ما تريد، مضيفا: المبادرة على الأساس الذي تم على أساسه التوصل إلى وقف إطلاق النار جاء من مصر التي قدمته في مارس/آذار ومايو/أيار من العام الماضي. وكان لمصر تاريخ طويل من الدبلوماسية مع قطر وأميركا عند توقيع هذه الاتفاقية، وكان المحاور المصري ذكياً جداً عندما أصر هو ومصر على انسحاب إسرائيل من محور صلاح الدين. وأضاف أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ادعى أنه هو من صنع هذا الاتفاق وأن إسرائيل لم توافق عليه، مشيرا إلى أن إسرائيل وصلت إلى مرحلة لم تعد قادرة فيها على اتخاذ قرار استراتيجي ولا يمكن ردعها إلا بحروب الاستنزاف. لذا فإن وقف إطلاق النار سيمنع استمرار ذلك لأن إسرائيل لن تتسامح مع حرب استنزاف أخرى في غزة لأنها منهكة في غزة ولبنان. وتابع أن القضية الفلسطينية هي قضية أمن قومي لمصر، لافتا إلى أن الأوقات القادمة والمستقبل ليست جيدة لأن إسرائيل لم تعرف كيف تعيش في استقرار وتحل الأزمات بالأزمات، ولهذا يجب علينا ضمان التماسك. على الجبهة الداخلية لحماية بلادنا، فالجيش المصري له طابع مختلف عن جيوش المنطقة بأكملها. اللواء د. أكد أيمن عبد المحسن المختص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن منطقة الشرق الأوسط تعيش دوامة من الصراعات المترابطة، موضحا أن هناك نوعين من الصراعات: الأول يتعلق بالدرجة الأولى بالقضية الفلسطينية وحزب الله المرتبط بلبنان، العراق وسوريا واليمن والنوع الثاني هو حروب الدول الفاشلة ودمجها مع ميليشيات لها أهداف وصراعات تقليدية هي صراعات الجيوش النظامية لم يعد موجودا. وأضاف أن الخاسر الأكبر في صراعات الشرق الأوسط هي إيران لأنها عززت سلاحها على مر السنين لكنها فشلت، وأن المستفيد الأكبر في المنطقة هو إسرائيل، مبينا أن مشروع الدولة القومية في خطر. لذا لا بد من إرادة فلسطينية وإرادة إسرائيلية، وموقف عربي ودولي موحد، بعيد عن المعايير المزدوجة التي يمكن أن تردع إسرائيل. وقال إن الصراعات في المنطقة آخذة في الاتساع، وبالتالي فإن تواجد الجيش المصري في سيناء هو حق مشروع ومعلن لإسرائيل، بما لا يخالف معاهدة السلام، موضحا أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية واستراتيجية. بعيد المدى. لكن هذا لا يمنع من حدوث مناوشات، ومسألة المساعدات ثانوية بالنسبة لمصر، والدولة المصرية دولة مؤسسات، ومصر أعلنت رسميا التزامها بمسئوليتها تجاه المنطقة ولن تتدخل غير عربية في الساحة. اترك الأمر للدول للتدخل. من جانبه، قال النائب طارق الخولي ممثل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب لتنسيق الشباب الأحزاب والسياسيين، إن الاحتلال يعمل منذ فترة طويلة على تقسيم المنطقة حتى تنشأ الصراعات، مضيفا أن هناك لقد حدثت انقسامات وحروب داخلية منذ أن تم تسمية العالم العربي بالشرق الأوسط. وأوضح أن بلادنا تتمتع بمقومات طبيعية كثيرة مثل الأراضي الزراعية الخصبة وآبار النفط، إلا أنهم لم يتفقوا على كلمة واحدة، مؤكدا أن مصر هي المعضلة الرئيسية لإسرائيل لأن الجيش المصري هو جيش الدولة المصرية، ووسط الحرب والحرب. وبعد تردد، تمكنت مصر من تقديم المساعدات للفلسطينيين. وأشار إلى أن إنشاء الدولة الفلسطينية تم تأجيله بالفعل، وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر تطرفا، مضيفا أنه مع الإدارة الأمريكية الجديدة سنشهد إحياء عملية التطبيع. وقال الخولي إن سيناء عندما كانت فارغة أصبحت بؤرة للإرهاب، لكن وجود الجيش المصري يوفر الحماية لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها. وأكد أن مصر صبر استراتيجي على غزة وخسرت نحو 7 مليارات دولار بدخولها قناة السويس، وأمريكا تستفيد من علاقاتها مع مصر أكثر مما تستفيد مصر من أمريكا، ولا يمكن الاستغناء عن مصر. وأشار السفير حازم خيرت، نائب وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر الأسبق لدى سوريا وإسرائيل، إلى أنه في منتصف التسعينيات نظمت كوندوليزا رايس مؤتمراً مع بعض السفراء في أمريكا وتحدثوا عن خطة الفوضى الخلاقة، وكانت تلك رسالة له صادفت في ذلك الوقت مقاومة، مضيفة أنه في تلك المرحلة لم يتم تنفيذ الخطة إلا مع الربيع العربي وكان من المفترض أن يكون شرق أوسط جديد. وتابع أنه منذ أن كنت سفيرا لدى إسرائيل كانت هناك مخططات لتقسيم الدول وكل ما يحدث مخطط له، لكن فيضان الأقصى عليه علامات استفهام، مضيفا أنني والفلسطينيين وصلنا إلى الذروة وكنا نتوقع انتفاضة. منهم، والولايات المتحدة الأميركية لن تكون عادلة وستقف دائماً إلى جانب إسرائيل. أدار الندوة محمد نشأت عضو التنسيقية الشبابية للأحزاب والسياسيين، وبمشاركة اللواء د. وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الإستراتيجية بالكلية الحربية المصرية، واللواء د. وحضر الندوة أيمن عبد المحسن المختص بالشؤون العسكرية والاستراتيجية، والسفير حازم خيرت نائب وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر لدى سوريا وإسرائيل، ومجلس النواب لتنسيق الأحزاب الشبابية والسياسيين.