البكالوريا المصرية.. تأييد للفكرة وخلاف على المضمون

منذ 4 ساعات
البكالوريا المصرية.. تأييد للفكرة وخلاف على المضمون

• شوقي: تقليص المواد الدراسية إلى سبع على مدار عامين يحدث لأول مرة في تاريخ التعليم.. والاختبارات الدينية لن تكون بنفس المستوى. • شحاتة: المعيار الوحيد للتكرار يجب أن يكون القدرة العقلية، وليس القدرة الجسدية. يجب إعادة النظر في رسوم الامتحانات • وزير التربية والتعليم الأسبق: عملية تطوير النظام هي عملية تغيير اجتماعي وتتطلب وقتا كافيا، فهي ليست مجرد مسألة تغيير كتاب أو مقرر دراسي.

أثار إعلان وزارة التربية والتعليم عن اقتراح نظام جديد للتعليم الثانوي تحت اسم “البكالوريا المصرية”، ليكون بديلاً لنظام التعليم الثانوي العام، جدلاً وخلافاً بين المؤيدين لفكرة التوسع في النظام الجديد في البلاد. – تقليص المواد الدراسية ومعارضة إدخال التربية الدينية كمادة إلزامية، لأن ذلك من شأنه أن يقلل من إدخال الامتحانات المعادلة بين المواد الدينية الإسلامية والمسيحية.

واستطلعت «الشروق» آراء خمسة خبراء في مجال التعليم والمناهج، من بينهم وزير سابق، اتفقوا جميعا على ضرورة تهيئة المدارس والمعلمين لتطبيق مثل هذا النظام الجديد لتحقيق الهدف المنشود. وهو تعزيز القدرات العقلية للطالب.

قال تامر شوقي، الأستاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن النظام الجديد المعلن عنه يُنظر إليه بشكل عام على أنه “جيد” ولكنه يثير قلق أولياء الأمور لأن الوزارة أجرت تغييرات على التعليم الثانوي في أغسطس الماضي ومن الناحية التربوية الرأي أن أي نظام جديد يجب أن يتم تقييمه على مدى 3 إلى 5 سنوات لمعرفة نتائجه ومن ثم يتم اتخاذ قرار جديد بتغييره أو الحفاظ عليه.

وتابع: “ما حدث هو إعلان النظام الجديد للمرحلة الثانوية بعد 4 أشهر فقط، وهو ما أحدث بلبلة بين أولياء الأمور، خاصة أنه أعاد للمجموعة بأكملها مسألة كانت قد أسقطت من التغييرات الأخيرة وهي ثاني أجنبية”. موضوع اللغة.”

هل الشهادة الثانوية تحد من الدروس الخصوصية؟

ويضيف شوقي أن النظام الجديد به عدد مواد أقل من المطبق حاليا، وهي 7 مواد على مدار عامين، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ التعليم، مما يؤدي إلى تخفيف العبء على أولياء الأمور والطلاب. سواء الضغط المعرفي والعقلي أو الضغط المادي، يتم تقديمه من خلال الدروس الخصوصية.

وأشار إلى أن تقليل عدد المواد التي سيتم دراستها سيؤدي إلى التركيز على النوعية وليس الكمية والقضاء على الشكاوى المتكررة من كثرة المناهج الدراسية. وأوضح أن المناهج الجديدة لن تكون سهلة لأنها ستركز على تنمية القدرات العقلية للطالب، مما يعني أن الطالب الذي يعتمد على الحفظ لن يتمكن من التعلم من خلال هذا النظام الجديد.

وأوضح أن القدرة على الحصول على أكثر من فرصة لأداء امتحان مادة واحدة من شأنه أن يقلل الضغط على الطالب ويقلل من القلق بشأن المدرسة الثانوية، لكنه يعتقد أن قرار دفع 500 جنيه مصري لمادة لإعادة إجراء الامتحان من شأنه أن يضر الطالب غير القادر مالياً على تقديم الامتحان أكثر من مرة، حيث أن عدد طلاب الثانوية العامة يزيد عن 700 ألف سنوياً، وبعض الطلاب فقراء أو حتى معدمين ولا تستطيع المناطق دفع هذا المبلغ، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية.

مادة الدين الإجبارية تلغي تكافؤ الفرص

وفيما يتعلق بإدخال مادة التربية الدينية كمادة إلزامية في الصف الثالث الثانوي، قال الأستاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن هذا القرار يحتاج إلى دراسة متأنية حيث لن تكون هناك امتحانات في نفس المستوى بين الصفوف الدراسية. مواد الإسلام والدين المسيحي، وبالتالي فإن تكافؤ الفرص بين الطلاب سوف يختفي ما دامت هناك مقارنة. يجب على جميع الطلاب إجراء الامتحانات على نفس المستوى والمنهج والأسئلة.

وأظهر ذلك من خلال الشكاوى المتكررة في امتحانات النقل من عدم المساواة بين مستويات الامتحانات الثلاثة المقررة بينما يدرس الطلاب نفس المنهج. ورأى أنه من الأفضل أن تكون مادة اللغة العربية إلزامية للطلاب وأن تشمل كافة المبادئ والقيم الموجودة في مادة التربية الدينية.

تأخذ شهادة الثانوية العامة الطلاب من الحفظ إلى التفكير

ومن جانبه أكد حسن شحاتة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن الشهادة الثانوية المصرية تعد بديلا حديثا للثانوية العامة، مما يضع التعليم المصري في إطار المنافسة العالمية ويساعد على التخلص من ثقافة الحفظ عن ظهر قلب. والتلقين، لأن فلسفة البكالوريا المصرية تقوم على تنمية التفكير والمهارات النقدية التي تعد من مهارات القرن الحادي والعشرين، وتقوم على تعليم متعدد التخصصات مناسب سوق العمل المستقبلي ذو صلة.

وأضاف شحاتة أن النظام الجديد يتطلب حوارًا تعاونيًا حتى يتغير وعي أولياء الأمور والمعلمين والطلاب. وأشار إلى أن نظام التعليم الجديد يربط التعليم بسوق العمل ويلغي الدروس الخصوصية ويستثمر في مهارات وقدرات المتعلم المصري، لافتا إلى أنه “لا يجوز” السماح للطلاب بالحصول على درجاتهم من خلال نظام تحسين الأجور. التعويض المالي. وذلك تطبيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص، مؤكداً أن المعيار الوحيد للتكرار يجب أن يكون القدرة العقلية وليس القدرة البدنية.

الحوار المجتمعي هو قرار إيجابي

من جانبه، قال العميد الأسبق لكلية التربية بجامعة عين شمس، حازم رشيد، إن تطوير الثانوية العامة “راكد” منذ ما يقرب من 30 عاما، دون أي تطوير حقيقي ولا خطوات نحو حل هذه المشكلة. يعد النظام إيجابيًا للتغلب على المشكلات المستمرة الناجمة عن سجل المدرسة الثانوية لجميع الطلاب. وأحزابها هي وزارتي التربية والتعليم العالي وولي الأمر والطالب وتصف إعلان الوزارة عن حوار مجتمعي حول النظام الجديد المقترح بالقرار الإيجابي.

وأضاف راشد أن هناك قلقاً من اتخاذ قرارات إيجابية أو جديدة دون إعداد المدارس لتنفيذ تلك القرارات بشكل صحيح. الرؤية الجديدة تشمل البرمجة على سبيل المثال. فهل نحن مستعدون في المدارس؟ هل لدينا مدرسين مستعدين للتدريس؟ هل لدينا مختبرات مجهزة للتطبيق؟ فإذا لم تتوفر هذه العناصر يصبح هذا الموضوع المهم مادة نظرية ولن يستفيد منه الطالب بقدر ما ينبغي. التحدي الأكبر هو الرغبة في تطبيق هذه الأفكار الجديدة لتحقيق الهدف المنشود.

ومن جانبه قال وزير التربية والتعليم الأسبق جمال العربي إن من الحقائق التي يجب أن نوضح أن عملية التطوير سواء للأنظمة أو المناهج ليست مجرد تغيير كتاب أو مقرر دراسي أو نظام دراسي ; في الواقع، إنها عملية تغيير اجتماعي وبالتالي تتطلب وقتا كافيا.

وأضاف العربي عبر حسابه على فيسبوك أن المجتمع وقياداته يأملون في إحداث تغييرات كبيرة في المجتمع من خلال تطوير العملية التعليمية، لكنهم قد لا يدركون أن نظام التطوير لا يفعل ذلك من خلال الاعتماد على هذه الآمال التي يعملون فيها فراغ، ولكنها تعتمد على مكونات أخرى من نظام التعليم، مثل أنظمة الامتحانات، ومهارات المعلم وظروفه الاجتماعية، وآليات تدريبه.

وأوضح أن عملية التطوير أو عملية إصلاح التعليم لم تمنح الوقت اللازم لتكتمل بالشكل الصحيح؛ ويمكن أن يؤدي إلى فشل عمليات الإصلاح والدخول في حلقة مفرغة من القطع والتكرار والحذف والإضافة، دون عمق استراتيجي واضح. وهذا عكس ما حدث تماما في تطور التعليم في العالم. بدءاً بماليزيا وسنغافورة وفنلندا والنرويج، وصولاً إلى أمريكا حيث تم تولي عملية التطوير. يمكن تحديد الإطار الزمني بحرية دون التسرع في التغييرات.

وأشار إلى ضرورة معرفة أن مشاكل العملية التعليمية لا تكمن في النظام الثانوي نفسه، بل في النظام برمته، الذي لا ينفذ فيه على أرض الواقع إلا بعض ما هو مخطط له، وأن مشاكلنا هي مع توافر وإعداد البيئة المدرسية.

لا ينبغي أن يتبع تخفيض المواد زيادة في حجمها

وقال الخبير التربوي والمستشار العلمي السابق لوزارة التربية والتعليم حسن محرم، إن من أكبر الجوانب الإيجابية هو تقليل عدد مواد الثانوية العامة، لكن لا ينبغي أن يتبع ذلك زيادة في حجم كل مادة. ومن عيوب النظام إضافة مادة التربية الدينية خاصة عند تخصيص 100 نقطة وذلك لاختلاف مستوى الامتحان بين الديانتين الإسلامية والمسيحية.

واقترح جعل الدين مادة أساسية وإضافته إلى المادة العامة، ولكن فقط في السنوات الانتقالية. وتساءل عن سبب إعادة هيكلة نظام الثانوية العامة بشكل مفاجئ مع بداية العام الدراسي الحالي في حين سيتم تغيير نظام الثانوية العامة بالكامل اعتبارا من العام المقبل؟


شارك