سوريا إلى أين؟.. حوار مع كبار المفكرين في «إضاءات»
استضاف صالون إضاءات الثقافي ندوة فكرية جمعت نخبة من أبرز المفكرين والمثقفين. وركزت المناقشات على مستقبل سوريا، القضية التي تشغل الرأي العام العالمي وتلامس ضمير المصريين، وسلطت الضوء على التغيرات الجوهرية التي طرأت على الساحة السورية منذ انتهاء حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد. ميزات جديدة.
نظم المهندس أحمد العصار مقدم برنامج «حوار قريب»، صالون «إضاءات» الثقافي، الذي حضره نخبة من أبرز المفكرين والمثقفين. كما ضم المشاركون المفكر السياسي د. مصطفى الفقي، مساعد رئيس الجمهورية الأسبق، ود. سمير مرقص، والرئيس التنفيذي لشركة أخبار اليوم السيد إسلام عفيفي.
كما شارك المطرب محمد ثروت رئيس لجنة الاستثمار بالحوار الوطني ود. شارك المهندس سمير صبري والمهندس علي إحسان بكر، نائب رئيس مجلس إدارة إحدى شركات النفط العالمية الأسبق وخبير الطاقة، في الصالون الثقافي “إضاءات”. المهندس سالي متولى الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال، والمهندس خالد السيد المؤسس والمدير العام لأحد مراكز الدراسات الاستراتيجية.
• الإسلام السياسي في سوريا
دكتور. افتتح مصطفى الفقي الندوة بالترحيب بالمشاركين ثم تحدث عن تأثير ظاهرة الإسلام السياسي على الوضع الراهن في سوريا وعلى موازين القوى في المنطقة والتي لا تزال تمثل معضلة كبيرة للغرب خاصة. في المثقفين ودوائر صنع القرار، كما تناول الأميركي السابق جورج دبليو بوش بسؤاله الشهير: «لماذا يكرهوننا؟» جذور هذا الشعور تكمن في سوء التفاهم المتبادل بين الشرق والغرب وفي العالم تراكمات الماضي المرتبطة بفترات الاستعمار والتدخلات الغربية المتكررة.
دكتور. وأشار الفقي إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ظهرت عام 1928، بعد أربع سنوات فقط من سقوط الخلافة العثمانية، في وقت كانت الأمة الإسلامية تبحث عن قيادة جديدة. وأشار إلى أن هذه الجماعة ليست الحركة الوحيدة التي تعتمد على الدين كأساس عقائدي. لقد ظهرت الصهيونية قبل ذلك بسنوات، وارتكزت على الديانة اليهودية، مما يعكس تشابهاً في النهج رغم اختلاف المعتقدات.
دكتور. وأوضح الفقي أن الحكومات الأمريكية فكرت منذ فترة طويلة في كيفية التعامل مع الحركات الإسلامية، وهو ما ظهر بوضوح عندما انتهج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما استراتيجية تقوم على فكرة مكافحة الحركات الإسلامية، وهو ما لم يتحقق إلا من خلال القوى الإسلامية المعتدلة، مما دفع الحكومة الأمريكية آنذاك إلى دعم الحركات الإسلامية التي وصلت إلى السلطة في بعض الدول.
دكتور. تكلم. مصطفى الفقي في ندوة أماكن خطاب أوباما للعالم الإسلامي، لافتاً إلى أن أوباما كان ينوي إلقاء خطابه من البيت الأبيض، إلا أن مستشاريه نصحوه بإلقاء الخطاب من دولة إسلامية من أجل تحقيق ذلك. تأثير أكبر. وكانت المقترحات في البيت الأبيض مختلفة، إذ اعتبر البعض الدار البيضاء خيارا مناسبا لأنها آخر دولة في العالم الإسلامي على المحيط الأطلسي، بينما اقترح آخرون أن يأتي الخطاب من جاكرتا، عاصمة إندونيسيا أكبر عدد من المسلمين في العالم ولأن أوباما قضى جزءا من طفولته هناك.
واقترح ثالث مدينة “جدة” في السعودية لقربها من الحرمين الشريفين. وفي خضم هذه المناقشات طرح أحد المستشارين رأيا حاسما: “لا صوت أعلى من الأزهر الشريف”، معتبراً أن الأزهر هو أكبر مركز للسنة وأنهم يمثلون الأغلبية في العالم الإسلامي. عالم .
• كيف استغلت إسرائيل الوضع في سوريا لتوسيع نفوذها؟
دكتور. وأوضح. وقال مصطفى إن الولايات المتحدة تنظر إلى الحركات الإسلامية المتطرفة باعتبارها تهديدا مباشرا لها، الأمر الذي دفعها إلى رفض أي نوع من المفاوضات أو التعاون مع هذه الجماعات. في المقابل، اعتمدت إسرائيل سياسة أكثر مرونة، حيث اقترحت إمكانية التعامل مع هذه الحركات، وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فسيتم اللجوء إلى أساليب أكثر قسوة. ومن خلال هذه الفجوة الموضعية، بدأت محاولات اختراق هذه الجماعات من خلال دعم وتشجيع النزعة الوسطية والاعتدال داخلها.
قال د. وقال الفقي إن الوضع في سوريا خطير، معتبرا أن إسرائيل تحاول استغلال هذا الوضع للسيطرة على العالم العربي، وأن أكبر رصيد تسعى إليه إسرائيل هو مصر، رغم صعوبة السيطرة عليها.
دكتور. وأشار مصطفى إلى أنه لا يتوقع ظهور رئيس أمريكي منحاز ضد العرب، فالموقف الأمريكي تاريخيا منحاز ضد إسرائيل، ونقل تصريحات ترامب عندما قال: “لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعنا” “، وبايدن، الذي أخبره والده أنه “ليس من الضروري أن تكون يهوديًا لتكون صهيونيًا”.
ثم علق د. سمير مرقص عن د. وأشار مصطفى الفقي إلى أهمية النقاط التي أثارها وأضاف ملاحظات على الوضع في سوريا:
دكتور. وأشار سمير مرقص إلى أن الإسلام السياسي في مصر يسعى إلى الاندماج في إطار الدولة القومية، بينما في سوريا الهدف هو إسقاط الدولة بشكل كامل، وأوضح أن المشكلة ليست في شخص بشار الأسد ورغم قسوة نظامه، إلا أن تدمير الدولة السورية نفسها قد يؤدي إلى قيام نظام إسلامي سياسي بديل، وهو ما يمثل تحولاً خطيراً.
دكتور. وأكد مرقص أن الإعلام الإخواني ركز في الآونة الأخيرة على تشويه تاريخ دولة محمد علي وفكرة الدولة الحديثة في مصر، وهو ما يسبب له اهتمامات شخصية ويعتبرها تهديدا للفكرة الوطنية.
دكتور. ورد الفقي بالقول إن الهجمات على الدولة الحديثة في مصر يصاحبها محاولات لزعزعة استقرارها وتقويض أسسها الوطنية.
• ما هو الدور الدبلوماسي الذي تلعبه مصر في المنطقة؟
من جهته، تحدث الرئيس التنفيذي لـ«أخبار اليوم» الصحافي إسلام عفيفي، عن الأزمة السورية، وأشار إلى أن تركيا تبدو وكأنها تحاول تقديم نفسها كداعم مهم للحكومة السياسية المستقبلية في سوريا بعد انتهاء حكم الأسد. الحكم بالوعد وإعادة بناء الجيش السوري وإعادة هيكلة الدولة السورية.
أجرى الإعلامي إسلام عفيفي مقابلة مع د. وقدم الفقي نصائحه بشأن تعامل مصر مع الأزمة السورية، مستشهدا بنجاح مصر في مكافحة الإرهاب في سيناء ودورها الدبلوماسي والإنساني الموسع في غزة.
وردا على ذلك أجاب الدكتور: الفقي أكد على ضرورة تجنب مصر فتح جبهات توتر جديدة وشدد على أهمية الالتزام بالثوابت العربية من أجل تعزيز مصالح مصر والحفاظ على استقرار المنطقة.
• الإعلام المزيف والأزمة السورية
من جانبه أشار المهندس خالد إلى أن الحوار هو بداية طريق التفاهم، مؤكدا أن مصر كانت دائما في صدارة المشهد العربي، موضحا أن الحروب الحديثة تقوم بشكل كبير على تشويه الوعي، كما هو الحال على وأضاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن شخصية أحمد الشرع تمثل نموذجاً مصطنعاً بشكل واضح، فالشعب السوري هو الضحية الحقيقية لهذه الأزمة. وأخيراً سأل المهندس علي إحسان بكر د. مصطفى الفقي إلى أي مدى استفادت إسرائيل من الأحداث في سوريا وهل هناك تنسيق بينه وبين هيئة تحرير الشام. دكتور. أجاب: الفقي قال إن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الأحداث، لكنه استبعد الاتصال المباشر مع إسرائيل، ورجح أن تكون هناك شخصيات أخرى غير معروفة لعبت دورا في قلب الأمور لصالحه.