المؤلف محمد صادق لـ«البلد»: تحويل فيلم بضع ساعات في يوم ما لعمل مرئي يمنحها رؤى مختلفة
الفيلم كان تجربتي الأولى في كتابة السيناريو ولم ألتزم بكل قصص الرواية حادث السيارة هو المشهد الأكثر صعوبة. لقد أطلقنا النار عليه في طقس شديد البرودة
ينتظر الروائي والسيناريست محمد صادق، هذا الأسبوع، عرض فيلمه «ساعات قليلة في يوم» الذي يحمل اسم روايته الصادرة عام 2012. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تحويل روايته إلى فيلم روائي طويل. وقد تم تحويل روايته “هيبتا” إلى فيلم سينمائي في السابق.
وقبل تقديم العمل التقت به «الشروق» وتحاورت معه حول تجربته السينمائية الثانية وفكرة تحويل رواياته إلى أفلام سينمائية وتجربته في كتابة سيناريو فيلم «هيبتا 2». بالإضافة إلى روايته الجديدة التي ستعرض في معرض الكتاب 2025.
في البداية يقول محمد صادق: لا أحاول تحويل رواياتي إلى أعمال فنية أو سينمائية أو غير ذلك. أنا فقط أكتب الرواية وأتركها لأثبت نجاحها. وقد لاقى تفاعلاً جيداً منذ صدوره، وقد تواصل معي المنتج أحمد السبكي ورحب بتعديل الفيلم، وفعلاً خضت هذه التجربة بعد توقيعي مع المخرج عثمان أبو لبن الذي أعتقد أنه كان يقود العمل بشكل احترافي. . وإحساس الذي يضم مجموعة كبيرة منهم هشام ماجد، هنا الزاهد، مي عمر، أحمد السعدني، محمد سلام، محمد الشرنوبي، أسماء جلال، هدى المفتي، خالد أنور، وميان السيد، وأتمنى ذلك للجمهور. سوف نرى الفيلم ومثل ذلك.
● لماذا قررت كتابة سيناريو “ساعات قليلة في يوم” وليس مجرد قصتك كما حدث مع “هيبتا”؟
فيلم “هيبتا” بالنسبة لي كان قصة وسيناريو وحوار لوائل حمدي والتعاون في كتابة السيناريو مع نورهان أبو بكر وشادن زهران، كنت أتمنى أن أكتب سيناريو “هيبتا”، لكن في ذلك الوقت كنت في العشرين من عمري. – كنت في السابعة من عمري وشعرت أنني لا أملك الخبرة الكافية لأتمكن من القيام بذلك… أنا أكتب سيناريو لفيلم، وهذا هو ما سأقوم به إذا كنت سأقوم بخطوة كهذه ، يجب أن أكون جيدًا في الاستعداد و تأكد من أنني سأتمكن من اجتياز الأمر بشكل جيد، وقبل أن أكتب أول رواية من رواياتي “طه الغريب”، كنت قد كتبت 13 رواية لم تخرج للنور، وفي وقت هيبتا عام 2016، كان منتج الفيلم عرض عليّ أن أكتب السيناريو، لكنني رفضت وأخبرته أن هذه الخطوة يمكن أن أكون أكبر مما كنت عليه في ذلك الوقت، لذا من الأفضل أن يكون السيناريو مكتوباً بواسطة كاتب سيناريو لديه خبرة في هذا المجال، وليس أنا لـ “ عدد قليل ساعات”، تعلمت وتدربت كثيرًا.
● هل التزمت بالشكل الأساسي للرواية أم أن السيناريو انحرف عنها بشكل كبير؟
– عندما يشاهد الجمهور الفيلم، فإن أي شخص يحب الرواية سيجد فيه شيئًا يحبه كثيرًا، ومن لم يقرأ الرواية من قبل سيجد مزيجًا خاصًا سيجعله يدرك أنه فيلم مختلف و لا يحتوي الفيلم على ثلاث قصص من الرواية وهناك قصتان جديدتان لأنها كانت مختلفة عن وقت كتابتها. اعتقدت أنه لا بد أن يكون هناك تطور في الأحداث والتوقيت، ففي الرواية كانت هناك قصص مرتبطة بزمن خاص بها. لو قدمناها اليوم لشعر الجمهور أن هذه المواضيع قد تم الحديث عنها بالفعل في الماضي، ولذلك كان من الضروري إنشاء قصة جديدة خصيصًا للزمن الحالي. عندما يشاهد المشاهد الفيلم سيشعر أنه كتب في الزمن الحالي وأن أحداثه تتناسب مع ما يعيشه الآن.
● هل توقعت أن ينال فيلم هيبتا استحسان الجمهور؟
جمهور الرواية يفضل دائمًا الخيال الذي عاشه أثناء قراءته، لكني كنت محظوظًا لأن جزءًا كبيرًا من جمهور رواية “هيبيتا” أحب الفيلم والرواية معًا. أنت ترى الفيلم من وجهة نظر المخرج وكمنظومة كاملة، لكن قارئ الرواية لا يراه إلا من وجهة نظر المؤلف. «ساعات قليلة من يوم» سنراه من خلال عيون مخرجه عثمان أبو لبن وعيني الكاتب، وأعين الممثلين كيف رأوا الشخصيات وكيف سيقدمونها للمشاهد. وفي الفيلم يرى المشاهد الرواية بعيون مختلفة، عكس ما كانت عليه. القراءة وكل شيء فقط من خيال المؤلف.
● هل كان اختيار الأبطال في الفيلم هو نفسه الذي تخيلته في الرواية؟
– جميع أبطال العمل أبطال في عملهم، ولكل منهم موهبته الخاصة وشخصيته الفنية المستقلة، وكنت على ثقة من أن كل واحد منهم سيأخذ شخصيات السيناريو إلى مجالات أفضل مما كتبت، وهذه ميزة العمل مع مخرج وممثلين محترفين وذوي سمعة طيبة، لأنهم سيعالجون ما كتبته بأفضل طريقة ممكنة تصل إلى المشاهد. لقد كنت سعيدًا بكل قرارات الأبطال ولم تخيب آمالنا تمامًا. لقد كانت تجربة ممتعة.
● هل سبق لأبطال العمل قراءة روايتك أو روايات أخرى؟ ما مدى إثراء الفيلم؟
بعضهم سبق أن قرأ الرواية أو قرأ لي رواية أخرى من رواياتي، لكن أعتقد أن هذا لا علاقة له بتقليد شخصياتهم في العمل، لأنه من الممكن أن يمثل المخرج وجهة نظر مختلفة تتعلق بها إجازة عندما يقرأ الممثل دوره في السيناريو، فإنه بالتأكيد قد يساهم في تكوين شخصيته وروحه بتعليمات المخرج، لكن في النهاية روح الممثل ومزاجه يساهمان بشكل أساسي في الشخصية المكتوبة.
● ماذا عن كواليس الفيلم؟
مشاهد الفيلم كانت أكثر من رائعة حيث كان فريق العمل بأكمله يتمتع بالحنكة والوعي وبما أن الفيلم مقسم إلى قصص، فكل أبطال قصة أرادوا أن يقدموا قصتهم بأفضل صورة ممكنة وهذا كان نتيجة كل شيء جاءت القصص في الفيلم في أفضل صورة.
● كيف تصفين تجربتك مع مخرج الفيلم عثمان أبو لبن؟
عثمان مخرج صادق وصادق ومتعاون وواثق بموهبته. إنه مستمع جيد ومخلص جدًا للسيناريو. أنا حرفي ولدي مزاج سعيد عندما يتعلق الأمر بالموقع. أنا محظوظ لأنني عملت مع عثمان أبو لبن في هذه التجربة ومع الباجوري في هيبتا. وأضاف لي عثمان أبو لبن الالتزام والفكرة أن المخرج يجب أن يكون مرناً وشخصاً قادراً على السيطرة على الجميع، وأن المخرج الحقيقي يجب بالضرورة أن يحب النص ويتعامل معه بإحساس مؤلفه الذي يريد المسرح.
● ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟
– كل تفاصيل الفيلم، مجموعة من الأبطال العظماء، ولكل منهم اسمه الخاص، وقصص الفيلم الكثيرة، مما يجعل القصة تتطلب دقة شديدة في التعامل مع كل هذا. المشهد من وجهة نظري ما رأيته هو مشهد حادث السيارة، وهو الأصعب من حيث التنفيذ، وقمنا بالتصوير في طقس شديد البرودة.
● بعد رد “هيبتا” كيف تتوقعين رد فعل الجمهور على “بضعة ساعات في يوم ما”؟
لا أتوقع أي شيء لم يحدث بالفعل. أتمنى أن يشاهد الجمهور الفيلم ويعبر عن رأيه، وأتمنى في النهاية أن يفعلوا ما أحب وأن أبذل قصارى جهدي. واترك الحكم للجمهور.
● هل طلب منك القراء تحويل فيلم “ساعات قليلة في يوم ما” إلى عمل سينمائي؟
بعد كل رواية، يطالب العديد من محبيها بتحويلها إلى فيلم سينمائي، مدفوعين بالتجارب التي مروا بها مع أحداث الرواية التي أحبوها.
● هل يعني ذلك أن الجمهور يفضل استهلاك الرواية بصريا؟
جمهور السينما والتلفزيون والمسرح في مصر أكبر بكثير من جمهور القراءة، وأرى أن تحويل الأعمال الأدبية إلى دراما بصرية يعد مرحلة جيدة للرواية ويساعد على جذب الجمهور الذي لم يقرأ الرواية بعد. لأنهم إذا رأوها بصريا ربما يشعرون بالرغبة في قراءة الرواية، وهو ما يعد إثراء للقراءة في مصر. إنه فوز للسينما لأنه يخلق دراما مبنية على رواية اكتسبت بعض الشعبية. كثير من الناس يفضلون رؤية الرواية كعمل بصري، والبعض الآخر لا يعجبهم هذا ويفضلون أن تظل الرواية التي عاشوها بخيال مؤلفها وأحداثها كما هي، ولكن بشكل عام سواء “هيبتا” أو حتى التجارب التي لم أكتبها مثل «تراب الماس» و«الفيل الأزرق»، فالجمهور عندما شاهد الفيلم بحث عن الرواية وأحب قراءتها.
● أيهما تفضل: تحويل الرواية إلى فيلم أم دراما تلفزيونية أم مسرحية؟
لكل فن نقاط قوة، وهناك روايات لا تصلح تفاصيلها الكثيرة لتحول إلى فيلم سينمائي، وربما من الأفضل تقديمها كمسلسل تلفزيوني، وهناك روايات من الأفضل أن تتحول إلى فيلم سينمائي. العمل السينمائي وغيرها.
● أين انتهى بك الأمر بتصوير فيلم “هيبتا 2″؟
مازلنا نقوم بتصوير العمل ولم يتم تحديد موعد لإكتماله وطرحه في دور السينما. وهو من بطولة لمنا شلبي، كريم فهمي، محمد ممدوح تايسون، كريم قاسم، سلمى أبو ضيف، مايان السيد وحسن مالك، ومن إخراج هادي الباجوري.