المرجع حسين الصدر لـ«البلد»: ندعم تنامي العلاقات السعودية العراقية

منذ 5 ساعات
المرجع حسين الصدر لـ«البلد»: ندعم تنامي العلاقات السعودية العراقية

يعيش الشرق الأوسط حالة من الاضطراب بعد سقوط نظام بشار الأسد، واستيلاء القيادة العسكرية الجديدة بقيادة أحمد الشرع على السلطة في سوريا. لكن الزعيم العراقي حسين إسماعيل الصدر أبدى تفاؤله وأمله في اجتياز سوريا هذا الاختبار والتحول.

وأجرى الصدر حوارا مع بوابة البلد في مقر إقامته في الكاظمية. وأكد أن الحوار هو المبدأ الأساسي لتقريب وجهات النظر وتبديد المخاوف. وأشار إلى أنه سمع كلاماً طيباً من القيادة الجديدة في دمشق. وأن سيادة العراق واستقلاله وأمنه هي الأولوية، مؤكدا أن العراق يأتي أولا وأخيرا.

وأشار في الحوار إلى أهمية العلاقات السعودية العراقية وأعرب عن أمله في أن تصل إلى مستوى أعلى على كافة المستويات، ودعا إلى انضمام العراق إلى مجلس التعاون الخليجي.

نحن نعيش ما يحدث

على الساحة السورية

• كيف تنظرون إلى الوضع في سوريا الآن من حيث تأثيره على العراق والشرق الأوسط بشكل عام؟

•• أولا نرحب بتواجد بوابة البلد في بغداد ونرحب بالمملكة العربية السعودية. ونتمنى لجميع شعوب المنطقة والعالم الأمن والسلام فيما يحدث ويحدث في سوريا. أود أن أقول إننا نعيش في العراق ما يحدث على الساحة ولكن قلوبنا مليئة بالتفاؤل والأمل بأن نكون دائماً للأفضل وأن نكون الأفضل أولئك الذين يحددون مصيرهم ونأمل أن يكون قرارهم دائماً أن يكون للأفضل وللأفضل قراراً مبنياً على أسس مدنية ودينية وإنسانية ومهنية. قراره يعتمد في المقام الأول على الأمة. وبناء على هذه القواعد يمكن أن يكون قراره أقرب إلى الأمن ولهذا نحترم قرارات الشعوب دائما مع وجود الحوار ووجود العمل الاجتماعي الديمقراطي.

نحن بحاجة إلى جهد متضافر

• بدا أن العديد من العراقيين، وخاصة السياسيين، يشعرون بالقلق بشأن سوريا والعراق بعد سقوط الأسد وظهور قيادة جديدة. ونظراً لحساسية المنطقة في ظل هذه الظروف، هل أنتم خائفون من هذا النظام الجديد؟

•• برأيي… وبفضل الله عز وجل نحن في العراق لدينا ما يكفي لحماية بلدنا وبالتأكيد نحتاج إلى تضافر الجهود، سواء داخل بلدنا أو الجهود العربية، من أجل أمن بلدنا، أو خارجه. بذل المزيد من الجهود من أجل أمن بلدنا، ولكن في رأيي لا يوجد سبب للقلق أو الخوف غير المبرر. وبحسب تصريحات بعض قادتهم وشيوخهم فإنهم يظهرون احترامهم وتقديرهم للجميع، وليس لديهم مواقف سلبية تجاه أي طرف، نحن نحترمه في فهمنا للإسلام. والاتجاهات، ونحن نبحث دائما عن نقاط الالتقاء والقواسم المشتركة، ونبارك العمل في ذلك.

ليس لدينا عداوة مع أحد

• كيف تعتقدون أنه سيتم التعامل مع “سوريا الجديدة” في ظل المخاوف والمخاوف السائدة في العراق من انزلاق سوريا إلى الفوضى أو من عدم استقرار الحكم؟

•• بشكل عام، نحن نفترض أننا لسنا معاديين لأحد، وبالتالي لا ينبغي لأحد أن يعادينا. حتى الآن لم تظهر أي إشارة إلى العراق من الوافدين، ولهذا أقول إن إسلامنا وإيماننا يبعثان فينا الأمل والتفاؤل بأمن عراقنا، والقرآن الكريم يعطينا قاعدة تقول: “أدفعوا ما خير ممن بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وليس بيننا عداوة الآن.

ومن جهة أخرى: “الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها” فليكن أصل كلامنا كلمته الطيبة، وللآخرين ليوضح: ما يهمنا هو وطننا وسيادته واستقراره وأمن شعبه، كما يهتم باستقرار وسيادة بلده واستقرار وأمن شعبه. .

الحوار مع كافة الأطراف

• لو طلب منك تقديم نصيحة للسياسيين العراقيين حول كيفية التعامل مع سوريا، ولك وزنك في العراق.. بماذا تنصح؟

•• أولاً كما أوضحت ليس هناك عداء بيننا وبين القيادة الجديدة في سوريا، وثانياً إذا طرأت توترات في الحوار فهو المسيطر على الوضع ونرحب بالحوار مع كافة الأطراف.

احترام استقلال الدول

• أرى أنكم تركزون باستمرار على قضية الوطن. هل تعتقدون أن هذه الدعوة تتطلب توسيع النطاق من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين.. وإنهاء التدخل الأجنبي في هذه الأوطان؟

•• نؤكد دائماً على ضرورة احترام الدول الأخرى واستقلالها. أحب لأخيك ما تحب لنفسك وعامل الآخرين كما أحب أن يعاملوني أريد بلدي… بلدي يكون ذو سيادة… محترماً… حدوده مصونة… شعبه محترم. .. الشعوب والأمم الأخرى تريد أيضًا أن تحترم سيادتها وشعوبها وأن تحظى بالاحترام.

أولاً، سيادة العراق

• أعني لنقترب من السؤال.. العراق يعيش حالة من التوتر.. والآن بدأ يستعيد عافيته وسيادته السياسية والاقتصادية وقدرته على اتخاذ القرار، لكن أحياناً تكون هناك تدخلات خارجية. .. هل تزعجك هذه التدخلات؟

•• بالتأكيد… كل دولة لها سيادتها ويجب الحفاظ على تلك السيادة وهذا هو الفرق بين دولة وأخرى. ولكل دولة تاريخها وحضارتها وثقافتها ومبادئها وأخلاقها، ولها منهجية وأسلوب حياة يختلف عن الدول الأخرى. ولهذا تعمل كل دولة من أجل سيادتها وحماية شعبها، ولكن… يجب ألا تخضع الدولة لأي نفوذ خارجي أو إقليمي…

يعني…موجود في الخارج…ليس من الضروري أن يكون خاضعاً في القرار…أما التعاون…فشيء جميل أن يتعاون الإنسان مع جيرانه…مصالح مشتركة وكبيرة …سواء في المجالات الاقتصادية أو الثقافية أو التعليمية… في الزراعة… وفي الرعاية الصحية… في المجالات التي تخدم أوطاننا وشعبنا. إن سيادة العراق يجب أن تأتي أولا.

العلاقات مع السعودية للأفضل

• في السنوات الاخيرة…شهدنا زيادة في العلاقات بين العراق والسعودية…على المستوى السياسي في الحوارات والمؤتمرات…وكان للعراق دور ايجابي في لقاء السعودية مع ايران…كيف هل ترى العلاقة بين السعودية والعراق وما هي الآمال التي تعلقها على المستقبل؟

•• أتمنى أن تتحسن الأمور. العلاقات جيدة حاليا. ولكن آمل أن يتحسن. وكعراقي أقول إن العراق هو رئتي الأمة العربية. والعراق لا يستطيع أن يبتعد عن أجنحته العربية… فهو بحاجة إليها… وهم بحاجة إليها… وهناك وجود مشترك بيننا… ولهذا يجب أن نكون منفتحين على بعضنا… بالقدر الذي يحقق مصالح شعبينا… ويؤكد العلاقات الطيبة بيننا في مختلف المجالات… مع الجميع… وخاصة المملكة العربية السعودية… ونتمنى أن تستمر العلاقات نحو الأفضل وأفضل.

• ما هو التحدي الذي يجب على العراق التغلب عليه لكي يلعب دوراً مركزياً اقتصادياً وسياسياً وعلمياً في الشرق الأوسط؟

•• مراراً…خلال المؤتمرات دعوت العراق للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي… والقيام بدوره…العراق له القيادة…الشعب الأول في العراق…والحرف الأول في العراق. .. وعندما نتحدث عن الرجل الأول في العراق نقصد الروح الأولى في العراق … والقانون الأول في العراق ولهذا تحتاج الأمة العربية إلى العراق … والعراق يحتاج إلى جناحيه من العراق العربي الأمة… وفي تقديري أن العراق كان ولا يزال قويا وعظيما… ونأمل ذلك وستكون هناك علاقات وثيقة بينها وبين الدول… وهكذا تقودها المملكة العربية السعودية في عدة مجالات.

التحديات التي يواجهها العراق

• ما هي برأيك أكبر التحديات التي تواجه العراق، بناء على وجهة نظرك السياسية في الشرق الأوسط؟

•• أنا لست سياسيا. وشعاري هو: الدين فوق السياسة. وفي المؤتمر الأول بعد عام 2003 طرحت شعار المؤتمر: “من سيّس الدين فقد أهانه. ومن سيّس المذهب فقد أهان الدين». الدين له مقدساته. السياسة التي نراها في أغلب مجتمعاتنا وبلداننا مبنية على المصالح… ولهذا الدين فوق السياسة… أنا أفهم السياسة…ولكنني لست سياسيا…

مهمتنا هي تثقيف المجتمع

• ولكن لرجال الدين دور اجتماعي دائماً.. اجتماعي أي سياسي؟

•• هناك فرق بين الدور السياسي والدور الاجتماعي. ومهمتنا توعية المجتمع بالإيمان والوطنية والإنسانية وتوجيهه لإنتاج قادته بالشكل الذي يريده.

• نعود إلى التحديات التي تواجه العراق…أصعب الأمور التي يجب على العراق التغلب عليها لمواصلة تعافيه.

•• يجب أن تعيش جميع أطرافها أن العراق يأتي أولاً…وليس أبناء دين معين…أو طائفة أو طائفة أو قومية…العراق يجب أن يأتي أولاً…وجميعهم متفقون على أن العراق والدولة أمن العراق يجب أن يأتي أولاً… وإذا عملوا جميعاً من أجل… أمن العراق… سيكون الجميع بخير وأمان.


شارك