البلد ترصد أهم الظواهر لمسرح 2024.. ظهور الذكاء الاصطناعى يفرض واقعا جديدا على خشبات المسارح

منذ 21 ساعات
البلد ترصد أهم الظواهر لمسرح 2024.. ظهور الذكاء الاصطناعى يفرض واقعا جديدا على خشبات المسارح

• ازدهار العروض الموسيقية والاستعراضية… والشباب يسرقون الأضواء •دكتور. عمرو دوارة: اختفاء فرق القطاع الخاص.. ومحمد صبحي هو الوحيد • عصام السيد: “مصنع ماكبث” افتتح حواراً حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في المسرح •دكتور. مدحت الكاشف: محمود الحسيني شخصية العام.. وبرنامجه “حيث لا أحد يراني” هو الأفضل • أنور عبد المغيث: المهرجانات كثيرة لكن لا توجد حركات مسرحية موازية كافية • محمد بهجت: «مش روميو وجولييت» و«الحاجة تخوف» و«الفنانة» عروض جذبت الأنظار.. وسميحة أيوب أبرز شخصية على الساحة.

شهد الموسم المسرحي 2024 عدداً من الظواهر والأحداث المهمة التي شكلت ملامح موسم آخر، سواء على صعيد الاهتمام العام بعروض مسرح الدولة أو التجارب الشبابية الواعدة التي ميزت المسرح، فضلاً عن انتشار العروض المسرحية النوعية. المهرجانات في العاصمة والمناطق، فضلا عن ظهور الذكاء الاصطناعي الذي فرض واقعا جديدا على مسرح المسرح المصري والعربي. وتتناول «الشروق» في السطور التالية أبرز الظواهر من خلال تصريحات المسرحيين والنقاد الذين عبروا عن آرائهم في أفضل العروض وأهم الشخصيات التي برزت خلال العام.

الناقد والمؤرخ المسرحي د. قال: عمرو دوارة: هناك عدة ظواهر أولها اختفاء كافة الفرق الخاصة الكبيرة، ولم يبق منها سوى مسرح محمد صبحي، بالإضافة إلى أحمد الأبياري الذي حاول التواجد من خلال المسرح الأخير عرض الموسم “كازينو البادية” لكنه للأسف لم يتمكن من الاستمرار.

وأضاف أن كل فرق القطاع الخاص اختفت، خاصة بعد رحيل سمير خفاجي والمتحدين وجلال الشرقاوي ومسرح الفن وغيرهم.

وتابع: أما الظاهرة الثانية فهي تألق الهواة وأراهم يحملون راية المسرح المصري سواء طلاب الجامعات والذين يقدمون عروضا متميزة للغاية وفي معظم المهرجانات بالإضافة إلى جوائزهم يحصلون على جوائزهم أيضا. يمثلون مصر في الخارج، وأيضا شباب قوات الثقافة الجماهيرية الملحقة بقصور الثقافة، وبعض المستقلين الذين خفتت أصواتهم بعض الشيء، لكن الهواة هم السمة الغالبة على أغلب المحترمين. العروض، وتقدم أفكارًا جديدة وعروضًا متنوعة، من العالمية إلى المترجمة، بالإضافة إلى عروض المؤلفين الجدد.

وأكد أنه في السنوات الأخيرة ظهرت مجموعة من المؤلفين الجدد الذين أثبتوا وجودهم، ومنهم محمد السوري ومحمود جمال حديني، بدءاً من «1980 وأنت قادم»، وأن الجودة ما زالت متوقفة. واستمرارية لجيل الكتاب إبراهيم الحسيني وسعيد حجاج وعبد الفتاح البلتاجي وميسرة صلاح الدين وسامح عثمان، وهناك بعض المخرجين الذين أثبتوا وجودهم على المسرح هذا الموسم ومنهم أحمد فؤاد، عمرو حسن وزياد هاني ومحمود الحسيني.

وتابع: هناك ظاهرة أخرى وهي كثرة المهرجانات المسرحية والتي برأيي لها جانبان أولهما سلبي وهو أنه لا يوجد تنسيق بينهما وبالتالي هناك تداخل في الزمن والتكرار التكريم والضيوف وخاصة في المهرجانات الدولية. وهناك لجنة تسمى “لجنة المهرجان” وهي تابعة للمجلس الثقافي الأعلى. وينبغي لهذه اللجنة أن تشارك بشكل أكبر في التنسيق بين جميع المهرجانات، سواء كانت مسرحية أو غيرها. والجانب الإيجابي هو حالة الحركة المسرحية التي تخلقها هذه المهرجانات وتبادل الخبرات والثقافات.

وذكر الدوارة أن من الظواهر السلبية هذا العام هو تحويل المركز الوطني للمسرح إلى إدارة عامة وليس إلى إدارة مركزية، ولذلك أدعو إلى ضرورة تحويله مرة أخرى إلى إدارة مركزية والاهتمام بأمواله. يدعم.

وعن شخصية العام المسرحية قال: من الصعب اختيار شخصية ولكن أختار الزميل الناقد عبد الرزاق حسين رئيس تحرير مجلة المسرح، لأنه صامد وينشر المجلة في ظل ظروف صعبة للغاية، و تمكن من نشر 46 عددا، وهي في غاية الأهمية من موضوعات وأبحاث ودراسات مسرحية، كما اختار الفنان محمد صبحي لأنه ثابت ومثابر مخرجا وممثلا.

ويرى دوارة أن أفضل عرض قدم هذا العام هو «العيال فحمات»، وهو في نظره عمل خفيف مناسب للمسرح الكوميدي. كما يرى أن “الفنان” عرض متميز يتناسب مع طبيعة مسرح الهنجر، وقد قدم المسرح الحديث أكثر من عرض متميز.

وعن أفضل العروض المسرحية لعام 2024، يقول المخرج عصام السيد مازحا: «هي بالتأكيد ليست روميو وجولييت التي قدمتها على المسرح القومي».

وتابع: من العروض التي شاهدتها، في رأيي، “شيء مخيف” إخراج خالد جلال، و”الفنان” إخراج محمد زكي، و”ماكبث المصنع” إخراج محمود الحسيني، الأفضل.

منح عصام السيد الشاعر أمين حداد لقب “شخصية العام المسرحية” عن تجربة “مش روميو وجولييت” لأنها كانت المرة الأولى التي يكتب فيها شعرا لمسرحية موسيقية قدمها بشكل جيد ومتقن لأنها كانت تجربة مميزة للغاية، كما حصل على اللقب ميدو عادل الذي يراه ممثلاً شاملاً استطاع أن يبدع بهذه التجربة.

ويرى عصام السيد أن من أهم الظواهر المسرحية استخدام الذكاء الاصطناعي “آي” في إنتاج “ماكبث المصنع”، فالأمر متروك له. حيث تحتاج هذه الظاهرة إلى دراسة لتحديد المحددات والشروط الإطارية لها.

من ناحية أخرى، أشار المخرج الكبير إلى ظاهرة انتشار العروض الغنائية والاستعراضية. دكتور. ويؤكد مدحت الكاشف أن الحصاد الأهم لعام 2024 يكمن في تجارب الشباب أو كما أسماهم “الشباب المبدع” الذي يراه ظاهرة إيجابية، خاصة شباب الجامعات المصرية.

وقال إن الكتاب المسرحيين الشباب أثبتوا أنهم منارة أمل لإصلاح حركة المسرح المصري، والدليل على ذلك عرض مسرحية «ماكبث المصنع» للمخرج محمود الحسيني، الذي يسميه الكاشف المسرحية. شخصية العام المسرحي المصري لأنه قدوة للشباب المبدع الواعد الذي يستطيع خلق حركة مهمة في المرات القادمة. كما يعتبر عرض “حيث لا أحد يراني” من إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية من أفضل عروض العام.

وتابع: “تنافس عدد كبير من صناع العرض للمشاركة في المهرجانات العالمية ظاهرة سلبية أتمنى أن يتم القضاء عليها، ويجب الاهتمام بالعرض أكثر من المهرجان، ولأن فكرة إنشاء العرض المسرحي لمهرجانات معينة هو فكرة لها تأثير سلبي على الإبداع وهي موجهة للمشاهدين والمتفرجين وليس للمهرجانات.

وتابع الكاشف: عندما كنت عضوا في لجنة جمهور المهرجان التجريبي شاهدت أكثر من 200 عرض، وكان من بينها عدد من العروض الجيدة التي قد يهتم صناعها بعرضها على مدى فترة أطول. الوقت، بحيث يشاهدها الجمهور أكثر من مجرد الاهتمام بحضور المهرجانات.

ويرى الكاتب أنور عبد المغيث أن الظاهرة الملفتة المتمثلة في كثرة المهرجانات المسرحية، رغم عدم وجود حركة مسرحية موازية بشكل كافٍ، هي بالتأكيد ظاهرة سلبية، لأنه كيف يمكننا تنظيم احتفالات أكثر مما ننتج المنتج المسرحي؟

كذلك قال الناقد محمد بهجت: «أعجبني عرض «مش روميو وجولييت» للمخرج عصام السيد الذي قدم أوبرا شعبية. الذوق المصري يحب شكل الأوبريت أكثر من الأوبريت الشعبي الذي يهيمن فيه الغناء على التمثيل، إلا أن العرض كان ناجحا، لافتا إلى أنه شارك فيه فنانون ذوو أصوات متميزة مثل علي الحجار وأميرة أحمد، وممثلين بأصوات مدربة مثل ميدو. عادل وغيره من المطربين غير المحترفين مثل رانيا فريد شوقي يتلقون تعليمات من عزت زين.

وأضاف أن الحوار الغنائي الذكي يكتشف الشاعر الكبير أمين حداد الذي يقدم الشعر لعرض مسرحي موسيقي لأول مرة.

وأشار إلى أن هناك عروضا خاصة أخرى، مثل «حاجة للخوف» في مركز الإبداع للمخرج خالد جلال، وهو عرض مليء بالتحديات حيث الفكرة هي وضع أكثر من 60 ممثلا في مساحة صغيرة تتحرك بلوحات في تتابع سريع. وكل منها يحمل معنى: “العفاريت التي نخافها ليست أصعب من سلوكنا الشيطاني، وكذلك عرض “الفنانة” على مسرح الهناجر الذي رغم إمكانياته البسيطة عرض رائع هو، وجسدت معاناة الفنانة زينات صدقي، ود. ولعبت الدور هيدي عبد الخالق. محترفة جدا.

ورشح بهجت الفنانة سميحة أيوب لجائزة شخصية العام المسرحية لأنها في رأيه لم تكن على المسرح، ولكن في كل العروض التي حضرها وجدها حاضرة بين الجمهور وشجع الجميع من محترفين وهواة على التأكيد عليها. الموقف النبيل وناشد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي عدم هدم المسرح العائم. إنها أفضل ممثلة لجميع الكتاب المسرحيين والمثقفين.

وعن الظواهر المسرحية للعام الحالي قال: نجاح العروض ذات الطابع المسرحي. وهناك العديد من العروض التي نجحت في حمل هذه الشخصية، منها ليس روميو وجولييت، والأطفال يفهمون، و. «فارس يكشف المستور». نجاح العرض وعودة المسرح رغم صعوبة تنفيذه أمر جيد وواعد. الظاهرة التي أجدها سلبية إلى حد ما هي: كثرة المهرجانات المسرحية التي تعيق هذا الموسم المسرحي نفسه، وكأن المهرجان في حد ذاته هدف، لأنه لا يمكن أن يكون هدفا في حد ذاته. ويهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على العروض الفنية وجذب جمهور أكبر ومنحهم فرصة مشاهدة العرض مجاناً أو بسعر رمزي. ولكننا نجد أيضاً أنه عندما تكون المهرجانات متتالية ومتشابهة يتوقف بسببها الموسم المسرحي ويؤثر على عروض الموسم. هذا يجعلنا نشعر أن هناك خطأ ما.


شارك